• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

    اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

    قصة كيس الأرز الذي مكث ستة أشهر في الصحراء لم تمتد له يد





    الهفوف قديماً بريشة الزميل أحمد المغلوث
    سعود المطيري
    في عام 1935م وصل الانجليزي جيرالد دي جويري إلى الهفوف مركز منطقة الأحساء قادما من ميناء العقير يستقل سيارة على ما يبدو موديل 1934م وهو الأوروبي الأول الذي عبر الجزيرة العربية من شرقها إلى غربها في طريقه إلى الرياض ثم جدة وأقام في ضيافة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي وبحسب الدكتور عبدالعزيز عبدالغني صاحب كتاب روايات غربية عن رحلات في شبه الجزيرة العربية فقد وصل جيرالد مع فريقه إلى الهفوف ليلا ليجدوا البوابات مغلقة كما جرت العادة في هذا الوقت ولكن سرعان ما اقبل جنود يحملون بأيديهم مصابيح ومعهم مندوب ضيافة من ابن جلوي فدخلوا وقادهم إلى الغرفة العليا من القلعة لقضاء الليل فيها واستقبلهم رجال الأمير بتحية وحفاوة حارة جدا، وكانوا يسألون دائما وتكرارا للاطمئنان وأنهم لم يصادفوا أي متاعب، أو يلقوا عنتا في رحلتهم، وكانت نار القهوة كما وصفها موقدة فانطلقت صرخة: "قهوة" لتأتي بمعد القهوة سريعا إلى الموقد حيث كانت المعاميل النحاسية الموضوع بعضها إلى جانب بعض، وقد نظمت بحسب إحجامها حتى بدت كأنها الجنود استقاموا صفوفا منسقة وبحركة من ذراعه اليسرى مصحوبة بانحناءة، قدم الرجل للضيوف فناجين تحتوي قهوة عربية مرّة خففت عنهم النصب الذي لقوه في سفرهم. وأقبل رجل اسمر عملاق في جبّة موشاة بالزهور وسيفه يتدلى من كتفه بحامل زخرفت خيوطه بالذهب والفضة، مبعوثا من الأمير سعود بن جلوي ليهنئ بسلامة الوصول ويستفسر عن صحتهم حسب تقاليد الضيافة.
    يقول جيرالد: تناولنا العشاء ثم أوينا إلى مخادعنا وعيوننا تغالب النعاس الذي ما لبثت أن تمكن منها لتهدأ عقولنا المشغولة بغرائب عالم جديد قديم. يسترسل بعد ذلك ليصف لهم مقابلة الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي قائلا:
    أرسل إلينا الأمير سعود بن جلوي أحد قادة حراسه ليقول إنه في انتظارنا.. اجتزنا مع المرافق دهاليز بلا سقف مفتوحة إلى السماء مباشرة إلى غرفة استقباله التي دخلناها عبر بهو مقوس البناء مظلم، يقف فيه عدد من الحراس. يتبادل أصحاب السيوف الذين هم كالمرافقين مع سيدهم الهمسات، ويتبادل الواحد منهم كلمة أو اثنتين مع زميله، ولكن ذلك لا يشغلهم عن أن يكونوا كلهم آذانا صاغية لما يقوله سيدهم أو ما يشير به، فالعرب لا يحبون مراسم الحرس الأوروبية الجافة. راح هؤلاء يتنحون عن الطريق لإفساحه لنا، فلمحنا ذلك الأمير الصغير من خلفهم الذي كان جالسا على أريكة ينبري قائما لتحية الوزير.. كان الأمير وسيما داكن اللون، له لحية خفيفة مهذبة.. وهو ابن عبدالله بن جلوي بن عم الملك عبدالعزيز.. وقد توفي عبدالله قبل أقل من شهر من تاريخ زيارتنا ولذا ما كان الأمير قد اكتسب خبرة كافية في التعامل مع الأجانب الأوروبيين.
