بئر قديمة ومورد ماء، سميت بهذا الاسم نسبة للشاعر الحطيئة، ويوجد بالقرب منها قبره. تقع البئر على الضفة الشرقية لوادي مرخ في الجنوب الشرقي من بلدة الغاط، موضع يكاد يستدعيك لتقترب منه ويسامرك بأحاديث الحطيئة وأشعاره بلسان الرياح التي تتخلل أكامه وتلاله.
الغاط أو لغاط
بلاد يفوح من ثراها شذا الأرومة العربية والأصالة، وتردد جبالها صدى أشعار الحطيئة، ويكاد يطرق مسامعك ضجيج مسامير الثموديين وهم ينقشون الحجر ويسجلون تاريخًا عريقًا يمتد امتداد الزمن.
عرفت الغاط أو بلاد الحطيئة قديمًا باسم لغاط بضم اللام وفتح العين، ثم أضيفت الألف لاحقًا وسكنت اللام، ويدل على ذلك قول الحطيئة:
الله قد نجاك من آراط
ومن زليفات ومن لغاط
ومن زليفات ومن لغاط
وقول ابن قدامة مادحًا بني مازن بن تميم:
وردوهم غداة لغاط عنهم
بأكباد وأفئدة حرار
بأكباد وأفئدة حرار
وقول ابن جرير:
أما علمت أني أحب لحبها لغاط
فجاد المدجنات بها الورقا
فجاد المدجنات بها الورقا
وقد ذكر الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه معجم اليمامة عن سبب تسمية لغاط بهذا الاسم، وقال يبدو أنه مأخوذ من لغط السيل واحتدامه وضجيجه كون واديه ينحدر من جبال شومخ فإذا جادها الغيث اندفع سيلها محتدمًا مزمجرًا لاغطًا.
الموقع
تقع محافظة الغاط حاضنة بئر الحطيئة شمال مدينة الرياض بنحو 230 كم وتتبع منطقة الرياض إداريًا، بتعداد سكاني يزيد على عشرة آلاف نسمة، وتحيط بها جبال طويق من ناحية الشرق ونفود الصلابيخ (الثويرات) من جهة الغرب.
ومناخ الغاط وما حولها مناخ قاري شديد الحرارة والجفاف صيفًا وشديد البرودة شتاء، حيث تراوح درجة الحرارة الكبرى في الصيف بين 40 و49 درجة مئوية، والصغرى بين 20 و37 درجة مئوية، وفي الشتاء الكبرى بين 15 و28 والصغرى بين درجة واحدة تحت الصفر و12 درجة مئوية مع وجود الأمطار الشتوية بمعدل يراوح بين 12 و15 سنتمتر.
تعليق