• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سدِّدوا وقاربوا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سدِّدوا وقاربوا

    سدِّدوا وقاربوا

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن ينجي أحدًا منكم عمله))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة،سدِّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا))؛ متفق عليه[1].

    يتعلق بهذا الحديث فوائد:
    الفائدة الأولى: السَّداد هو: الوصول إلى حقيقة الاستقامة، والإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد، والمقارَبة: القرب من مرتبة السداد، فالمسلم أمامه مرتبتان؛ فهو مطالب أن يجتهد في الوصول إلى المرتبة الأولى، وهي: السداد، فإن اجتهد ولم يصبها فلا يفوتنه القرب منها بالوصول إلى المرتبة الثانية، وهي: المقاربة، وما سواهما تفريط وإضاعة، وعلى المؤمن ألا يفارق هاتين المرتبتين، وليجتهد في الوصول إلى أعلاهما؛ كالذي يرمي غرضًا يجتهد في إصابته، أو القرب منه حتى يصيبه.

    الفائدة الثانية: شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم المسلم في الدنيا بالمسافر في سفره؛ فنبهه على عدم الإضرار بنفسه في سيره إلى الله تعالى؛ فإن المسافر إذا سار الليل والنهار جميعًا عجز وانقطع، وإذا تحرى السير في الأوقات المذكورة أمكنه مواصلة السفر، والوصول إلى مراده من غير مشقة، وهذه الأوقات المذكورة أطيب أوقات المسافر؛ إذ هي أوقات نشاطه، وهكذا المسلم؛ إذ هو في دار نقلةٍ إلى الآخرة، فينبغي له أن يسير في طريقه إلى الله جل وعلا، ولا يقف فينقطع عن ربه، ولا يشق على نفسه بأنواع العبادة حتى يصاب بالملل والفتور، فيكون أيضًا سببًا لانقطاعه عن ربه جل وعلا.

    الفائدة الثالثة: لا يجوز للمسلم أن يمن على الله تعالى بعمله، وأن يغتر بالطاعات التي يعملها؛ فإنه مهما عمل فإنما يعمل لخلاص نفسه ونجاتها، والله غني عنه وعن عمله: ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]، كما أنه لا يمكنه أن يقوم بشكر شيء من نعم الله تعالى عليه؛ ولذلك أعلن النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أكمل الخلق - أنه لن يدخل أحدٌ الجنةَ بمجرد عمله؛ حتى هو عليه الصلاة والسلام، وقد عاتب الله قومًا أظهروا المنة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم، فعاتبهم الله تعالى بقوله: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17]؛ ولذلك لما فقه الأنصار رضي الله عنهم هذه الحقيقة تكلموا بكلام العارفين؛ وذلك لما وجدوا في أنفسهم شيئًا من قسمة النبي صلى الله عليه وسلم لغنائم حنين، فلما عاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا لهم: ((ألم آتكم ضلَّالًا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟))، قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟))، قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل؟! قال: ((أما والله لو شئتم لقلتم فلصدَقْتُم وصُدِّقْتُم: أتيتنا مكذَّبًا فصدقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلًا فأغنيناك))؛ رواه أحمد[2].

    [1] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل 5/ 2373 (6098)، ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى 4/ 2169 (2816)، وليس في مسلم آخر الحديث، ومعنى قوله: ((سددوا)): الزموا السداد، وهو الصواب والتوسط في العمل من غير إفراط ولا تفريط، و((قاربوا)) يعني: إذا لم تستطيعوا عمل الأكمل فاعملوا ما يقرب منه، و((اغدوا)) الغدوة: السير أول النهار، و((روحوا)) الروحة: السير بعد الزوال، و((الدلجة)): سير الليل، و((القصدَ القصدَ)): الزموا الطريق الوسط المعتدل في أعمالكم، و((تبلغوا)) يعني: تبلغوا رحمة الله، فيدخلكم الجنة.

    [2] رواه أحمد 3/ 76، قال في مجمع الزوائد 10/ 30: ورجاله رجال الصحيح، غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع؛ اهـ، وأصل الحديث في الصحيحين مختصرًا من حديث عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه: البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الطائف 4/ 1574 (4075)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبُّر من قَوِيَ إيمانه 2/ 738 (1061).







    الالوكة




    0

  • #2
    جزاك الله خير ونفع بك
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم وكتب لكم الأجر والثواب

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح




          تعليق


          • #6
            شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


            تعليق


            • #7
              جزاك الله خير وكتب لك الاجر ان شاء الله

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيكم وكتب لكم الأجر والثواب

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا

                  تعليق

                  يعمل...
                  X