تويت
الظاهرة تتجدد في رمضان والأعياد والإجازات بأنماط وطرق مختلفة
الإسراف في الولائم.. حفظ النعمة أهم من «شرهة» الضيوف!
تحقيق–سعيد معيض
مع بدء موسم الاجازات هذا العام، تكثر الولائم والمناسبات المتنوعة من اقامة الاحتفالات وولائم الضيوف وغيرها مما يشكل عبئا على ميزانية الاسر واسرافا في الطعام وغيره من مظاهر التبذير المصاحبة والتي تخالف الدين الحنيف وأعراف المجتمع التي تحث على الاعتدال وعدم البذخ والإسراف.
ونظرا لتصاعد هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة فقد ظهرت دعوات بضرورة ترشيد الانفاق على الولائم والمناسبات، كما كان لبعض الجهات الاجتماعية دور في الحد من آثارها ومنها مشروعات حفظ النعمة وتوزيع الفائض من الولائم التي تتبناها الجمعيات الخيرية.
حفظ النعمة
ويشير د.علي الجحني -وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الامنية- إلى أن موضوع الاسراف في الولائم من الظواهر الملاحظة لا سيما في فصل الصيف، ومناقشته وإيجاد الحلول له تعد في غاية الاهمية خاصة مع اطلالة اجازة الصيف وبروز هذه الظاهرة حيث يتم هدر النعمة، ولهذا كان من الواجب على افراد المجتمع التعاون لحفظ فائض الطعام من الهدر والإهانة فى المناسبات، وبشكل ايجابي امتثالا لقوله تعالى (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين) ولهذا فان من الخطوات التي تحد منها تكوين جمعية او لجنة في المحافظات تختص بحفظ النعمة، كما يحتاج الامر الى توعية لنتدارس الموضوع حتى لا يحل علينا غضب الله.
وأضاف ان الجمعيات الخيرية تقوم بجهود مشكورة ولكن الأمر يحتاج إلى حملة توعوية وآليات وإسهامات جديدة مكثفة، معتقدا انه يجب الاخذ على يد الجاهل وتوضيح الامر له لقول الله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) والقصة القرآنية فى القرية المترفة الفاسقة التي بطرت فحق عليها العذاب وهي معروفة للجميع.
ويرى عبدالله بن مداوي– معلم – أن ظاهرة الاسراف في الولائم والمناسبات مشاهدة وحقيقة في معظم المناطق، ولتجنب هذه الظاهرة او التخفيف منها نرى بداية أن يتذكر الواحد منا قبل ان يقدم على عمل وليمة أن يعملها بشكل يرضي الله سبحانه وتعالى، وأن يتم تشجيع الولائم الجماعية مثل الزواج الجماعي لأبناء المحافظات والمراكز والقبائل والأحياء، وان تحصر الاجتماعات الكبيرة في الزواجات فقط.
توزيع الفائض
وطالب اصحاب الولائم والمناسبات بتوزيع الفائض من الولائم على الجيران والفقراء او دعوة جمعية "إطعام" الخيرية لتوزيع الفائض من الطعام وبذلك نتجنب الوقوع في ذنب التبذير.
اما احمد العليوي- لواء متقاعد – فيعتقد أن ظاهرة الإسراف في الولائم ظاهرة باتت تؤرق الجميع، مضيفا للحد منها فإننا نرى العمل على الاقتناع الكامل من الجميع قولاً وفعلاً وتطبيق ذلك على ارض الواقع، ولنبدأ بأنفسنا بالتناصح؛ لأن الكثير ينصح ولكن حينما يولم نجده يبذر ويحضر في منزله مختلف اصناف الطعام بشكل يفوق كثيرا حاجة الضيف والمدعوين ثم لا يلبث أن يبحث عمن يعطيه الفائض تخلصا من اثم التبذير وتأنيب الضمير.
ويضيف ان من الواجب علينا في كل مناسبةً نُدعى إليها ونرى فيها إسرافا أن نلفت نظر المضيف الذي دعانا بطريقة مؤدبة ان الطعام زائد، ونذكره بضرورة الدعوة لمن يأخذ الزائد من الوليمة، مقترحا تعميم تجربة البوفيه المفتوح بالاتفاق مع المطاعم التي تقوم بذلك والتي تعتبر من أفضل الطرق لمنع الإسراف وحفظ الطعام وإعطاء الضيف حرية الاختيار فيما يرغبه من الطعام.
