• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

    اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

    «تيماء» عام 1909م تمورها وهدّاجها ومسلتها المنهوبة (1-3)

    بئر



    «هدّاج» الشهيرة

    سعود المطيري
    المستكشف البريطاني دوغلاس كاروثرز بطل المغامرة الشيقة في جزيرة العرب بحثا عن أسطورة ألمها العربي التي حيرت الباحثين كان قد وضع ضمن اهتماماته وهو يتنقل بين مواطنها في الصحراء شمال الجزيرة العربية زيارة بعض المواقع والبلدات التاريخية التي كان من أبرزها "تيما" البلدة الشهيرة التي شدت الرحالة والباحثين بسبب وجود كنوزها التاريخية وبئرها الشهيرة "هدّاج تيما" إضافة إلى الحجر الأرامي حجر أو مسلة تيما الذي عده الأوربيون أعظم اكتشاف في جزيرة العرب واختلف هؤلاء في وصف البلدة باختلاف أزمنة قدومهم ومنهم دوغلاس الذي قدم لها في العام 1909م فرآها حسب وصفه كرؤية اليابسة بعد رحلة بحرية طويلة كما لو كان قد رأى جزيرة وسط محيط موحش كما قال فتوجه اليها غير مدرك ماذا تخبئه تلك الجزيرة له, إذ ساد الجو العام حالة من عدم اليقين وهو يقترب مع قافلته من شيء مغاير لما عرفه سابقا, مستوطنة قديمة جدا ومعزولة بموقعها ومجتمعها الذي وصفه بالمجتمع الذي ربما يكون الأكثر انغلاقا على وجه الأرض بعاداته وتقاليده يكره الغرباء أمثاله ويستاء من التدخل بشئونه مؤكدا بأنه رغم بعد الخط الحديدي الحجازي مسافة ستين ميلا عن تيما الا انه يعتبر تهديدا لخصوصيتها وأقرب ارض مسكونة للبلدة توجد في جبل شمر الذي يبعد 150 ميلا إلى الشرق, بينما تفصلها عن وديان خيبر السبعة مسيرة أربعة أيام.
    ويستطرد بعد ذلك حسب كتابه مغامرات في جزيرة العرب واصفا شعوره للوهلة الأولى: ربما كان هذا الشعور بالعزلة التامة قد ولد لدينا مزاجا من العصبية والشك, شعرنا به ونحن في طريقنا إلى أسفل سفوح جريش بعد أن عبرنا سفوح الملح البيضاء واقترابنا من الأراضي الزراعية. التناقض الشديد هو مزيّة آسيا بمجملها وجزيرة العرب على وجه الخصوص. بعد اجتياز 300 ميل من القفار الصحراوي, وجدنا أنفسنا وسط أشجار النخيل الشاهقة, وأشجار الفاكهة المزهرة, وجداول المياه الجارية, والحقول الخضراء, لا بد أن هذه الجنة, إنها جنة عدن لعيون قد جفت داخل الصحراء.كما أن صوت أي فلاح يعمل في التربة أو من سكان المدينة سيكون سماعه ممتعا مقارنة بصياح البدوي الأجش.
    دخلنا تيما من خلال ممرات ضيقة تكاد لا تتسع لمرور الإبل, كانت أشجار الفاكهة المليئة بالبراعم تتدلى فوق أسوار الحدائق العالية والطيور تغرد بينما كان عبق رائحة النباتات والمحاصيل والتربة رطبة بمثابة النبيذ بالنسبة لرجل متعب مثلنا يشعره بالنشوة.
    نادى دليلنا "المراوي" من الحقول وخرجت قريبة له راكضة للقائه, فقد اتخذ المراوي زوجة له من تيما وهنا تكمن الحكاية, فقد اكتشفت لاحقا أن زوجة المراوي في تيما الآن. ولو لم تكن هنا لما استطعنا دخول عش الدبابير هذا أبدا.
    وهنا تمت مرافقتنا عبر الحواري حتى وصلنا إلى بيت كبير لنسيبه في أفضل حي تحيط به حديقة غناء, رحبوا بنا أفضل ترحيب وأدخلونا قاعة فسيحة نظيفة تماما برودتها منعشة.
    كان تغيرا لطيفا جدا عما شهدناه من حياة وحشية عشناها في الشهر الماضي, وكان شعورنا أفضل بعد ما تناولنا منسفاً من لحم الضأن النجدي والأرز. تم تقديمه بطبق كبير يأكل منه عشرة أفراد معا. كمية المياه غير محدودة وليست جيدة من الدرجة الأولى, فطعمها يشبه طعم الماء الدافئ المرتشح من قربنا الجلدية. والتمر ذو النوعية الاستثنائية والشهرة الكبيرة عند تجار التمور في الشرق الأوسط بأكمله مما يمكن أن بفكر به التمر.
    تستحق تيما الزيارة رغم وعورة الطريق وعدم وضوح رؤية المستقبل.
    بعد أن ألقى أقارب المراوي وأصدقاؤه النظر علينا, وبعد أن استمعوا إلى جميع وآخر أخبار العالم الواسع وراء الصحراء, ذهبنا بدورنا في جولة على منازلهم حيث قوبلنا وفي كل مكان بضيافة في منتهى الكرم والأصالة.
