تويت
تعرف على بداية الاستيطان البشري في مكة "من قدوم إبراهيم وحتى البعثة النبوية"
خالد الشاماني
تميزت مكة المكرمة بموقعها الجغرافي، فهي تقع في منطقة الحجاز وسط شبه الجزيرة العربية، في وادٍ غير ذي زرع تحيط به الجبال من معظم الجهات؛ الأمر الذي أدى إلى اختفاء الوادي خلف تلك الجبال، لدرجة أن أبنية مكة كانت لا تُرى للقادم إليها إلا إذا أطل عليها، وقد ورد اسم مكة في القرآن الكريم باسم "أم القرى" و"البلد الأمين" و"البيت العتيق".
وقال المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة، المهندس حسان طاهر، إن أهم ما يميز مكة المكرمة هو وجود بيت الله الحرام "الكعبة المشرفة"، وقد سميت بالكعبة فيما ورد عن سبب تسميتها لتربيعها وتكعيبها، كما سميت كذلك لانفرادها من البناء، أو لأنها مرتفعة عن الأرض.
مكة المكرمة بعد الطوفان وبداية الاستيطان البشري
ويضيف "طاهر": "بدأ الاستيطان البشري لمكة المكرمة منذ قدوم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إليها وزوجه هاجر وابنهما سيدنا إسماعيل، عليهما السلام، ولم يكن بها أحد من البشر في ذلك الزمان، حط سيدنا إبراهيم رحاله في ذلك الوادي المبارك امتثالاً لأمر الله -عز وجل-، ودعا سيدنا إبراهيم دعاءه الشهير الذي ورد ذكره على لسانه في القرآن الكريم في قوله تعالى: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم".
مكة المكرمة في عهد سيدنا إبراهيم
وقال المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة إن السيدة هاجر بدأت رحلة البحث عن الماء في هذا الوادي المقفر، وبعد عناء طويل قيض الله لها جبريل عليه السلام، فتفجر الماء (ماء زمزم) تحت قدمي سيدنا إسماعيل، فشربت وسقت طفلها، وبدأت تدب الحياة في ذلك الوادي المبارك.
ومرت قافلة تجارية من جُرهم عائدة من الشام إلى اليمن، فاستراحت بأسفل مكة كعادتها، ولما رأت الطير يحوم في سماء الوادي فوق موضع بئر زمزم، وهم الذين لم يعهدوا مثل ذلك من قبل، فأرسلوا نفرًا منهم لاستطلاع ما يجري هناك، فوجدوا هاجر وابنها إسماعيل بجوار الماء، ما جعلهم يستأذنون منها السكنى بالقرب منهم، فرحبت بهم، وبعث الجرهميون على أهاليهم في اليمن، فجاءوا بهم وسكنوا بمكة.
وشب سيدنا إسماعيل بينهم، وتزوج منهم، ثم توفيت أمه وبقي معهم، وعاد سيدنا إبراهيم إلى مكة مرة أخرى، وصدر الأمر الإلهي له ولابنه ببناء البيت بعد أن بوأ مكانه لسيدنا إبراهيم، وأمر الله خليله إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج، فحج سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، وحج معهما جبريل يعلمهما مناسك الحج، ثم حج الناس بعد ذلك، وأصبحت منذ ذلك التاريخ جموع الحجيج تفد إلى مكة المكرمة.
مكة تحت سيطرة عمرو الجرهمي
وأكد طاهر أن مكة المكرمة ظلت تحت ولاية سيدنا إسماعيل، ومن بعده ابنه "نابت"، ثم حكمها الجرهميون 3000 سنة، وبعد ذلك استطاع أحفاد سيدنا إسماعيل استعادتها منهم حتى أوشك سد مأرب في اليمن على الخراب، وحينها رحل من اليمن شخص يقال له "عمرو بن عامر الجرهمي" الذي استطاع أن يُمكن الجرهميين من السيطرة مرة أخرى على حكم مكة.
وبلغ عمرو مكانة من العزة ما لم يبلغها عربي قبله في الجاهلية، فكان أن نصب الأصنام حول الكعبة لأول مرة، وبالتالي غير الحنيفية ملة سيدنا إبراهيم، وظل حكم مكة فيه وفي أبنائه من بعده 300 عام.
قصي بن كلاب وتطور مكة المكرمة
وبين "طاهر" أن التطور السياسي والنمو العمراني لمكة المكرمة ارتبط بقصي بن كلاب الذي حكم مكة في أواخر القرن الرابع الميلادي حيث جمع قريش وأنزلهم حول الكعبة.
وأضاف: "يعد قصي في نظر المؤرخين أول حاكم يقوم بتخطيط مكة وتحويلها إلى مدينة حيث كان سكان مكة من قبله يسكنون الشعاب ولا ينزلون الكعبة إلا نهارًا ، وقد اتسم تخطيط مكة في عهده ببناء مساكن قريش حول الكعبة المشرفة باعتبارهم سدنتها ، تليها مساكن القبائل ثم مساكن الأحابيش ، وتتكون هذه المساكن من طابق واحد مبنية من الحجر والطين."
وأردف: "ثم تزايدت أعداد القرشيين وازدحمت المنطقة حول الكعبة بمساكن القرشيين، وكان من أهم ما ميز هذه الفترة بناء دار الندوة إلى جوار الكعبة وهو المكان الذي كان يجتمع فيه سادات قريش."
واختتم قائلاً: "ظل أمر مكة في يد القرشيين حتى بُعث النبي -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام الخالدة، وأصبحت مكة منذ ذلك التاريخ مقصد المسلمين أجمعين من كل أنحاء المعمورة."