شرهة الناس
ويشير د.عبدالرحمن بن هشبول – جامعة الملك فيصل- الى ان موضوع الاسراف من أهم المواضيع التي تؤرقه منذ سنين طويلة وقد قاومت ذلك قولا وعملا، فبالنسبة للقول فمن خلال حديثي في المساجد منذ اكثر من 40 عاما، ومشافهة مع الناس، كما قاومته عمليا حينما زوجت ابنتي قبل اكثر من ثماني سنوات في قريتي "الربوعة" بتنومة عندما أولمت بثلاث ذبائح لحوالي 150 شخصا من بللسمر وتنومة، وأحضرت عشرة كيلوغرامات عنب، ودعوت مشايخ وأعيان ووجهاء المجتمع في محافظة تنومة، وقبل الغداء خطبت فيهم وأخبرتهم اني فعلت كذا وكذا من اجل الله وتوقير نعمته والحفاظ عليها، ولكي اسن سنة حسنة ومستعد أن اتحمل "الشرهة" التي جعلها الناس فوق الدين وأسرفوا خوفا منها ودفاعا عن ذواتهم في غياب فضيلة الكرم الحقيقي، مؤكدا ان هذه الخطوة لاقت في حينها استحسان المدعوين، واثنوا على هذا، واتفق الجميع على البدء فورا في المشاورات لإيجاد طريقة محدده تتبع واتفقوا على عقد اجتماع فوري لذلك وتم الاجتماع بحضور عدد كبير من شيوخ واعيان المنطقة في استراحة بلدية تنومة، وتم تحديد لجنة لذلك وضع خلالها آليات وقواعد دقيقة للعزائم والزواجات.
واوضح د. ابن هشبول أن المدعوين أكلوا وشبعوا ولله الحمد بعد تقطيعها الى قطع صغيرة على صحون كثيرة، ولم يرم شيء من الوليمة وأن البركة حلت ولله الحمد، كما شكرني المدعوون، وقد كتب في حينه عن هذه الوليمة في بعض وسائل الاعلام التي كانت محل الاشادة، والاهم من ذلك أن " الشرهة" التي ترعب صاحب الوليمة لم تلحق بي ولله الحمد.
وأكد أن تجربته لا تقتصر على وليمة ابنته فقط بل انه منهج يطبقه في منزله في ولائمه الخاصة حيث اتجه الى نظام البوفيه المختصر في البيت.
وطالب المجتمع بتشكيل لجنة تتكون من الشباب في الاساس باعتبارهم أمل الغد ويمتلكون قدرات تؤهلهم لصنع التغيير المطلوب، وان تصدر قراراتها سريعا بحيث تبدأ بعد رمضان مباشرة، وان يخصص جزء من خطبة العيد لهذا الموضوع بالنظر الى العدد المتوقع والكبير من المناسبات بعد العيد خلال الاجازة الصيفية لهذا العام، لافتا أن شكر النعمة ليس بالقول فقط بل بالفعل، كما قال تعالى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا).
أما علي بن سعيد بن يعن الله فيتفق أن ظاهرة الاسراف في الولائم والمناسبات ظاهرة تستحق وضع الحلول لها، مؤكدا ان هذه الظاهرة قد تمتد على مستوى الاسرة الواحدة من حيث الاسراف في الاكل، وفي البداية يجب ان نستمد العون من الله ثم نسعى لتغيير ثقافة المجمتع من هذه العادات وإحلال ثقافة التوفير وعدم هدر النعم بهذا الشكل، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق مسبق للمناسبات الكبيرة حتى لا يكون هناك مناسبات متعددة في وقت واحد فيتفرق المدعوون، ولا يحضر الى المناسبة إلا عدد قليل.
مشروعات حفظ النعمة غطت على الكثير من المظاهر السلبية في ولائم البذخ والإسراف
ظاهرة رمي النعم تتكرر في شهر رمضان والأعياد والإجازات دون رادع
الإسراف في الولائم.. حفظ النعمة أهم من «شرهة» الضيوف!
