• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف أكتب الشعر الفصيح ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف أكتب الشعر الفصيح ؟

    الحديث عن الشِّعر فيه جوانِبُ ظاهرة ومحدَّدة، وجوانب أخرى لا يستطيع أحدٌ أن يُعبِّر عنها، أو يحدِّدها؛ فهي في مَجاهل الغيب.

    فالشِّعر بمفهومه التقليديِّ: هو الكلام الموزونُ المُقفَّى، الدَّالُّ على معنًى، وعند أصحاب قصيدة التَّفعيلة، أو الشِّعر الحر: هو الكلام الموزونُ على تفعيلة.

    هذا من حيثُ الشَّكل، أما من حيث المضمون، فلقد تحيَّر النُّقاد والمتخصِّصون والشُّعراء أنفسهم في تفسير ظاهرة الشِّعر تفسيرًا حاسمًا، وتحديد تعريفٍ مانع جامع لماهيَّة الشِّعر وحقيقته، يَصْطلح عليه الجميع؛ لأنَّ الشِّعر تعبيرٌ عن شعورِ وإحساس النَّفس الإنسانيَّة؛ لذا فإنَّ كلَّ التعريفات والفلسفات التي قيلت عنه ما هي إلاَّ مفاهيمُ فردية، تُصوِّر وجهةَ نظَرِ صاحبها.

    وتدور التعريفاتُ حول:
    أنَّ الشعر لغةُ الخيال والعواطف، له صِلَة وُثْقى بكلِّ ما يُسعِد ويَمْنح البهجة والمتعة السريعة، أو الألم العميق للعقل البشريِّ، وليس الشِّعرُ إلاَّ وليدَ الشُّعور, والشعور تأثُّر، وانفعالُ رُؤًى، وأحاسيسُ عاطفيَّة، ووجدان، ويعبِّر الشاعرُ عن أحاسيسه بصورٍ وألفاظ تكسو التعبير رونقًا خاصًّا، ونغمًا موسيقيًّا ملائمًا.

    وأنَّه سطورٌ لامعة في غياهب العقل الباطن، تُمِدُّها بذلك اللَّمعان ومضاتُ الذِّهن، وإدراكُ العقل الواعي... إلخ.

    والشِّعر يتمنَّى أن يُنسَب إليه كلُّ إنسان، قديمًا وحديثًا، وفي كلِّ الأمم والألسنة، حتَّى إن كاتبي النَّثر منهم مَن يُقْحِم نفسه في الشِّعر، ويسعى لِيُقال عنه: شاعر، مع أنَّه لا يحسن أن يَزِن كلماته، ولا يفعل أحدٌ من أهل الشِّعر هذا؛ أن يسعى للانتساب للنثر.

    وقبل الحديث عن كتابة الشِّعر، نتحدَّث عن أنواع الشعراء؛ فالشِّعر ليس غايةً في نفسه، إنَّما هو وسيلةٌ للتَّعبير عن المشاعر والأحاسيس والعاطفة.

    أنواع الشعراء:
    أنشد بعضُهم:

    الشُّعَرَاءُ فَاعْلَمَنَّ أَرْبَعَهْ
    فَشَاعِرٌ لاَ يُرْتَجَى لِمَنْفَعَهْ

    وَشَاعِرٌ يُنْشِدُ وَسْطَ الْمَعْمَعَهْ
    وَشَاعِرٌ آخَرُ لاَ يَجْرِي مَعَهْ


    وَشَاعِرٌ يُقَالُ خَمْرٌ فِي دَعَهْ

    فأجابه آخر:

    الشُّعَرَاءُ فَاعْلَمَنَّ أَرْبَعَهْ
    فَشَاعِرٌ يَجْرِي وَلا يُجْرَى مَعَهْ

    وَشَاعِرٌ يُنْشِدُ وَسْطَ الْمَجْمَعَهْ
    وَشَاعِرٌ لا تَشْتَهِي أَنْ تَسْمَعَهْ


    وَشَاعِرٌ لا تَسْتَحِي أَنْ تَصْفَعَهْ

    وعارَضَهما معروفٌ الرَّصافي، فقال:

    الشُّعَرَاءُ فِي الزَّمَانِ أَرْبَعَهْ
    فَشَاعِرٌ أَفْكَارُهُ مُبْتَدَعَهْ

    وَشَاعِرٌ أَشْعَارُهُ مُتَّبَعَهْ
    وَشَاعِرٌ أَقْوَالُهُ مُنْتَزَعَهْ


    وَشَاعِرٌ فِي الشُّعَرَاءِ إِمَّعَهْ

    كيف أكتب الشِّعر الفصيح؟
    أما الإجابة عن سؤالك، فإنَّ الشِّعر موهبةٌ من الله تعالى، يَجِد الإنسان نفسَه يعبِّرُ عن مشاعره في كلمات موزونة، لها جرس موسيقي، ولكن لا يستطيع صاحبُ الموهبة - مهما كانت موهبته - أن يصير شاعرًا دون دراسة؛ فلا بدَّ أن يتمكَّن من العروض والنحو دراسةً عمَلِيَّة تطبيقيَّة، ويقرأ في النَّقد الأدبي، ويُمْعن النَّظر في الصُّور والأَخْيِلة بقراءة دواوين شعريَّة، يتحصَّل منها على حصيلةٍ لغوية جيدة، ويحاول تقليدَ الجيِّد منها، وإن ابتكر فبِها ونعمت، ثم يرسم لنفسه طريقًا خاصًّا به يميِّزه.

    أمَّا من لا يملك موهبةً، فيستطيع كتابة الشِّعر في حالةٍ واحدة - في رأيي -: أن يُميِّز بين بحور الشِّعر بنغمة لكلِّ بحر، وحبَّذا لو بدأ ببحرٍ يسير؛ مثل المُتَقارب، أو الرَّجَز، أو الكامل، فيحفظ نغمةً للبحر، ويحفظ قصائدَ على هذا البحر، ويقرؤها بنغمة البحر، حتَّى تستطيع أذنه تمييزَ هذا البحر، ثم يبدأ بعدها بصياغة كلماتٍ على نغمة البحر، وإن لم يكن لها معنى، المهم وَضْع الكلمات في إطار نغمة البحر.

    بعد ذلك عليه وَضْع كلماتٍ لها معنى في إطار نغمة البحر، وهكذا يُطوِّر نفسه، حتى يهتمَّ بالقافية.

    إذا وصل المرء إلى هذه المرحلة، يكون قد وضع قدَمَه على أول سُلَّم الشِّعر، واكتسب الموهبة، ويستطيع الصُّعود بدراسة ما ذكَرْناه سابقًا من عَروض ونحوٍ وبلاغة، دراسةً تطبيقيَّة، لا نظريَّة فقط.
    ]


    ]

  • #2
    شكراً ... الله يعطيك العافية


    تعليق


    • #3
      شكرا لهذا التوجيهات الجميله والموفقة
      تسلم بارك الله فيك ويعطيك العافيه

      تعليق

      يعمل...
      X