ذهب فلّاح إلى جاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام البيت، أجابه الجار بأنّه لا يملك حبلاً ولكن أعطاه نصيحة، قال له: يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار وتظاهر بأنّك تربطه ولن يبرح مكانه. عمل الفلّاح بنصيحة الجار، وفي الغد وجد الحمار في مكانه تماماً ربّت عليه وأراد الذهاب به إلى الحقل، ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه، حاول الرجل بكل قوته أن يحركه ولكن من دون جدوى.
أصاب الفلّاح اليأس فعاد إلى الجار يطلب النصيحة، فسأله هذا الأخير: هل تظاهرت أمامه بأنّك تحلّ رباطه؟
فرد عليه باستغراب: ولكن ليس هناك حبل!
أجابه: هذا بالنسبة إليك أمّا بالنسبة إليه الحبل موجود.
عاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل، ثم قاد حماره من دون أدنى مقاومة هذه المرة.
ويعلق راوي القصة المجهول قائلاً: «لا يجب أن نسخر من هذا الحمار، فنحن أيضاً عبيد لعاداتنا، خصوصاً لمعتقداتنا الوهمية، ما علينا إلا أن نكتشف ما هو ذلك الحبل الخفي».
المعتقدات كما صنفها العلماء تنقسم إلى قسمين أساسيين هما: المعتقدات المعوقة والمعتقدات الممكنة، الأولى تتحكم داخلياً في نفوسنا وأفكارنا بالشكل الذي يجعلنا نفشل في أدائنا، خصوصاً في طريق البحث عن النجاح، أما المعتقدات الممكنة فهي ما تساعدنا في الإيمان بأهدافنا ومحاولة البحث عن أساليب النجاح خلال حياتنا.
وهذه التعريفات العلمية يمكننا صياغتها بأية لغة أو لهجة لإيصال الفكرة إلى أنفسنا أولاً، ثم للآخرين، وأجد أن أقرب وأسهل وصف للمعتقدات الأولى المعوقة هي كلمة «ماذا يقول عنا الناس؟» أو التساؤل الدائم: كيف يراني/ يرانا الناس؟
هذا السؤال سبب أصيل في معظم الفشل النفسي والعاطفي، ومن ثم الاجتماعي، وصولاً إلى الشخصي والعملي، والمالي، وإلى آخر القائمة، ولعلنا بتنا اليوم أكثر قناعة أن مجموعات البشر الأكثر نجاحاً منا على مستويات الأفراد والمجموعات ككل هم من تجاهلوا هذا السؤال، وتجاوزوه إلى صناعة الظروف والأفكار والانطباعات إن لم تكن موجودة، وربطها بالمنجز الشخصي، ثم الأممي الحضاري، وليس بأي عامل آخر.
لو نظرنا إلى كل من النجاح والفشل بعين متجردة، لوجدنا كلاً منهما على حدة عبارة عن مجموعة معتقدات، أو أفكار، وهي تصل في المجتمعات العربية الخليجية إلى حد الوساوس، لذلك نجد أبرز الناجحين بعيدين نسبياً عن الإعاقات الاجتماعية من حولهم، ولست أقصد الارتباط بمجتمع ما صغر أو كبر، بل أرمي إلى بعدهم عن الأفكار والأوهام التي تركز على القشور وتبتعد عن جوهر الأشياء الحقيقي.
إسلامنا جميل وعميق وروحي، ومن تعاليمه «ترك ما لا يعنيك»، ولو طبق الكثيرون هذه القاعدة الإنسانية التي تحافظ على الخصوصية وترفع من مستوى الذاتية الإيجابية لتغير حال المسلمين كثيراً، وبالطبع نحن العرب على أول القائمة.
((( منقول )))
أصاب الفلّاح اليأس فعاد إلى الجار يطلب النصيحة، فسأله هذا الأخير: هل تظاهرت أمامه بأنّك تحلّ رباطه؟
فرد عليه باستغراب: ولكن ليس هناك حبل!
أجابه: هذا بالنسبة إليك أمّا بالنسبة إليه الحبل موجود.
عاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل، ثم قاد حماره من دون أدنى مقاومة هذه المرة.
ويعلق راوي القصة المجهول قائلاً: «لا يجب أن نسخر من هذا الحمار، فنحن أيضاً عبيد لعاداتنا، خصوصاً لمعتقداتنا الوهمية، ما علينا إلا أن نكتشف ما هو ذلك الحبل الخفي».
المعتقدات كما صنفها العلماء تنقسم إلى قسمين أساسيين هما: المعتقدات المعوقة والمعتقدات الممكنة، الأولى تتحكم داخلياً في نفوسنا وأفكارنا بالشكل الذي يجعلنا نفشل في أدائنا، خصوصاً في طريق البحث عن النجاح، أما المعتقدات الممكنة فهي ما تساعدنا في الإيمان بأهدافنا ومحاولة البحث عن أساليب النجاح خلال حياتنا.
وهذه التعريفات العلمية يمكننا صياغتها بأية لغة أو لهجة لإيصال الفكرة إلى أنفسنا أولاً، ثم للآخرين، وأجد أن أقرب وأسهل وصف للمعتقدات الأولى المعوقة هي كلمة «ماذا يقول عنا الناس؟» أو التساؤل الدائم: كيف يراني/ يرانا الناس؟
هذا السؤال سبب أصيل في معظم الفشل النفسي والعاطفي، ومن ثم الاجتماعي، وصولاً إلى الشخصي والعملي، والمالي، وإلى آخر القائمة، ولعلنا بتنا اليوم أكثر قناعة أن مجموعات البشر الأكثر نجاحاً منا على مستويات الأفراد والمجموعات ككل هم من تجاهلوا هذا السؤال، وتجاوزوه إلى صناعة الظروف والأفكار والانطباعات إن لم تكن موجودة، وربطها بالمنجز الشخصي، ثم الأممي الحضاري، وليس بأي عامل آخر.
لو نظرنا إلى كل من النجاح والفشل بعين متجردة، لوجدنا كلاً منهما على حدة عبارة عن مجموعة معتقدات، أو أفكار، وهي تصل في المجتمعات العربية الخليجية إلى حد الوساوس، لذلك نجد أبرز الناجحين بعيدين نسبياً عن الإعاقات الاجتماعية من حولهم، ولست أقصد الارتباط بمجتمع ما صغر أو كبر، بل أرمي إلى بعدهم عن الأفكار والأوهام التي تركز على القشور وتبتعد عن جوهر الأشياء الحقيقي.
إسلامنا جميل وعميق وروحي، ومن تعاليمه «ترك ما لا يعنيك»، ولو طبق الكثيرون هذه القاعدة الإنسانية التي تحافظ على الخصوصية وترفع من مستوى الذاتية الإيجابية لتغير حال المسلمين كثيراً، وبالطبع نحن العرب على أول القائمة.
((( منقول )))
تعليق