تحقيق–سعيد معيض
مع بدء موسم الاجازات هذا العام، تكثر الولائم والمناسبات المتنوعة من اقامة الاحتفالات وولائم الضيوف وغيرها مما يشكل عبئا على ميزانية الاسر واسرافا في الطعام وغيره من مظاهر التبذير المصاحبة والتي تخالف الدين الحنيف وأعراف المجتمع التي تحث على الاعتدال وعدم البذخ والإسراف.
ونظرا لتصاعد هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة فقد ظهرت دعوات بضرورة ترشيد الانفاق على الولائم والمناسبات، كما كان لبعض الجهات الاجتماعية دور في الحد من آثارها ومنها مشروعات حفظ النعمة وتوزيع الفائض من الولائم التي تتبناها الجمعيات الخيرية.
حفظ النعمة
ويشير د.علي الجحني -وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الامنية- إلى أن موضوع الاسراف في الولائم من الظواهر الملاحظة لا سيما في فصل الصيف، ومناقشته وإيجاد الحلول له تعد في غاية الاهمية خاصة مع اطلالة اجازة الصيف وبروز هذه الظاهرة حيث يتم هدر النعمة، ولهذا كان من الواجب على افراد المجتمع التعاون لحفظ فائض الطعام من الهدر والإهانة فى المناسبات، وبشكل ايجابي امتثالا لقوله تعالى (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين) ولهذا فان من الخطوات التي تحد منها تكوين جمعية او لجنة في المحافظات تختص بحفظ النعمة، كما يحتاج الامر الى توعية لنتدارس الموضوع حتى لا يحل علينا غضب الله.
وأضاف ان الجمعيات الخيرية تقوم بجهود مشكورة ولكن الأمر يحتاج إلى حملة توعوية وآليات وإسهامات جديدة مكثفة، معتقدا انه يجب الاخذ على يد الجاهل وتوضيح الامر له لقول الله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) والقصة القرآنية فى القرية المترفة الفاسقة التي بطرت فحق عليها العذاب وهي معروفة للجميع.
ويرى عبدالله بن مداوي– معلم – أن ظاهرة الاسراف في الولائم والمناسبات مشاهدة وحقيقة في معظم المناطق، ولتجنب هذه الظاهرة او التخفيف منها نرى بداية أن يتذكر الواحد منا قبل ان يقدم على عمل وليمة أن يعملها بشكل يرضي الله سبحانه وتعالى، وأن يتم تشجيع الولائم الجماعية مثل الزواج الجماعي لأبناء المحافظات والمراكز والقبائل والأحياء، وان تحصر الاجتماعات الكبيرة في الزواجات فقط.
توزيع الفائض
وطالب اصحاب الولائم والمناسبات بتوزيع الفائض من الولائم على الجيران والفقراء او دعوة جمعية "إطعام" الخيرية لتوزيع الفائض من الطعام وبذلك نتجنب الوقوع في ذنب التبذير.
اما احمد العليوي- لواء متقاعد – فيعتقد أن ظاهرة الإسراف في الولائم ظاهرة باتت تؤرق الجميع، مضيفا للحد منها فإننا نرى العمل على الاقتناع الكامل من الجميع قولاً وفعلاً وتطبيق ذلك على ارض الواقع، ولنبدأ بأنفسنا بالتناصح؛ لأن الكثير ينصح ولكن حينما يولم نجده يبذر ويحضر في منزله مختلف اصناف الطعام بشكل يفوق كثيرا حاجة الضيف والمدعوين ثم لا يلبث أن يبحث عمن يعطيه الفائض تخلصا من اثم التبذير وتأنيب الضمير.
ويضيف ان من الواجب علينا في كل مناسبةً نُدعى إليها ونرى فيها إسرافا أن نلفت نظر المضيف الذي دعانا بطريقة مؤدبة ان الطعام زائد، ونذكره بضرورة الدعوة لمن يأخذ الزائد من الوليمة، مقترحا تعميم تجربة البوفيه المفتوح بالاتفاق مع المطاعم التي تقوم بذلك والتي تعتبر من أفضل الطرق لمنع الإسراف وحفظ الطعام وإعطاء الضيف حرية الاختيار فيما يرغبه من الطعام.