خالد الشاماني
تميزت مكة المكرمة بموقعها الجغرافي، فهي تقع في منطقة الحجاز وسط شبه الجزيرة العربية، في وادٍ غير ذي زرع تحيط به الجبال من معظم الجهات؛ الأمر الذي أدى إلى اختفاء الوادي خلف تلك الجبال، لدرجة أن أبنية مكة كانت لا تُرى للقادم إليها إلا إذا أطل عليها، وقد ورد اسم مكة في القرآن الكريم باسم "أم القرى" و"البلد الأمين" و"البيت العتيق".
وقال المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة، المهندس حسان طاهر، إن أهم ما يميز مكة المكرمة هو وجود بيت الله الحرام "الكعبة المشرفة"، وقد سميت بالكعبة فيما ورد عن سبب تسميتها لتربيعها وتكعيبها، كما سميت كذلك لانفرادها من البناء، أو لأنها مرتفعة عن الأرض.
مكة المكرمة بعد الطوفان وبداية الاستيطان البشري
ويضيف "طاهر": "بدأ الاستيطان البشري لمكة المكرمة منذ قدوم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إليها وزوجه هاجر وابنهما سيدنا إسماعيل، عليهما السلام، ولم يكن بها أحد من البشر في ذلك الزمان، حط سيدنا إبراهيم رحاله في ذلك الوادي المبارك امتثالاً لأمر الله -عز وجل-، ودعا سيدنا إبراهيم دعاءه الشهير الذي ورد ذكره على لسانه في القرآن الكريم في قوله تعالى: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم".
مكة المكرمة في عهد سيدنا إبراهيم
وقال المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة إن السيدة هاجر بدأت رحلة البحث عن الماء في هذا الوادي المقفر، وبعد عناء طويل قيض الله لها جبريل عليه السلام، فتفجر الماء (ماء زمزم) تحت قدمي سيدنا إسماعيل، فشربت وسقت طفلها، وبدأت تدب الحياة في ذلك الوادي المبارك.
ومرت قافلة تجارية من جُرهم عائدة من الشام إلى اليمن، فاستراحت بأسفل مكة كعادتها، ولما رأت الطير يحوم في سماء الوادي فوق موضع بئر زمزم، وهم الذين لم يعهدوا مثل ذلك من قبل، فأرسلوا نفرًا منهم لاستطلاع ما يجري هناك، فوجدوا هاجر وابنها إسماعيل بجوار الماء، ما جعلهم يستأذنون منها السكنى بالقرب منهم، فرحبت بهم، وبعث الجرهميون على أهاليهم في اليمن، فجاءوا بهم وسكنوا بمكة.
وشب سيدنا إسماعيل بينهم، وتزوج منهم، ثم توفيت أمه وبقي معهم، وعاد سيدنا إبراهيم إلى مكة مرة أخرى، وصدر الأمر الإلهي له ولابنه ببناء البيت بعد أن بوأ مكانه لسيدنا إبراهيم، وأمر الله خليله إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج، فحج سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، وحج معهما جبريل يعلمهما مناسك الحج، ثم حج الناس بعد ذلك، وأصبحت منذ ذلك التاريخ جموع الحجيج تفد إلى مكة المكرمة.
مكة تحت سيطرة عمرو الجرهمي
وأكد طاهر أن مكة المكرمة ظلت تحت ولاية سيدنا إسماعيل، ومن بعده ابنه "نابت"، ثم حكمها الجرهميون 3000 سنة، وبعد ذلك استطاع أحفاد سيدنا إسماعيل استعادتها منهم حتى أوشك سد مأرب في اليمن على الخراب، وحينها رحل من اليمن شخص يقال له "عمرو بن عامر الجرهمي" الذي استطاع أن يُمكن الجرهميين من السيطرة مرة أخرى على حكم مكة.
وبلغ عمرو مكانة من العزة ما لم يبلغها عربي قبله في الجاهلية، فكان أن نصب الأصنام حول الكعبة لأول مرة، وبالتالي غير الحنيفية ملة سيدنا إبراهيم، وظل حكم مكة فيه وفي أبنائه من بعده 300 عام.
قصي بن كلاب وتطور مكة المكرمة
وبين "طاهر" أن التطور السياسي والنمو العمراني لمكة المكرمة ارتبط بقصي بن كلاب الذي حكم مكة في أواخر القرن الرابع الميلادي حيث جمع قريش وأنزلهم حول الكعبة.
وأضاف: "يعد قصي في نظر المؤرخين أول حاكم يقوم بتخطيط مكة وتحويلها إلى مدينة حيث كان سكان مكة من قبله يسكنون الشعاب ولا ينزلون الكعبة إلا نهارًا ، وقد اتسم تخطيط مكة في عهده ببناء مساكن قريش حول الكعبة المشرفة باعتبارهم سدنتها ، تليها مساكن القبائل ثم مساكن الأحابيش ، وتتكون هذه المساكن من طابق واحد مبنية من الحجر والطين."
وأردف: "ثم تزايدت أعداد القرشيين وازدحمت المنطقة حول الكعبة بمساكن القرشيين، وكان من أهم ما ميز هذه الفترة بناء دار الندوة إلى جوار الكعبة وهو المكان الذي كان يجتمع فيه سادات قريش."
واختتم قائلاً: "ظل أمر مكة في يد القرشيين حتى بُعث النبي -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام الخالدة، وأصبحت مكة منذ ذلك التاريخ مقصد المسلمين أجمعين من كل أنحاء المعمورة."
تعليق