• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التعاون بين الزوجين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التعاون بين الزوجين

    التعاون بين الزوجين


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء))؛ رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح، وفي رواية ابن ماجه: ((رش)) و((رشت))[1].


    يتعلق بهذا الحديث فوائد:
    الفائدة الأولى: قال العلماء - رحمهم الله - [2]: دل الحديث على أنه يستحب للرجل إذا استيقظ لصلاة الليل أن يوقظ لها امرأته، ويستحب للمرأة إذا استيقظت لها أن توقظ زوجها، وقد كان السلف - رحمهم الله - يحرصون على ذلك، قال أبو عثمان النهدي: تضيفت أبا هريرة سبعًا، فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا؛ يصلي هذا ثم يوقظ هذا[3]، وقال عبدالرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي: كان زبيدٌ قد قسم علينا الليل أثلاثًا؛ ثلثًا عليه، وثلثًا عليَّ، وثلثًا على أخي، فكان زبيد يقوم ثلثه ثم يضربني برجله، فإذا رأى مني كسلًا قال: نم يا بني فأنا أقوم عنك، ثم يجيء إلى أخي فيضربه برجله، فإذا رأى منه كسلًا قال: نم يا بني فأنا أقوم عنك، قال: فيقوم حتى يصبح[4].


    الفائدة الثانية: يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ألا نكتفي بالخير لأنفسنا، بل ينبغي لنا أن نتعاون لبث الخير للناس، وأخص الناس بالخير أهل الإنسان وقرابته، ومنهم الزوجان فيما بينهما، فإذا كان المستيقظ الزوج، فلا يحرم زوجته من الخير الذي وُفِّق له، فيستحب له أن يوقظ زوجته لتشاركه ما هو فيه من الخير والمناجاة، وإن كان المستيقظ الزوجة، فلا تحرم زوجها من الخير الذي وُفِّقت له، فيستحب لها أن توقظ زوجها ليشاركها ما هي فيه من الخير والمناجاة، وهذا مصداق قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].


    الفائدة الثالثة: إن لتعاون الأسرة على الخير آثارًا حميدة في الدنيا والآخرة، ويكفي في آثاره الحميدة أن نستمع إلى قول الله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [التوبة: 71]، فما وعدهم الله تعالى؟ وماذا أعد لهم؟ اسمع إلى قول الله تعالى بعد هذا: ﴿ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71]، وهذا يطابق الحديث الذي بين أيدينا: ((رحم الله رجلًا..ورحم الله امرأة))، فقد تطابقت النصوص الشرعية على حصول رحمة الله تعالى للأسرة المتعاونة على الخير.

    [1] رواه أحمد 2/ 250، وأبو داود في أبواب قيام الليل، باب قيام الليل 2/ 33 (1308)، والنسائي 3/ 205 (1610)، وابن ماجه 1/ 424 (1336)، وصححه ابن خزيمة 2/ 183 (1148)، وابن حبان 6/ 306 (2567)، وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 453: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال النووي (خلاصة الأحكام 1/ 587، المجموع 4/ 49)، والعراقي (المغني عن حمل الأسفار 2/ 1189): إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3494)، وصحيح أبي داود (1160).

    [2] المجموع للنووي 4/ 49.

    [3] صحيح البخاري 5/ 2073 (5125) في كتاب الأطعمة، باب الرطب بالقثاء في أول حديث.

    [4] صفة الصفوة 3/ 98.






  • #2
    بارك الله فيك لنقلك المفيد
    يعطيك العافية

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      طرح رااائع ومتميز

      تعليق


      • #4
        شكراً ... الله يعطيك العافية


        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك وجزاك الله خيرااا
          مشكوووور ويعطيك العافية
          نقل موفق ومفيد
          جزاك الله خيراااا

          تعليق

          يعمل...
          X