• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عانى الظلمَ حتى أنصفه القدَر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عانى الظلمَ حتى أنصفه القدَر

    سلِّ صيامك.. أساور ذهب تروي للملك حكاية صانعها

    عانى الظلمَ حتى أنصفه القدَر







    في قديم الزمان، عانى صائغ ماهر من ظلم معلمه الذي لم يوفِّهِ حقه في راتبه، وصبر الصانع حتى شاء القدر أن يصنع سوارين ذهبيين لجارية للملك؛ ليكون السواران سبباً في إنصافه ورفع شأنه.

    وفي باب القضاء والقدر، بكتاب "المستطرف في كل فن مستظرف"، يروي الكاتب شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي، حكاية الصائغ وأساور الملك، يقول الكاتب: "حُكِيَ أن رجلاً من أبناء الناس كانت له يد في صناعة الصياغة، وكان أوحد أهل زمانه (الأفضل)؛ فساء حاله وافتقر بعد غناه؛ فكره الإقامة في بلده، فانتقل إلى بلد آخر، فسأل عن سوق الصاغة، فوجد دكاناً لمعلم السلطنة وتحت يده صنّاع كثيرة يعملون الأشغال للسلطنة، وله سعادة ظاهرة ما بين مماليك وخدم وقماش وغير ذلك، فتوصل الصائغ الغريب إلى أن بقي من أحد الصناع الذين في دكان هذا المعلم، وأقام يعمل عنده مدة، وكلما فرغ النهار دفع له درهمين من فضة، وتكون أجرةُ عمله (الحقيقية) تساوي عشرة دراهم؛ فيكسب عليه ثمانية دراهم في كل يوم.

    السوار المكسور
    فاتفق أن الملك طلب المعلم وناوله فردة سوار من ذهب مرصّعة بفصوص في غاية من الحسن، قد عُمِلت (صنعت) في غير بلاده، كانت في يد إحدى جواريه فانكسرت؛ فقال له: الْحِمْهَا؛ فأخذها المعلم وقد اضطرب عليه في عملها (لم يعرف كيف يصلحها)؛ فلما أخذها وأراها للصناع الذين عنده وعند غيره؛ فما قال له أحد إنه يقدر على عملها؛ فازداد المعلم لذلك غماً، ومضت مدة وهي عنده لا يعلم ما يصنع؛ فاشتد الملك على إحضارها، وقال: هذا المعلم نالَ من جهتنا هذه النعمة العظيمة (منحناه المال والمنصب)، ولا يُحسن أن يلحم سواراً؛ فلما رأى الصانع الغريب شدة ما نال المعلم قال في: نفسه هذا وقت المروءة، أعمَلُها ولا أؤاخذه ببخله عليّ وعدم إنصافه، ولعله يسحن إليّ (ينعم عليّ بالمال بعد ذلك)؛ فحط يده في درج المعلم وأخذها وفك جواهرها وسبكها ثم صاغها كما كانت ونظم عليها جواهرها؛ فعادت أحسن مما كانت.

    المعلم يزعم للملك أنها صنعته
    فلما رآها المعلم فرح فرحاً شديداً، ثم مضى بها إلى الملك؛ فلما رآها استحسنها وادّعى المعلم أنها صنعته؛ فأحسن إليه (الملك)، وخلع عليه خلعة سنية؛ فجاء وجلس مكانه فبقي الصائغ يرجو مكافأته عما عامله به؛ فما التفت إليه المعلم، ولما كان النهار ما زاده على الدرهمين شيئاً؛ فما مضت إلا أيام قلائل وإذا الملك اختار أن يعمل زوجيْ أساور على تلك الصورة؛ فطلب المعلم ورسم له بكل ما يحتاج إليه، وأكد عليه في تحسين الصفة وسرعة العمل؛ فجاء (المعلم) إلى الصانع وأخبره بما قال الملك؛ فامتثل مرسومه ولم يزل منتصباً إلى أن عمل الزوجين (زوجيْ الأساور) وهو لا يزيده شيئاً على الدرهمين في كل يوم، ولا يشكره، ولا يَعِدُه بخير ولا يتجمل معه.

