[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;backgroun d-color:burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]شرح حديث: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ".
وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ". رواه مسلم
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللّه أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللّهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ اللّهُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ. ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله. ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ. قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله. ثُمَّ قَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. قَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله. قَالَ: لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله، مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". رواه مسلم.
وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ "وفي رواية: وَأَنَا أَشْهَدُ" أَنْ لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِالله رَبَّاً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ". رواه مسلم.
تخريج الأحاديث:
حديث أبي سعيد رضي الله عنه أخرجه مسلم " 383"، وأخرجه البخاري في " كتاب الأذان " " باب ما يقول إذا سمع المنادي" " 611"، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة " " باب ما يقول إذا سمع المؤذن" " 522"، وأخرجه الترمذي في " كتاب الصلاة " " باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن" " 208"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان " " باب القول مثل ما يقول المؤذن" " 762"، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الأذان والسنة فيها" " باب ما يقال إذا أذن المؤذن" " 720".
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه فأخرجه مسلم " 384"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة" " باب ما يقول إذا سمع المؤذن" " 523"، وأخرجه الترمذي في " كتاب المناقب" " باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم " " 3614"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان " " باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان" " 677".
وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخرجه مسلم "385"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود "في كتاب الصلاة" "باب ما يقول إذا سمع المؤذن" "527".
وأما حديث سعيد أبي وقاص رضي الله عنه فأخرجه مسلم "386"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة" " باب ما يقول إذا سمع المؤذن" " 525"، وأخرجه الترمذي في " كتاب الصلاة " " باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن في الدعاء" " 210"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان" " باب الدعاء عند الأذان" " 678"، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الأذان والسنة فيها" " باب ما يقال إذا أذن المؤذن" " 721".
شرح ألفاظ الأحاديث:
" إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ ": أي صوت المؤذن بالأذان.
" فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ": الفاء تدل على التعقيب فتكون لمتابعة عقب كل كلمة، " مِثْلَ مَا يَقُولُ " أي مثل كل جملة يتلفظ بها المؤذن من أذكار الأذان، والمراد المشابهة بالألفاظ لا في النغمة ورفع الصوت، ويستثنى من ألفاظ الأذان الحيعلتين فإن المتابع يقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " كما في حديث عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم.
"صَلُّوا عَلَيَّ": أي قولوا: " اللهم صل على محمد"، وهذا أمر منه صلى الله عليه وسلم يوافق أمر الله تعالى في قوله: ï´؟ إِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا ï´¾ [سورة الأحزاب: 56]
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: " والصلاة من الله على رسوله ليس معناها كما قال بعض أهل العلم: إن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء، فهذا ليس بصحيح، بل إن الصلاة على المرء ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحققون من أهل العلم، ويدل على بطلان القول الأول، قوله تعالى: ï´؟ أُولـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولـئِكَ هُمُ المُهتَدونَ ï´¾ [سورة البقرة: 157]، فعطف الرحمة على الصلوات، والأصل في العطف المغايرة؛ لأن الرحمة تكون لكل أحد... فمن صلى على محمد صلى الله عليه وسلم مرة أثنى الله عليه في الملأ الأعلى عشر مرات، وهذه نعمة كبيرة" [مجموع الفتاوى (9/ 444)].
" ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ": الوسيلة المرادة في الحديث عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو " ورجاؤه هذا سيتحقق إن شاء الله.
" حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ": أي وجبت له.
"إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللّهُ أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ": اقتصر صلى الله عليه وسلم في ألفاظ الأذان على الشطر تنبيهاً على الباقي، فقد ذكر من التكبير اثنتين والشهادة مرة لكل نوع والحيعلة مرة لكل نوع، وهكذا البقية لأن المراد هو بيان لفظ المتابع المناسب لكل جملة.
" لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله": الحول: الحركة، أي لا حركة ولا استطاعة، ولا قوة: أي على طاعة الله إلا بالله، ويطلق عليها اختصاراً الحوقلة أو الحولقة، وهذا يسمى في اللغة ب " النحت " ومعناه: بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر، أو من جملة، بحيث تدل على المعنى المراد، ومثلها البسملة، والسبحلة، والحمدلة، والحيعلة وغيرها.
قال ابن المطرز رحمه الله: " الأفعال التي أخذت من أسمائها سبعة: بسمل: إذا قال بسم الله، وسبحل: إذا قال سبحان الله، وحمدل: إذا قال الحمد لله، هيلل: إذا قال لا إله إلا الله، وحوقل: إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، وحيعل: إذا قال حي على الفلاح، وجعفل: إذا قال جُعلت فداءك، وزاد الثعالبي طبلق: إذا قال أطال الله بقاؤك، ودمعز: إذا قال أدام الله عزك" [انظر المفهم (2/ 21)، وفتح المنعم (2/ 455)].
" مِنْ قَلْبِهِ": أي خالصاً من قلبه في قوله مثل ما قال المؤذن في جميع ألفاظه.
" و أنا أَشْهَدُ ": الواو عاطفة على محذوف، والتقدير: شهدت أيها المؤذن بكذا وأنا أشهد مثلك.
من فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى: الأحاديث دليل على مشروعية متابعة المؤذن، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ " استدل من يقول بوجوب متابعة المؤذن، والصواب استحباب المتابعة وهو قول جمهور العلماء، وتقدمت المسألة بأدلتها في الحديث السابق.
الفائدة الثانية: الأحاديث دليل على أن المتابع يقول مثل ما يقوله المؤذن جملة جملة إلا في الحيعلتين كما في حديث عمر رضي الله عنه فيقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " فيحمل العام في حديث أبي سعيد رضي الله عنه وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في قوله: " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ" على الخاص في حديث عمر باستثناء الحيعلتين فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ولأن المعنى مناسب لإجابة الحيعلة بالحوقلة، وبه قال جمهور العلماء. [انظر الفتح (2/ 91)] وكأن السامع يجيب جميع ألفاظ الذكر والثناء في الأذان كما يقول المؤذن إلا في النداء إلى حضور الصلاة بـ " حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ " فالمناسب للعبد إظهار عجزه عن حضور ذلك وافتقاره لإعانة الله تعالى وتقويته له وتوفيقه وفي هذا غاية الحسن في المناسبة.
ولأن المؤذن ينادي بـ " حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ" فليس من المناسب أن نناديه بها بترديدنا الحيعلتين لأن في هذا تعارض وإنما المناسب الحوقلة كما تقدم.
الفائدة الثالثة: يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ" قارئ القرآن ومن كان منشغلاً بذكر أو دعاء؛ لأن الإجابة عبادة يفوت وقتها بخلاف القراءة والذكر والدعاء فلا يفوت وقتها، وكذلك الطائف بالبيت يجيب المؤذن حال طوافه لأن إجابة المؤذن من الذكر، والذكر مشروع في الطواف، فإجابة المؤذن مشروعة من كل إنسان على أي حال، إلا في الأحوال التي نهى الشرع فيها عن الذكر كدخول الخلاء وحال الجماع ونحو ذلك.
وهل المصلي يجيب المؤذن؟
قيل: يجيبه إذا كان في النفل دون الفرض، وبه قال مالك. [انظر المدونة (1/ 180)].
وقيل: يجيبه مطلقاً سواءً كان في نفل أو فرض، وبه قال بعض المالكية. [انظر المنتقى (1/ 131)] ونقله صاحب الإنصاف وغيره عن شيخ الإسلام ابن تيمية. [انظر الاختيارات ص (39) والإنصاف (1/ 426)].
وقيل: لا يجيبه إن كان يصلي مطلقاً، وبه قال أكثر أهل العلم وهو الصواب. [انظر المغني (2/ 88)، والمنتقى (1/ 131)، والمجموع (3/ 118)] وهو اختيار شيخنا ابن عثيمين [انظر شرح صحيح البخاري الطبعة المصرية (2/ 632)].