شرهة الناس
ويشير د.عبدالرحمن بن هشبول – جامعة الملك فيصل- الى ان موضوع الاسراف من أهم المواضيع التي تؤرقه منذ سنين طويلة وقد قاومت ذلك قولا وعملا، فبالنسبة للقول فمن خلال حديثي في المساجد منذ اكثر من 40 عاما، ومشافهة مع الناس، كما قاومته عمليا حينما زوجت ابنتي قبل اكثر من ثماني سنوات في قريتي "الربوعة" بتنومة عندما أولمت بثلاث ذبائح لحوالي 150 شخصا من بللسمر وتنومة، وأحضرت عشرة كيلوغرامات عنب، ودعوت مشايخ وأعيان ووجهاء المجتمع في محافظة تنومة، وقبل الغداء خطبت فيهم وأخبرتهم اني فعلت كذا وكذا من اجل الله وتوقير نعمته والحفاظ عليها، ولكي اسن سنة حسنة ومستعد أن اتحمل "الشرهة" التي جعلها الناس فوق الدين وأسرفوا خوفا منها ودفاعا عن ذواتهم في غياب فضيلة الكرم الحقيقي، مؤكدا ان هذه الخطوة لاقت في حينها استحسان المدعوين، واثنوا على هذا، واتفق الجميع على البدء فورا في المشاورات لإيجاد طريقة محدده تتبع واتفقوا على عقد اجتماع فوري لذلك وتم الاجتماع بحضور عدد كبير من شيوخ واعيان المنطقة في استراحة بلدية تنومة، وتم تحديد لجنة لذلك وضع خلالها آليات وقواعد دقيقة للعزائم والزواجات.
واوضح د. ابن هشبول أن المدعوين أكلوا وشبعوا ولله الحمد بعد تقطيعها الى قطع صغيرة على صحون كثيرة، ولم يرم شيء من الوليمة وأن البركة حلت ولله الحمد، كما شكرني المدعوون، وقد كتب في حينه عن هذه الوليمة في بعض وسائل الاعلام التي كانت محل الاشادة، والاهم من ذلك أن " الشرهة" التي ترعب صاحب الوليمة لم تلحق بي ولله الحمد.
وأكد أن تجربته لا تقتصر على وليمة ابنته فقط بل انه منهج يطبقه في منزله في ولائمه الخاصة حيث اتجه الى نظام البوفيه المختصر في البيت.
وطالب المجتمع بتشكيل لجنة تتكون من الشباب في الاساس باعتبارهم أمل الغد ويمتلكون قدرات تؤهلهم لصنع التغيير المطلوب، وان تصدر قراراتها سريعا بحيث تبدأ بعد رمضان مباشرة، وان يخصص جزء من خطبة العيد لهذا الموضوع بالنظر الى العدد المتوقع والكبير من المناسبات بعد العيد خلال الاجازة الصيفية لهذا العام، لافتا أن شكر النعمة ليس بالقول فقط بل بالفعل، كما قال تعالى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا).
أما علي بن سعيد بن يعن الله فيتفق أن ظاهرة الاسراف في الولائم والمناسبات ظاهرة تستحق وضع الحلول لها، مؤكدا ان هذه الظاهرة قد تمتد على مستوى الاسرة الواحدة من حيث الاسراف في الاكل، وفي البداية يجب ان نستمد العون من الله ثم نسعى لتغيير ثقافة المجمتع من هذه العادات وإحلال ثقافة التوفير وعدم هدر النعم بهذا الشكل، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق مسبق للمناسبات الكبيرة حتى لا يكون هناك مناسبات متعددة في وقت واحد فيتفرق المدعوون، ولا يحضر الى المناسبة إلا عدد قليل.
مشروعات حفظ النعمة غطت على الكثير من المظاهر السلبية في ولائم البذخ والإسراف
ظاهرة رمي النعم تتكرر في شهر رمضان والأعياد والإجازات دون رادع
تعليق