    نقش الأبيات على زوج الأساور
    فرأى (الصائغ الماهر) المصلحةَ أن ينقش على زوجيْ الأساور أبياتاً يشرح فيها حاله؛ ليقف عليها الملك؛ فنقش في باطن أحدهما هذه الأبيات نقشاً خفيفاً يقول:
    مصائب الدهر كفي... إن لم تكفي فعفي
    خرجت أطلب رزقي... وجدت رزقي توفي
    فلا بِرزقيَ أحظى... ولا بصنعة كفي
    كم جاهل في الثريا (عالي الشأن)... وعالم متخفي

    الملك يقرأ الأبيات
    قال: وعزم الصانع على أنه إن ظهرت الأبيات للمعلم، شرح له ما عنده (سوء حاله)، وإن غُمّ عليه ولم يرها كان ذلك سبب توصله إلى الملك، ثم لفهما في قطن وناولهما للمعلم فرأى ظاهرهما ولم ير باطنهما لجهله بالصنعة، ولما سبق له في القضاء؛ فأخذها المعلم ومضى بهما فرحاً إلى الملك وقدمهما إليه؛ فلم يشكّ الملك في أنهما صنعته؛ فخلع عليه وشكره، ثم جاء فجلس مكانه ولم يلتفت إلى الصانع وما زاده في آخر النهار شيئاً على الدرهمين؛ فلما كان اليوم الثاني خلا خاطر الملك فاستحضر الجارية التي عمل لها السوارين الذهب؛ فحضرت وهما في يديها؛ فأخذهما ليعيد نظره فيهما وفي حسن صنعتهما؛ فقرأ الأبيات؛ فتعجب وقال: هذا شرح حال صانعهما والمعلم يكذب.

    الملك يكتشف الصانع الحقيقي
    فغضب (الملك) عند ذلك، وأمر بإحضار المعلم؛ فلما حضر قال له: مَن عَمِلَ هذين السوارين؟ قال: أنا أيها الملك، قال: فما سبب نقش هذه الأبيات، قال: لم يكن عليهما أبيات، قال: كذبت، ثم أراه النقش، وقال: إن لم تصدقني الحق لأضربن عنقك؛ فصدقه الحق؛ فأمر الملك بإحضار الصانع؛ فلما حضر سأله عن حاله؛ فحكى له قصته وما جرى له مع المعلم؛ فرسم الملك (أمر الملك) بعزل المعلم وأن تُسلب نعمته وتُعطى للصانع، وأن يكون عوضاً عنه في الخدمة، ثم خلع عليه خُلعة سنية وصار مقدماً سعيداً؛ فلما نال هذه الدرجة وتمكن عند الملك تَلَطّف به حتى رضي عن المعلم الأول وصارا شريكين ومكثا على ذلك إلى آخر العمر. ورحم الله من قال:
    إذا كان سعد المرء في الدهر مقبلاً... تدانت له الأشياء من كل جانب

    وقال آخر:
    ما سلم الله هو السالم... ليس كما يزعم الزاعم
    تجري المقادير التي قُدّرت... وأنف مَن لا يرتضي راغم

    وقال كعب بن زهير:
    لو كنت أعجب من شيء لأعجبني... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
    يسعى الفتى لأمور ليس يدركها... والنفس واحدة والهم منتشر
    والمرء ما عاش ممدود له أمل... لا ينتهي ذاك حتى ينتهي العمر



    منقوووووول

    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة May-28-2017, 12:07 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    نقل رااائع

    تسلم الايادي ووفقك الله

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبق الياسمين مشاهدة المشاركة
      نقل رااائع

      تسلم الايادي ووفقك الله
      الله يسلمك وشكرالك والله يعطيك العافيه
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق


      • #4
        شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
          شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...
          العفو بارك الله فيك
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق


          • #6
            شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥ جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بالقرآن نحيا مشاهدة المشاركة
              شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥ جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
              بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرالك
              كل العطور سينتهي مفعولها
              ويدوم عطر مكارم
              الأخلاق

              تعليق


              • #8

                تعليق


                • #9
                  كل ظالم لا يستمر ظلمه لغيره ولكن يأتي وقت
                  ويلقى حسابه وعقابه نسأل الله العافية والسلامة

                  شكرا لهذا الجهد المبارك والطيب
                  طابت اوقاتك ابو معيض

                  تعليق


                  • #10
                    موضوع جميل "
                    ومهما طال الظلم اكيد انه بينهزم "

                    تعليق


                    • #11
                      الله يعطيك العافيه

                      شكرا لك

                      تعليق

                      يعمل...
                      X