• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وداعًا "سوف"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وداعًا "سوف"

    وداعًا "سوف"

    منَّا مَن يعانون التسويف في حياتهم، وتمر الأعوام ولم يتحقَّق شيء مما انتووا فعله؛ كأن يكون مقيمًا لليل، أو صوَّامًا للنوافل، أو عاملًا في أيِّ أمر يحبُّه الله... مرَّت الأعوام و"سوف" التي انتواها منذ أشهر - وربما أعوام - لا تَزال كما هي؛ لم تنتهِ مدَّتها!

    ما السبب؟
    تأجيل بعض الأمور يكون غالبًا بدافع نوع من الكسَل، أو حب المعصية، أو الخوف من الالتزام بالطاعة وعقبات ذلك من جهد.

    ولكن إن كنت تحبُّ الطاعة حقًّا، فإلى متى تؤجِّل؟
    ما بين "أنا سوف أفعل" و"أنا أفعل": أن تحذِف "سوف"، وتفعل الآن.

    • "لكنِّي لست مستعدًّا نفسيًّا الآن".
    • ومتى تستعد؟ وما هو هذا الاستعداد النَّفسي؟ جلسة منفردة تحاول تشجيع نفسك بها وتذكيرها بحسنات الفعل المؤجل؟
    • ومتى تقوم بها؟ فلتكن الآن.

    أم جلسة لتوديع المعصية لتكون المرة الأخيرة؟
    • هل أنت صادِق بما يكفي لتكون هذه نيَّتك؟ تريد أن ترتكب المعصية مرَّةً قبل تركها؟ أنت ما زلت متعلقًا بها، وهي أحب إليك من التوبة، للأسف!

    وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
    • أنَّه خطَّ خطًّا مُربَّعًا، وجعل في وسطِ الخطِّ خطًّا، وجعل خطًّا خارِجًا من الأربعةِ جارَه، وجعل حولَه حُروفًا، وخطَّ حولها خُطوطًا فقال: ((المُربَّعُ: الأجلُ، والخطُّ الوسطُ: الإنسانُ، وهذه الدَّائرةُ الخارجةُ: الأملُ، وهذه الحروفُ: الأغراضُ، فالأغراضُ تُصيبُه من كلِّ مكانٍ، كلَّما انفلت من واحدةٍ أخذَت واحدة، والأجَلُ قد حال دون الأملِ))[1].

    • خَطَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خطوطًا، فقال: ((هذا الأمَلُ، وهذا أجَلُه، فبَينَما هو كذلِك إذْ جاءه الخَطُّ الأقرَبُ))[2].
    • ((هذا الأمَلُ، وهذا أجَلُه، فبيْنما هو كذلِك إذْ جاءَه الخَطُّ الأقْرَبُ))[3].
    • ((لا يزالُ قلبُ الكبير شابًّا في اثنتَيْن: في حبِّ الدُّنيا، وطولِ الأملِ))[4].
    • ((صلاحُ أوَّلِ هذه الأُمَّة بِالزُّهدِ واليَقين، ويَهْلِكُ آخِرُها بِالبُخْلِ والأَمَلِ))[5].

    • حدَّثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر بن أبي عاصمٍ، ثنا أبو سعيدٍ، ثنا أبو نعيمٍ، قال: "كانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إذَا ذَكَرَ المَوْتَ لا يُنْتَفَعُ به أَيَّامًا، فَإذا سُئل عن الشَّيْء، قال: لا أَدْرِي، لا أَدْرِي!"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم).

    ♦ وفيما يُروى: (كان بعض الصَّالحين ينادي بليل على سور المدينة:
    • الرحيل الرحيل.

    فلمَّا توفِّي، فَقَد صوتَه أميرُ المدينة، فسأل عنه، فقيل: إنه قد مات، فقال:
    ما زال يَلهج بالرَّحيل وذكرِه
    حتى أناخ ببابه الجمَّالُ
    فأصابه مستيقظًا متشمرًا
    ذا أُهبةٍ لم تلهِه الآمالُ)
    التذكرة للقرطبي.

    لقد مرَّ من العمر دَهر وأنت تنتوي فعل شيء ما، أو ترك شيء ما، هل لو متَّ الآن تكون مستعدًّا للقاء الله على حالك هذه؟
    ربما كنتَ تودُّ لقاءه على غير تلك المعصية، أو على درجة معينة من الطاعة، فهل تعتمد على ما بقي من العمر؟ أم ما هي خطتك لتكون كما تحب؟

    لو كان اعتمادك على طول العمر، فما هي الضمانات التي لديك على طوله حتى تتحقَّق تلك الرجاءات والأماني؟
    وإن شئتَ فاقرأ قولَ الله تعالى: ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الزمر: 55].

    وقوله: ﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 114].

    ألا ترغب في أن تكون من هؤلاء الصالحين؟
    هل تريد الدنيا أم الآخرة؟
    ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20].

    لا تؤجِّل فتكون كمن غرَّتهم الدنيا:
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5].
    فاحذر لنفسك من هذه الصِّفة: ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [القيامة: 20، 21].

    فاصبر على الطاعة أكثر من صبرك على المعصية، فلَكم صبرت على نفسك ومعصيتها لله وتركها للخيرات، أما حان الوقت لكي تأخذ الخيراتُ والطاعات حقَّها من وقتك؟

    جعلنا الله وإيَّاكم من هؤلاء الذين يُقال لهم:
    ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24].
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


    [1] الراوي: عبدالله بن مسعود/ المحدث: أبو نعيم/ المصدر: حلية الأولياء. الصفحة أو الرقم: (2/ 137) / خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    [2] الراوي: أنس بن مالك/ المحدث: البخاري/ المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 6418 / خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    [3] الراوي: أنس بن مالك/ المحدث: الألباني/ المصدر: صحيح الجامع. الصفحة أو الرقم: 6984/ خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    [4] الراوي: أبو هريرة/ المحدث: البخاري/ المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 6420/ خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    [5] الراوي: عبدالله بن عمرو/ المحدث: الألباني/ المصدر: صحيح الجامع. الصفحة أو الرقم: 3845/ خلاصة حكم المحدث: حسن.





  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      مشكور والله يعطيك الف عافيه

      تعليق


      • #4
        يعطييك العاافيه

        تعليق

        يعمل...
        X