• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كان الله ولم يكن شيء غيره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كان الله ولم يكن شيء غيره

    كان الله ولم يكن شيء غيره

    قال النبي –صلى الله عليه وسلم- : (كان الله ولم يكن شيء غيره)

    الراوي: عمران بن حصين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 13/453
    خلاصة حكم المحدث: صحيح




    اعلم أن الجهات والأوقات والزمان والحدود والمكان من المخلوقات والحوادث , والتي لم تكن.. ثم أوجدها الله تعالى وخلقها من العدم, والله تعالى منزه عن التأثر بهذه الحوادث وسائر المخلوقات, بل هو المؤثر والفعال في ملكه كما يشاء, فلا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان وليس هو في جهة, فقد كان قبل وجود الجهات والمكان والزمان وكل المصنوعات, وهذا ما أجمع عليه أهل السنة, من أن الله منزه عن الجهة والمكان والحد والزمان , وقد نقل هذا الإجماع الإمام أبو منصور البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق , ثم نقل عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قوله : " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان" , وكذلك قوله –رضي الله عنه- " إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته لا مكانا لذاته" .
    وقد جاء في حلية الأولياء في ترجمة علي بن أبي طالب أنه قال : " من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود" , فها هو الخليفة الراشدي الرابع ينفي الحد والمكان عن الله تعالى , فهل بقيت حجة لمن يقول بهما وينسب ذلك للسلف! وسأنقل إليك بعضاً من أدلة المنقول والمعقول في تنزيه مولانا جل وعز عن الأماكن والجهات , فدونك هي :


    بعض الأدلة على تنزيه الله تعالى عن جهة التحت والفوق وسائر الجهات من القرآن الكريم :

    1. قال الله تبارك وتعالى:} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ} [ سورة الشورى/11] أي أن الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه بوجه من الوجوه، فلو كان في مكان أو جهة لكان مشابها لخلقه، فالله تعالى لا يحتاج إلى مكان يحل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها.
    2. وقال الله تعالى :{ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ} [سورة النحل/60] أي لله الوصف الذي لا يشبه وصف غيره.
    3. وقال الله تعالى:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [سورة الحديد/3] قال الطبري في تفسيره ( 11/670) ما نصه: (وهو الباطن، فلا شىء أقرب إلى شىء منه، كما قال:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ سورة ق/16]). اهـ. أي أن الطبري نفى القرب الحسي الذي تقول به المجسمة، أما القرب المعنوي فلا ينفيه، وهذا دليل على تنـزيه الله عن المكان والجهة.
    4. وقال الله تعالى:{فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ] { ءال عمران/98] أي أن الله تعالى مستغنٍ عن كل ما سواه، فلو كان في مكان لكان محتاجاً له، فكيف يكون غنياً عن العالمين من يكون محتاجاً للمكان؟
    قال الشيخ شرف الدين بن التلمساني في شرح لمع الأدلة ( ص/70) ما نصه: (ومنها قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [ سورة العنكبوت/6] فأثبت لنفسه الاستغناء عن جميع العالمين، والجهات والأمكنة من أجزاء العالم، فوجب إثبات تعاليه واستغنائه عن العالمين وعن كل وصف من صفات المحدثين). اهـ
    5. وقال الله تعالى:{وَكُلُّ شَئٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [ سورة الرعد/8] أي أن الله تبارك وتعالى ليس داخل العالم ولا خارجه, لأنه لو كان داخل العالم لكان له مقدار, ولو كان خارجه لكان له مقدار، فلا مهرب من إثبات المقدار له إلا بنفي التحيز بالكون داخل العالم أو خارج العالم، لأن أفراد العالم كل فرد له مقدار.
    قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء: (من جعلَ اللهَ تعالى مُقدرًا بمقدارٍ كفر). اهـ. أي لأنهُ جعلهُ ذا كميةٍ وحجمٍ, والحجمُ والكميةُ من موجباتِ الحدوثِ.
    قال الإمام أبو منصور التميمي البغدادي في أصول الدين ( ص/73) ما نصه: (لو كان الإله مقدراً بحد ونهاية, لم يخلُ من أن يكون مقداره مثل أقل المقادير فيكون كالجزء الذي لا يتجزأ، أو يختص ببعض المقادير فيتعارض فيه المقادير فلا يكون بعضها أولى من بعض إلا بمخصص خصه ببعضها، وإذا بطل هذان الوجهان صح أنه بلا حد ولا نهاية). اهـ
    وقال ابن حزم في المحلى ( 1/29) ما نصه: (مسألة: وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان, بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة, قال تعالى:{وَخَلَقَ كُلَّ شَئٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا{ وقال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا} والزمان والمكان فهما مخلوقان قد كان تعالى دونهما، والمكان إنما هو للأجسام والزمان إنما هو مدة كل ساكن أو متحرك أو محمول في ساكن أو متحرك, وكل هذا مبعد عن الله عز وجل). اهـ. ([1])
    6. قال الإمام الرازي في تفسيره : "فقوله : { رَبّ العالمين } يدل على كونه رباً للمكان والزمان وخالقًا لهما وموجداً لهما ، ثم من المعلوم أن الخالق لا بدّ وأن يكون سابقاً وجوده على وجود المخلوق ، ومتى كان الأمر كذلك كانت ذاته موجودة قبل حصول الفضاء والفراغ والحيز ، متعالية عن الجهة والحيز ، فلو حصلت ذاته بعد حصول الفضاء في جزء من أجزاء الفضاء لانقلبت حقيقة ذاته ، وذلك محال ، فقوله : { رَبّ العالمين } يدل على تنزيه ذاته عن المكان والجهة بهذا الاعتبار ."

    [1] - الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة .


  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      مشكور والله يعطيك الف عافيه

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
        على الطرح القيم

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير

          تعليق


          • #6

            تعليق


            • #7

              تعليق


              • #8





                تعليق

                يعمل...
                X