الباب.. منه تبدأ الحكاية وتنتهي، فهو يحمل الريح حينًا ويصدها أحيانًا.. هو محطة انتظار القادمين، وزهو أصحاب البيت، في زمن كان للحرفة قيمة وللنقش بهجة. للأبواب حكايات جميلة تبدأ من خطوطها، ونقوشها.. وأقفالها ومفاتيحها، حتى مساميرها الجمالية، وحلقاتها التي يُطرق الباب بها.
طق..طق..
«من عند الباب؟!»
يُفتح الباب على قصص الأجداد، وشغف الأبناء بالتراث والإرث الجميل، ولكن أين هي أبوابنا اليوم؟ هل سُرقت؟ هل أكلتها عثة الخشب وتفتت في أزقة الحواري القديمة لتذرها ريح كانت هي من تسدها؟!
منذ أكثر من عقدين أو ثلاثة من الزمن ومع بيوتهم الإسمنتية، وأبوابهم الحديدية ونوافذ الألومنيوم بدأ الناس يلتفتون للبيت القديم، يحدوهم الحنين إلى بيوت الطين، وأبوابها القديمة. وبما أن الزمن لا يعود لجؤوا إلى محاكاة تلك البيوت بمكوناتها الأساسية من أبواب، وسقوف ونوافذ.. كان الباب دومًا هو الواجهة.. هو الواشي الجميل بالماضي الجميل. وهو المكون التراثي الذي نعتز به في العمران.. هو واجهة البيت.. فحجمه الكبير ونقشه، وجودة خشبه معايير للحكم على أصحاب البيت.
تعليق