الالوكة[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ".
وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ". رواه مسلم
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللّه أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللّهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ اللّهُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ. ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله. ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ. قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله. ثُمَّ قَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. قَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله. قَالَ: لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله، مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". رواه مسلم.
وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ "وفي رواية: وَأَنَا أَشْهَدُ" أَنْ لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِالله رَبَّاً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ". رواه مسلم.
تخريج الأحاديث:
حديث أبي سعيد رضي الله عنه أخرجه مسلم " 383"، وأخرجه البخاري في " كتاب الأذان " " باب ما يقول إذا سمع المنادي" " 611"، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة " " باب ما يقول إذا سمع المؤذن" " 522"، وأخرجه الترمذي في " كتاب الصلاة " " باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن" " 208"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان " " باب القول مثل ما يقول المؤذن" " 762"، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الأذان والسنة فيها" " باب ما يقال إذا أذن المؤذن" " 720".
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه فأخرجه مسلم " 384"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة" " باب ما يقول إذا سمع المؤذن" " 523"، وأخرجه الترمذي في " كتاب المناقب" " باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم " " 3614"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان " " باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان" " 677".
وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخرجه مسلم "385"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود "في كتاب الصلاة" "باب ما يقول إذا سمع المؤذن" "527".
وأما حديث سعيد أبي وقاص رضي الله عنه فأخرجه مسلم "386"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة" " باب ما يقول إذا سمع المؤذن" " 525"، وأخرجه الترمذي في " كتاب الصلاة " " باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن في الدعاء" " 210"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان" " باب الدعاء عند الأذان" " 678"، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الأذان والسنة فيها" " باب ما يقال إذا أذن المؤذن" " 721".
شرح ألفاظ الأحاديث:
" إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ ": أي صوت المؤذن بالأذان.
" فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ": الفاء تدل على التعقيب فتكون لمتابعة عقب كل كلمة، " مِثْلَ مَا يَقُولُ " أي مثل كل جملة يتلفظ بها المؤذن من أذكار الأذان، والمراد المشابهة بالألفاظ لا في النغمة ورفع الصوت، ويستثنى من ألفاظ الأذان الحيعلتين فإن المتابع يقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " كما في حديث عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم.
"صَلُّوا عَلَيَّ": أي قولوا: " اللهم صل على محمد"، وهذا أمر منه صلى الله عليه وسلم يوافق أمر الله تعالى في قوله: ï´؟ إِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا ï´¾ [سورة الأحزاب: 56]
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: " والصلاة من الله على رسوله ليس معناها كما قال بعض أهل العلم: إن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء، فهذا ليس بصحيح، بل إن الصلاة على المرء ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحققون من أهل العلم، ويدل على بطلان القول الأول، قوله تعالى: ï´؟ أُولـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولـئِكَ هُمُ المُهتَدونَ ï´¾ [سورة البقرة: 157]، فعطف الرحمة على الصلوات، والأصل في العطف المغايرة؛ لأن الرحمة تكون لكل أحد... فمن صلى على محمد صلى الله عليه وسلم مرة أثنى الله عليه في الملأ الأعلى عشر مرات، وهذه نعمة كبيرة" [مجموع الفتاوى (9/ 444)].
" ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ": الوسيلة المرادة في الحديث عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو " ورجاؤه هذا سيتحقق إن شاء الله.
" حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ": أي وجبت له.
"إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللّهُ أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ": اقتصر صلى الله عليه وسلم في ألفاظ الأذان على الشطر تنبيهاً على الباقي، فقد ذكر من التكبير اثنتين والشهادة مرة لكل نوع والحيعلة مرة لكل نوع، وهكذا البقية لأن المراد هو بيان لفظ المتابع المناسب لكل جملة.
" لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله": الحول: الحركة، أي لا حركة ولا استطاعة، ولا قوة: أي على طاعة الله إلا بالله، ويطلق عليها اختصاراً الحوقلة أو الحولقة، وهذا يسمى في اللغة ب " النحت " ومعناه: بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر، أو من جملة، بحيث تدل على المعنى المراد، ومثلها البسملة، والسبحلة، والحمدلة، والحيعلة وغيرها.
