تويت
كلنا يعرف قصة حياة الرسول محمد صل الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء والمرسلين علي وجه الارض، وكيف كانت حياته وكيف عاش يتيماً، وكان صل الله عليه وسلم من أشرف وأنقى السلالات فهو من نسب سيدنا إسماعيل عليه السلام ولد إبراهيم عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام، كان جده عبد المطلب هو من يتولى رعايته ومن بعده عمه أبي طالب، وقد كان صل الله عليه وسلم يعمل بالتجارة، وكان مشهورا بين الجميع بالصدق والأمانة، فكان الجميع يودعون أمانتهم عنده، نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في سن الأربعين، ثم بدأ في دعوة الناس الي عبادة الله عز وجل وكان في بداية الامر يبدأ بالأقربين له، ثم بعد ذلك بدأ بدعوة الناس جميعاً، ومنذ أن عرف الكفار بشان دعوته وهم يكيدون له، فكذبوه مراراً وتكراراً الي جانب التعذيب الذي لاقاه أصحابه والسب له وعداوته، وكانوا يجتمعون للنظر في أمره هو واصحابه كل يوم وكيفية القضاء علي الدين الجديد الذي ظهر، بالإضافة لذلك كانوا يريدون خروجه من مكة وقد كانت أحب الأماكن الي قلبه كما ذكر سيدنا محمد في حديثه المشهور" أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ"، فأمره الله عز وجل بالهجرة من مكة الي المدينة المنورة، وقد اجتبى الله عز وجل واختار له أبو بكر الصديق ليكون مرافقاً له لما علم من صدقه وحبه لله وللرسول فكرمه بهذه الهجرة العظيمة وهذه الرفقة الكريمة.
أسباب هجرة الرسولوخاتم الأنبياء من مكة المكرمة الي المدينة المنورة:
كانت الهجرة النبوية الشريفة في (17 صفر 622م) أي في العام 13 من بدء بعث الوحي عليه صل الله عليه وسلم، وبعدها بدأ العد بالعام الهجري، حيث كان هناك العديد من الصعوبات والانتهاكات التي فعلتها قريش في المسلمين؛ للرجوع الي دينهم ولكن المسلمون ثبتوا على موقفهم وعلى الدين الإسلامي، وكانت من اهم أسباب الهجرة:
- العذاب الشديد الذي وقع على المسلمين في هذا الوقت، وكان الحل لحماية المسلمين واسرهم هي الهجرة.
- بعد لقاء الرسول مع عدد من الخزرج وكان عددهم 6، فعرفوا انه النبي المنتظر لان اليهود كانوا يتوعدوهم به فأمنوا به، وقد وجد الرسول منهم الصدق في مساعدة الرسول في نشر الدعوة الي الإسلام في (يثرب) المدينة المنورة، وقد قاموا بالفعل في نقل أخبار محمد ودينه الي جميع بيوتهم وجيرانهم وقد أسلم عدد كبير وجاء عدد في العام التالي وبايعوه وكانت البيعة الاولي للنبي في العقبة، مما شجع الرسول علي الهجرة.
- عندما قرر الكفار قتل الرسول، للقضاء على الدين الإسلامي، فأمره الله بالهجرة.
- لتوسع في الدعوة الى الإسلام، بعدما كفروا به أهل مكة، فما كان من الرسول الي الدعوة في مكان جديد لنشر الإسلام.
كيف تمت هجرة الرسول وخاتم الأنبياء من مكة المكرمة الي المدينة المنورة:
بعدما اجتمع المشركون في دار الندوة والبحث في قضية محمد وأصحابه، فوسوس الشيطان الي أحدهم بقتل محمد، وذلك عن طريق اتخاذ فتي قوي من كل قبائل العرب (بحيث إذا جاء أهله للأخذ بالثأر فلا يستطيعون فهل يعادون كل القبائل؟ وبالتالي يقومون بدفع الفدية عن الشباب وينتهي الموضوع)، ذلك عند خروجه في الفجر للصلاة، فعلم الله ما في قلوبهم فبعث الي رسوله الكريم ليخبره بما قضوا في أمره، فنام سيدنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله في الفراش مكانه وكان على وقتها شاباً، وقد أوصاه الرسول برد الامانات الي أصحابها، ثم اللحاق بهم.
عندما توجه الشباب الي بيت رسول الله أغشى الله على أعينهم حتى لا يروا الرسول وهو خارج من المنزل، وكان يحث التراب على رؤوسهم ويردد قول الله تعالي من سورة يس العشر أيات الاولي الي قوله تعالي "فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، ثم توجه الرسول الي أبي بكر وتوجها سوياً الي غار ثور، ليقضوا فيه 3 ليال ثم التوجه المدينة المنورة، وكان أبو بكر شديد الخوف علي رسول الله وله العديد من المواقف التي تصف ذلك، وكان دليلهما في الهجرة هو عبد الله بن اريقط. أما عبد الله بن ابي بكر فكان يأتي لهم بالإخبار كل يوم في المساء، وكان عامر بن فهيرة يتبعه بالأغنام ليخفي أثار اقدامه، كما كان يحتلب لهم الأغنام
ويذبحا منها ليأكلا. أما عن أسماء فكانت تأتيهما بالطعام.
والجدير بالذكر أن المسلمين جميعهم هاجروا الي المدينة سراً ماعدا النبي وأبو بكر وعلي بن ابي طالب، وبعض ضعفاء وفقراء المسلمين والمحبوسين، أما عمر بن الخطاب فقد هاجر جهراً، وكان أبو سلمة الاسدي أول من هاجر من المسلمين.
تعليق