    قالوا لي اعتبر بيوتنا بيتك ووعدوني بأن يطلبوا من الصيادين أن يأخذوني في اليوم التالي لاصطياد بقر الوحش والنعام وبدت التوقعات رائعة غير أن العاصفة اندلعت في اليوم التالي, فقد تلقيت أمرا مبرما من حاكم تيما بمغادرة الواحة فورا..!
    لم استسغ فكرة طردي إلى تلك القفار النائية التي وصلت منها لتوي. كنت قد بدأت للتو في الاستمتاع والشعور بأنني في منزلي, فقد أحببت مضيّفيّ واستمتعت بحسن ضيافتهم. كنت ارتاح من عناء السفر المضني ومن ركوب الهجن لفترات طويلة بمعنى آخر لم يكن بودي الارتحال لأي سبب من أول تقريع اسمعه.
    لذا قدمنا على الحاكم رجل بن رشيد لتقديم احترامنا إليه وشرح سبب زيارتنا. أخبرناه أننا قدمنا إلى تيما فقط من أجل شراء الطعام وللعثور على دليل لطريق جبل شمر ولكنه كان عنيدا, وأخبرنا أن الطرق المؤدية إلى حائل مغلقة وأن علينا العودة من حيث أتينا.ناقشنا الأمر معه ولكن عبثا.
    حاولنا إثبات نوايانا السليمة في حين كان ومستشاروه يعزفون على وتر الافتراضات السخيفة المعتادة بأنني كنت جاسوسا, أو كان في حوزتي "سم". أخيرا خرجنا من عنده بعد أن وقع المراوي بإحراج لم ينفعه معه اسمه – المعروف في جميع أنحاء الصحراء – في تلك الواحة. تحققت أسوأ مخاوفنا في وقت لاحق من ذلك اليوم عند ما دخل الرجل العظيم وجواسيسه إلى مقر إقامتي عند مضيفي طالبا تفتيش جميع حاجياتي.
    ببراءة عرضت عليهم أشيائي لأبرهن لهم اهتماماتي لم تكن تتعدى الأمور العلمية, ولكني لم أتمكن من سبر غور تلك الحيل العربية, فعن طريق المكر استطاع الحاكم إبعادي عن مضيفي وعن المراوي وعن خدامي بينما كان رجاله السود ضخام الجثة ينهبون أمتعتي, إذ لم يكن السم هو الشيء الذي يبحثون عنه بل أكياس المال لدي! وما إن وضعوا أيديهم على أكياس الذهب حتى شهروا أسلحتهم! لم يكن شعوري بالإهانة بسبب رفع يدي للأعلى أكبر من شعوري بالوحدة, إذ كنت أعزل دون سلاح وسط مجتمع متعصب غير قادر على القيام بشيء.
    لكن الأمور لم تكن بالسوء الذي توقعته لأن بعض رموز الشرف ما زال تمارس هنا في تيما والتي تتجلى بتحريم السلوك غير اللائق مثل سرقة الضيف. فما إن سمع الحاكم بالعنف الذي تعرضت له حتى هب منتفضا ليعلن عن تبرّئه من هذه الأفعال مبينا أن السرقة التي جرت لم تكن قد وقعت بأمر منه, وأمر بإعادة جميع المسروقات وأعيدت على الفور. احتطت للأمر ونقلت جميع أشيائي مباشرة إلى حوزة حريم مضيفي والتي تعتبر في جزيرة العرب آمنة بمثابة البنك في انكلترا. وتلت ذلك فترة من القلق ولكن عن طريق الاحتيال والرشوة والخداع تمكنت من البقاء لبضعة أيام. على فترات كانت تأتيني الأوامر بالرحيل غير أن مضيّفيّ كانا على استعداد للمخاطرة بتجاهل الأمر.
    (يتبع)..





    مسلة تيماء المحفوظة في اللوفر بفرنسا





    رجل من تيماء 1909
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
      شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...
      العفو بارك الله فيك وشكرالك
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق


      • #4
        مشكور والله يعطيك الف عافيه

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة غزلان مشاهدة المشاركة
          مشكور والله يعطيك الف عافيه
          الله يعافيك وشكرالك تحيتي
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق


          • #6
            كل الاحترام و التقدير لمشاركتكم الروعة

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة شهدا مشاهدة المشاركة
              كل الاحترام و التقدير لمشاركتكم الروعة
              شكرالك يعطيك العافية
              كل العطور سينتهي مفعولها
              ويدوم عطر مكارم
              الأخلاق

              تعليق


              • #8
                شكرااااااااااااااااا

                تعليق


                • #9
                  موضوع قيم ومفيد
                  بارك الله لكم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X