الطِّفـلُ الغَـِريْب
شعر: د. عبدالعزيز محيي الدين خوجة
إلــــى مَتَــى أُقـــاوِمُ النِّــداءَ للــوُعُـــــــود
وكُـــلُّ خَــفْــقَـــــةٍ بداخلــــــــي تُــِريـــــدُ
يَكــــادُ خـــافــقـــي يَفــــِرُّ مـنْ أضالِعــي
ويَكْــسِـــــــــــــــــــــ رُ الـــقُــيُــــــــــــــودْ
تَكـــــــادُ أنْ تَقُـــومَ ثَــورَةٌ علـى تَــرَدُّدي
فـــي كُــلِّ ذرَّةٍ بِعــقْـلـــيَ العَــنِــيـــــــــــدْ
تَقُــــــــولُ لـــي فـــي اللَّـيْــلِ أدْمُعـــــي:
إلـــى مَتَــــــى تُمـــاطـِـــــلُ العُـــهُــــودْ؟
ألا تُـــــــحِــــــــبُّــــــــ ـهــــــــــــــــــــــا؟
نَعَــمْ أُحِبُّــــــهـــا نعــــــمْ أُجِيــــــــــــــبْ
وعـِــنـــــدَها يَكَـــادُ صَبْــــرُنا يَـــــــذُوبْ
كــأنَّهــــــا الضُّــــلُوعُ تَعْــشَـقُ اللَّـهِــيــبْ
تـَكـادُ نارُهـا تُضِــيْءُ عَـتْمَــــةَ الوُجُــــودْ
وتَصْـــرُخُ الأشْـواقُ بي هلْ مـــنْ مَزِيــدْ
تَــــنــــامُ مِــــــــلْءَ جَـــفْــــــنِـهــــــــــــا
ويَـسْــهَـــرُ القَريْبُ ليلَهُ.. ويَـسْـهَدُ البَعِيدْ
تَــقُـــولُ: هلْ تَــدُومُ سَـطْـــــوَةُ الجَـوَى؟
أقــــــــولُ: إنَّــــــهـــــا تَـــــزِيـــــــــــــدْ
أتَــعْــِرفِينَ لَوعَةَ النَّـحِيبِ في النَّــــــوَى
للــطِّفْلِ فــي فِـراقِ حِضْنِهِ الحبيـــــبْ؟
أتَعْرِفِينَ ذلكَ الأسَـى يُصافحُ الـــــدُّرُوبْ
عَيْنَــــاهُ دَمْـــعَتـَـــانِ مـــنْ قـَــلَـــــــــــقْ
ورَعْــــشَــتَــــان مــــنْ فـَــــــــــــــــرَقْ
وكُـــــلُّ لَمْحَــــةٍ بِـــوَجْهِـــهِ الكَئِيـــــــبْ
تـَـــقُـــــولُ إنَّـــــهُ وَحـِــــيــــــــــــــــــدْ
أتَــعْرِفِيــــنَ ذلكَ الوَحِيـــدَ إنّـــهُ أنــــا!
أُواصِلُ الغُرُوبَ للشُّرُوقِ أنْسُجُ المُنَــى
أجُـــوبُ غُــــرْبَةَ المَـكــــانِ خِلْسَـــــــةً
كأنَّـــــنــــــــي بـــــلا زمــــــــــــــــــانْ
أُصافِحُ الوُجُوه كالغَرِيبِ يَلْتَقي الغَريـبْ
أتَــعْرِفِيــــنَ ذلكَ الغَــرِيْبَ إنّـــهُ أنــــا!
أَتَعْرِفِينَ صَرْخَةَ المَشُوقِ في الدُّجَـــــى
يَــــــعـــــــاقِـــــــــرُ الشَّـــــــــــجَـــنْ؟
وهـــلْ سَـمِعْتِ ذلكَ النّـــِداءَ في المَـدَى
يَضِــــــــيـــــعُ فـــــــــــي الزَّمَــــــــــنْ
أتـَـعْــِرفِيـــــنَ ذلكَ الّـــذي بــلا هُــــدَى
يَــــــــضِــيـــعُ لا يَعُـــــــــودُ إنّــهُ أنـــا
وَوحــــدَهُ يُجـابِـهُ السُّهَـــاد كُـلَّ لَيـْلَـــةٍ
ولا يَــــــــــــــــــــقـُـــــ ـــــــــــــــــــولْ
وَوَحْــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــده
يَجُوبُ قـَلْـبُهُ مَفاوِزَ الظُّنـُونِ والطُّـلُولْ
وَوَحْــــــــدَهُ ولا يَــــــقُــــــــــــــــولْ!
تعليق