• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلوك الآباء وتأثيره على الأبناء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلوك الآباء وتأثيره على الأبناء

    سلوك الآباء وتأثيره على الأبناء




    العادة هي ما استمر الناس عليه على حكم المعقول وعادوا إليه مرة بعد أخرى[1].
    إن التربية بالعادة والتأديب هي من أقوم دعائم التربية، ومن أمتن وسائلها في تنشئة الولد إيمانياً وتقويمه خلقياً؛ ذلك لأنها تعتمد على الملاحظة، وتقوم على الترغيب والترهيب. ولا شك أن تأديب الولد وملاحقته منذ الصغر هي التي تُعطي أفضل النتائج وأطيب الثمرات [2].


    وترجع أهمية التربية بالعادة إلى أن حسن الخلق بمعناه الواسع يتحقق من وجهين:
    الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعود والمجاهدة، ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخلق الفاضل كان تعويده عليه يرسخه ويزيده.


    بدأ تكوين العادات في سن مبكرة جداً، فالطفل في شهره السادس يبتهج بتكرار الأعمال التي تسعد من حوله، وهذا التكرار يُكون العادة، ويظل هذا التكوين حتى السابعة، ويخطئ بعض المربين إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فيضحكون منها، وقد تكون كلمة نابية، وقد يفرحون بسلوك غير حميد لكونه يحصل من الطفل الصغير، وهذا الإعجاب يُكون العادة من حيث لا يشعرون. وبيّنا فيما سبق إن الطفل يعمل على تقليد من حوله، فلماذا لا نحول عاداتنا وعادات أبنائنا إلى عبادات من خلال سلوكنا اليومي؟ طالما اتفقنا بأن الأبناء يُقلدون من حولهم بدقة.


    فإنَّ النِّيَّةَ تُصيِّر العادات عبادات، والمباحات طاعات. ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية. الأصل في التربية بالعادة حديث النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة؛ لأن التكرار الذي يدوم ثلاث سنوات كفيل بغرس العبادة حتى تصبح عادة راسخة في النفس، وكذلك إرشاد ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: وَعَوِّدُوهُمُ الْخَيْرَ فَإِنَّ الْخَيْرَ عَادَةٌ [3]. وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصة بالشعائر التعبدية وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك.


    إن الاقتصاد العائلي، ليس بدعة اقتصادية أو مذمة نسائية؛ بل هي مصلحة اقتصادية ومكرمة نسائية، فما زال الاقتصاد العائلي باباً واسعاً للرزق، وما زالت البيوت حصوناً للفتيات من الضياع؛ فقد ارتبط الإناث فطرياً بالبيت ارتباطاً يصعب انفصامه إلا عند انتكاس الفطرة [4].


    والأم الفاضلة تُعود أبنائها من خلال سلوكها اليومي سلوكاً تربوياً اقتصادياً مثمراً من خلال:
    استيقاظ الوالدين باكراً مع الأولاد، يعودهم سلوك الاقتصاد بين الراحة والنوم.
    الاجتماع على مائدة الطعام، يعود الأولاد احترام النعم، والبركة في الطعام.
    تعاون أفراد الأسرة جميعاً في القيام بالأعباء المنزلية كلٌّ حسب طاقته، يعود الأولاد النظام، وتوفير الوقت والجهد.
    مشاهدة الفتاة لوالدتها أثناء ممارستها الأعمال المنزلية، يُعود الفتاة عدم هدر الماء، أو المحافظة على بقايا الطعام لليوم التالي.
    مشاركة الابن في عملية الشراء، يكسبه خبرة في التسوق والشراء، وكيفية الانتقاء للسلع.


    إن منهج الإسلام في إصلاح الصغار قد اعتمد على شيئين أساسيين:
    أحدهما: وهو الجانب النظري وكان التلقين. والآخر: وهو الجانب العملي وتمثل في التعويد. ولما كانت قابلة الطفل وفطرته في التلقين والتعويد أكثر قابلية من أي سن آخر كان لزاماً على المربين من آباء وأمهات ومعلمين أن يركزوا على تلقين الولد الخير وتعويده عليه منذ نشأته [5].


    فكيف لطفلة أن تغلق صنبور الماء في المدرسة، وهي ترى أمها في البيت تترك صنبور الماء مفتوح وهي تتحدث على الهاتف، أو ترمي الطعام المتبقي في القمامة، وتسرف في شراء الملابس والإكسسوارات وأشياء أخرى ربما لا تحتاج إليها. وكيف لطفل يطفئ أنوار غرفته، وهو يرى والده يسرف في التدخين، ويسرف في وقته الساعات الطوال أمام التلفاز.


    والشاعر يقول:
    وينشأ ناشئ الفتيان فينا
    على ما كان عوده أبوهُ

    وما دان الفتى بحِجاً ولكن
    يعوده التدّين أقربوهُ


    فالسلوك الاقتصادي اليومي للآباء هو عينه سلوك الأبناء لأن من شب على شيء شاب عليه. ولا شك بأن سلوك المسلم وعمله ونشاطه نابع من فطرته أولاً التي تشعره بأن كل ما به من نعم هي من الله، والمال والحياة والوقت والعقل والصحة من الله تعالى، ثم تأتي التربية الإيمانية ثانياً لتعطينا إنساناً حركياً داعياً نشيطاً، عفيفاً، مُنتجاً، قوياً، كريماً، يبذل الغالي والرخيص في سبيل مرضاة الله فيكون في عون أخيه المسلم تارة، ويؤثر الآخرين على نفسه تارة أخرى، ويتصدق ويتزكى وينفق في سبيل الله؛ لأنه يثق بأن الرزاق هو الله تعالى. فيخرج من دائرة نفسه الصغيرة إلى دائرة مجتمعه الأكبر. يقول د عبد الكريم بكار: إنّ الذين يستحقون الاحترام، هم أولئك الذين تجاوزوا عقبة نفسي نفسي إلى حمل هموم الآخرين. والسلوك اليومي هو حياة المسلم، وهل الدين إلاّ سلوكٌ قويم نسلكه، وعملٌ صالح نفعله، ونفس طاهرٌ نتنفسه، فالدين حياة، والحياة سلوك، والسلوك طاعة وعبادة.


    فيا أيها الآباء لنجعل من سلوكنا اليومي وعاداتنا، وسلوك وعادات أبنائنا، عبادات نثاب عليها.

    [1] المناوي، التعاريف، 1، 495.

    [2] علوان، ناصح، تربية الأولاد في الإسلام،2، 46.

    [3] الطبراني، المعجم الكبير، 9، حديث (9155)، 236.

    [4] باحارث، عدنان حسن، أسس التربية الاقتصادية للفتاة المسلمة، 152.

    [5] مرسي، محمد سعيد، فن تربية الأولاد، القاهرة، دار التوزيع والنشر، ط1، 1432ه/ 2011م، [ 1- 2]، 1، 139.









  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا
      و يعطيك الف عافيةة

      تعليق


      • #4
        مشكور والله يعطيك الف عافيه

        تعليق


        • #5
          شكرا لاناملك التي خطت
          هذا الابداع وهذا الجمال
          بإنتظار ابداعاتك القادمة..
          لك مني كل الود والاحترام

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك وجزاك الله خيرااا
            مشكوووور ويعطيك العافية
            نقل موفق ومفيد
            جزاك الله خيراااا

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك
              على الطرح والانتقاء الأكثر من رااائع

              تعليق


              • #8
                مشكووووووووووووووووووور

                تعليق

                يعمل...
                X