• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوائد من حديث: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد من حديث: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة

    فوائد من حديث: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة


    عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع؛ فماذا تعهد إلينا؟ فقال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإنْ عبدًا حبشيًّا؛ فإنه مَن يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))؛ رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وهو صحيح[1].

    يتعلق بهذا الحديث فوائد:
    الفائدة الأولى: يبين هذا الحديث العظيم أهم مصدر لتلقي هذه الشريعة المباركة عند سلف الأمة رضي الله عنهم، وهو هديُ النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، وهذا يشمل جميع الهدي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه جل وعلا، وسار عليه إلى أن توفاه الله عز وجل، ثم هدي أصحابه رضي الله عنهم من بعده، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة؛ بخلاف أهل البدع والضلالة الذين يتبعون الأهواء، ولا يستمسكون بالسنن.

    الفائدة الثانية: لقد سار الخلفاء الراشدون المهديون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه؛ فلذلك زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم وجعل هديهم كهديه ومنهاجهم كمنهاجه، وأمر بالاقتداء بهم رضي الله عنهم، ووصفهم بكونهم راشدين، والرشد ضد الغَواية، ويعني سلوك سبيل الهدى والصلاح والخير، وهو غايةٌ يصل إليها كل من استجاب لأمر الله تعالى: ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وفي وصفهم بذلك تزكيةٌ لمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم، وحث على الاقتداء بهم والتمسك بسنتهم، ورد على الطاعنين فيهم من أهل البدع.

    الفائدة الثالثة: في الحديث إشارةٌ إلى طريقة التعامل مع مصدر التلقي؛ وذلك بأن يؤخذ بالتعظيم والاحترام، ويستمسك به أشد الاستمساك، وتأمَّل عبارات الحديث الدالة على ذلك؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي))، ثم قال: ((تمسكوا بها))، ثم أكد هذا التمسك بقوله صلى الله عليه وسلم: ((وعَضُّوا عليها))، ثم قال: ((بالنواجذ)) وهي آخر الأضراس، والعض عليها أقوى وآكد، وهذا دال على غاية الاستمساك بالهدي النبوي، ومجانبة كل سبيل فيه بُعدٌ عنه ومجافاة له، كما يدل على أن التمسك يكون بجميع الهدي النبوي بالقوة والحرص نفسيهما.

    [1] رواه أحمد 4/ 126، وأبو داود 4/ 200 (4607) وهذا لفظه، والترمذي 5/ 44 (2676)، والدارمي 1/ 57 (95)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان 1/ 178 (5)، وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 174: هذا حديث صحيح ليس له علة، وقال عن رواية أخرى: هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعًا، ولا أعرف له علة، قد ذكر له عدة طرق، ثم قال: وقد استقصيت في تصحيح هذا الحديث بعض الاستقصاء على ما أدى إليه اجتهادي، وكنت فيه كما قال إمام أئمة الحديث شعبة في حديث عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر لما طلبه بالبصرة والكوفة والمدينة ومكة، ثم عاد الحديث إلى شهر بن حوشب فتركه، ثم قال شعبة: لأن يصح لي مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليَّ من والدي وولدي والناس أجمعين، وقد صح هذا الحديث والحمد لله، وصححه الألباني في الإرواء (2455).









    الالوكة

  • #2
    جزاك الله الجنة
    نفع الله بك
    وبارك في عمرك




    تعليق


    • #3
      شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


      تعليق


      • #4

        تعليق

        يعمل...
        X