الابتهاج بالحياة
أرى الناس مختلفين بشكل عجيب، منهم المتفائل المقبل على الحياة بمحبة وابتهاج، حتى في
تحقيق طموحاته يكافح وهو يبتسم، ويجد طعماً لذيذاً للعمل وحض المسير نحو هدفه
الجميل، وهو في مسيرة يستمتع بحياته في عمله وفراغه لأن نفسه مشرقة طيبة ينجذب
بطبعه نحو المشرقين الطيبين، تجده يمازح زوجته بحب ويمرح مع أطفاله في حبور
ويبعث النشاط والإشراق في كل من حوله.
وعلى النقيض من هذا تجد المتوتر دائماً، المتجهم في وجه الحياة مهما كانت حلوة، دأبه
الشكوى، وطبعه السخط وعدم الرضا، يرى العيوب بمجهر ويعمى عن المحاسن ولو كانت
بحجم الجبال.
وبين هذا وذاك أطياف لا تتناهى من الناس.. ولكن الكثيرين -مع الأسف الشديد- ابتهاجهم
قليل واكتئابهم كثير، وذلك حسب اتجاه التفكير وليس حسب الإمكانات والمعطيات الحقيقية،
فأصحاب المزاج الصعب، أو المتقلب، أو الحاد، قلما يبتهجون بالحياة بشكل متناسق ولو
نالوا مال قارون.
إن نالوا أموالاً فرحوا دقائق ثم شغلهم الطمع في المزيد عن رؤية جمال الحياة والاستمتاع
بالطيبات، والطمع يلد الحرص والتطلع إلى من هو أغنى، ثم ينجلي سراب الطمع عن
خوف مزعج وتوتر مقلق، فلا هذا استفاد من نعمة المال ولا هو عاش مرتاح البال، ومثله
يجني عليه ماله كلما زاد لأنّه كالذي يشرب ماء مالحاً فلا يزيده إلا ألماً وظمأ.. إن السعادة
والابتهاج في نفوسنا لا في فلوسنا
منقول
تعليق