    معروف بأن الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود تولى إمارة الأحساء عام 1913م. وعُرف بالقوة والالتزام في تنفيذ أحكام الشرع الإسلامي والضرب على أيدي المعتدين، واتسم بالحزم والصرامة والإنصاف، وكانت له هيبة في البادية والحاضرة واستمر في إمارة المنطقة الشرقية حتى توفي بالأحساء في نفس السنة التي قدم بها الرحالة للأحساء وتنسب خلال فترة توليه إمارة المنطقة الشرقية قصة شوال أو كيس الأرز الذي سيرد على لسان الرحالة
    والوزير البريطاني جيرالد عند ما قال عنه: عبدالله بن جلوي "تلك الشخصية القوية جدا" الذي كان لشجاعته وعدله ومهابته اليد اليمنى عند الملك. جعله عدله مهيبا حتى لدى الشاهد البرئ. إذ يروى أن شاهدا خاطبه ذات مرة وهو يمثل أمامه قائلا: حوّل نظرك عني حتى أستطيع الكلام. ثم يعود جيرالد بعد الاستطراد عن عبدالله بن جلوي وابنه الشاب فيصف غرفة الاستقبال بقوله:
    إنها صالة طويلة تبدو كأنها النفق، فعلى الرغم من كونها مضاءة كانت معتمة. ووقف على طول امتدادها رجال مسلحون ببنادقهم الطويلة التي تصل إلى ركبهم، وحين يتوقف الأمير عن الحديث يسود صمت قاتل، وتظل عيون الجنود اللامعة المدربة على الرؤية في الصحراء ترمقنا، وقد أحاط الكحل بحدود تلك العيون ما يزيد مرتين من تأثيرها، عيون تحاكي عيون صقورهم، فهي مثلها لا ترف.
    ويستطرد بعد ذلك ليقول: إن قبائل الصحراء كان – قبل أن يتولى ابن سعود الحكم – ينهب بعضها بعضا، ولا تصيخ إلى سلطة أو تأبه لها، لكنها غدت اليوم تحت السيطرة تماما. ولا ريب في أن ذلك انتهى لمصلحتهم. أدت سلسلة محطات اللاسلكي التي استحدثها ابن سعود إضافة إلى ما تتمتع به قواته من سرعة الحركة، ومعرفة بتقاليد البدو وأعرافهم إلى سيادة الأمن الشامل للمنطقة.
    ومما يروى أن جوالاً "كيساً" من الأرز سقط قبل ستة شهور من قافلة في الأرض السعودية على درب القوافل عثر عليه الآن، لم تمتد إليه يد ولم يجرؤ أحد أن يحركه من مكانه أو يسبر ما بداخله، لقد استتب الأمن الآن في قلب شبه الجزيرة العربية فغدت في هذا المجال بفضل عدالة الحاكم ويقظته وصرامة الأنظمة وتطبيق العقوبة على الجميع أكثر أمنا من أي مكان في أوروبا وقت السلم، إن المؤهلات اللازمة لإدارة القبائل في شبه الجزيرة العربية هي ذكاء لماح، وتفاعل كامل بين الحاكم وجنده، وسرعة حركة تفوق حركة القبائل، وفهم شامل لتراثهم وأعرافهم، فبغير هذه العوامل، خاصة العاملين الثاني والرابع لن يتسنى حكم هذه القبائل، وستنشأ المشكلات الكبيرة من دون شك.



    سوق الهفوف عام 1957م
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Apr-12-2016, 05:18 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
      شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...
      العفو بارك الله فيك وشكرالك
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق


      • #4
        الله يعطيك العافية
        وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً}
        من يستطيع نسف الجبال في لحظه ، قادر أن يزيل همك وكل ما آلمك في لحظه،
        أبشر فأن الفارج الله


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبيرالورد مشاهدة المشاركة
          الله يعطيك العافية
          الله يعافيك شكرالك
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق

          يعمل...
          X