فك الإسار
تِــلــكَ الْـقُـيـودُ بِـمِــعْــصَمي حَــطَّـمْـتُهــــــا
يـــا فِــتْــنَــةً بِـيَـــــدي أَنــا أَبْـــــدَعْــتُــــهـــا
إِنْ كُــنْــتَ فــي اللـوحاتِ، قَــدْ أَتْـلَـفْـــتُـهــــا
أو كُـــنْــــتَ فـــي الأَشْـعــــارِ، قــد مَزَّقْتُــها
أو شَـــمْــعَـــةً فــي لَــيْـــلَـــتـي، أَطْـفَــأْتُـهــا
لَـــمْ تَــبْــــــقَ إِلاَّ دَمْــعَـــةٌ دارَيْـــتُــــــهـــــا
أو آهَــــةٌ فــي خَــافِــقــي أَحْــرَقْــتُـــهــــــا
أو بـــاقَــةٌ صَــفْــراءُ ذابِــلَــــةُ الْــــــوُرودْ
أَلْــقَــيْـتُـهـــا، وحَـبَـسْـتُ أَنْــفـــاسَ الْوُجــودْ
وقَـطَــعْـــتُ أَورِدَتــي وَريـــدًا في وَريـــــــدْ
ورَمَـيْــتُ في نَـزَقِ الصِّبـا حُلْــمَ الْوُعـــــودْ
وصَـــرَخْـــتُ في الآفـاقِ: إِنِّـي لَــنْ أَعــودْ
إِنِّـــي كَــتَــبْـــتُ نِـهـايَـــةَ الْحُــبِّ الْوَحــــيـدْ
فَـــخُـــرافَــةٌ: حُــــبٌّ نَــمـا بَيْــنَ الْـقُــيــودْ
فُـــكًّ الإِســـارَ، فَـقـدْ سَـئِـمْـتُ مِـنَ الإِســـارْ
ذَاكَ الْـهَــــوى الْمَـزْعـومُ أَنْـهَـكَـهُ الـــــدُّوَارْ
أَيُّ الـــزُّهورِ تَــقــولُ عــنــها لِلْــقِــفـــــارْ؟
أَيُّ الْقَـــــصـــائِـــدِ صُغْــتُــها للانتــــــحار؟
بَـــيْـــني وبَــــيْنَــكَ لُــجَّةٌ أَضْـــحَـتْ بِـحــارْ
وكَـــأَنَّـنَـا نَـجْـمـانِ ضَـــلاَّ فــي الْمَـــــــــدارْ
ضِــعْـــنا وعِــشْــنا الْعُمْرَ نَبْحَـثُ عَنْ قـَرارْ
كَــأْســي وكَـأْسُـكَ خَـمْـــرُهــا كَالْـعَــلْـــقَـــمِ
وحَـــسَــوتُــــها حـــتَّــى الـثُّــمالَة مِنْ دَمـي
وتَــرَكْــتُــها، ونَــدمْــتُ: لا لَــمْ أَنْــــــــــدَمِ
لَــمْ يَـبْـقَ فــي الأَكْـــوابِ مــا يُغْــري فَـمــي
نَــفَــضَ الْــمَســـاءُ رداءَهُ عـــنْ أَنْــجُـمِـــي
وَنَــضَــوتُ عــنْ دُنْيـــاهُ فَــجْــرَ تَـبَـسُّـمــي
زَفَــرَ الْهَــوى لَمَّـا تَــحَــرَّرَ مِـعْـــصَـمِــي...
شعر: د. عبدالعزيز محيي الدين خوجة
تعليق