قال ابن المطرز رحمه الله: " الأفعال التي أخذت من أسمائها سبعة: بسمل: إذا قال بسم الله، وسبحل: إذا قال سبحان الله، وحمدل: إذا قال الحمد لله، هيلل: إذا قال لا إله إلا الله، وحوقل: إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، وحيعل: إذا قال حي على الفلاح، وجعفل: إذا قال جُعلت فداءك، وزاد الثعالبي طبلق: إذا قال أطال الله بقاؤك، ودمعز: إذا قال أدام الله عزك" [انظر المفهم (2/ 21)، وفتح المنعم (2/ 455)].
" مِنْ قَلْبِهِ": أي خالصاً من قلبه في قوله مثل ما قال المؤذن في جميع ألفاظه.
" و أنا أَشْهَدُ ": الواو عاطفة على محذوف، والتقدير: شهدت أيها المؤذن بكذا وأنا أشهد مثلك.
من فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى: الأحاديث دليل على مشروعية متابعة المؤذن، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ " استدل من يقول بوجوب متابعة المؤذن، والصواب استحباب المتابعة وهو قول جمهور العلماء، وتقدمت المسألة بأدلتها في الحديث السابق.
الفائدة الثانية: الأحاديث دليل على أن المتابع يقول مثل ما يقوله المؤذن جملة جملة إلا في الحيعلتين كما في حديث عمر رضي الله عنه فيقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " فيحمل العام في حديث أبي سعيد رضي الله عنه وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في قوله: " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ" على الخاص في حديث عمر باستثناء الحيعلتين فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ولأن المعنى مناسب لإجابة الحيعلة بالحوقلة، وبه قال جمهور العلماء. [انظر الفتح (2/ 91)] وكأن السامع يجيب جميع ألفاظ الذكر والثناء في الأذان كما يقول المؤذن إلا في النداء إلى حضور الصلاة بـ " حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ " فالمناسب للعبد إظهار عجزه عن حضور ذلك وافتقاره لإعانة الله تعالى وتقويته له وتوفيقه وفي هذا غاية الحسن في المناسبة.
ولأن المؤذن ينادي بـ " حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ" فليس من المناسب أن نناديه بها بترديدنا الحيعلتين لأن في هذا تعارض وإنما المناسب الحوقلة كما تقدم.
الفائدة الثالثة: يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ" قارئ القرآن ومن كان منشغلاً بذكر أو دعاء؛ لأن الإجابة عبادة يفوت وقتها بخلاف القراءة والذكر والدعاء فلا يفوت وقتها، وكذلك الطائف بالبيت يجيب المؤذن حال طوافه لأن إجابة المؤذن من الذكر، والذكر مشروع في الطواف، فإجابة المؤذن مشروعة من كل إنسان على أي حال، إلا في الأحوال التي نهى الشرع فيها عن الذكر كدخول الخلاء وحال الجماع ونحو ذلك.
وهل المصلي يجيب المؤذن؟
قيل: يجيبه إذا كان في النفل دون الفرض، وبه قال مالك. [انظر المدونة (1/ 180)].
وقيل: يجيبه مطلقاً سواءً كان في نفل أو فرض، وبه قال بعض المالكية. [انظر المنتقى (1/ 131)] ونقله صاحب الإنصاف وغيره عن شيخ الإسلام ابن تيمية. [انظر الاختيارات ص (39) والإنصاف (1/ 426)].
وقيل: لا يجيبه إن كان يصلي مطلقاً، وبه قال أكثر أهل العلم وهو الصواب. [انظر المغني (2/ 88)، والمنتقى (1/ 131)، والمجموع (3/ 118)] وهو اختيار شيخنا ابن عثيمين [انظر شرح صحيح البخاري الطبعة المصرية (2/ 632)].
الالوكة[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
تعليق