• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«السالفة» مصطلح تراثي تغير استخدامه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «السالفة» مصطلح تراثي تغير استخدامه

    لسـالـفـــة طالـــت ولا قـلـــت لــي تــم وبعض الكـلام يبيـخ طعمـه إلى انعـاد

    «السالفة» مصطلح تراثي تغير استخدامه

    في الشتاء يكون للسوالف طابع أجمل


    السالفة هي ذكر قصة، وموضوعها يتعلق بالسابقين والزمن الذي مضى، ومن سلف في الزمن الماضي فقد نحتاج لمن يروي لنا عن أحواله شيئاً، وأما الحاضر فأخبار وقصص وحكايات لها شواهدها الحاضرة عن أناس حاضرين معاصرين، ويطلق على كل قصص وحكايات تقال في المجالس «سوالف» وذلك لتغليب الأكثر، فأكثر ما يروى في المجالس حكايات سبقت ومضى زمنها، وفي الغالب يشتاق الناس لمعرفة الماضي وما جرى فيه أكثر من الحاضر، لغيابه عن الأنظار، ولأن من عرف شيئاً منه أو أدركه يغلب عليه الندرة، وأما الحاضر فإن عموم الناس يعرفونه ولا يحتاجون لمن يستعرض عليهم شيئاً هو في نظرهم معروف.

    والسالفة التي تقال للحضور تأخذ اهتمام المتلقي وتجعله لا ينصرف عنها بأي شيء حوله حتى لا يفوته بعض من تفاصيلها المهمة، ولهذا يرفق القائل بالمتلقي فيعطيه زبدة القول حتى لا يكون طول الترقب والاشتياق مدعاة للملل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    يقول الشاعر:

    السـالـفـة طالــت ولا قـلت لـي تـم

    وبعض الكـلام يبيـخ طعمـه إلى انعــــاد

    يـا كثـر مـا تامـر وأنــا أقـول لك: سم

    واليوم ما قولها ، بس لعنـــاد

    ويقول الشاعر ناصر السحيمي:

    قلت العذر منّك على ما حداني

    حيث أن عقلي سارحٍ في جديده

    قالت: جديدك ؟ قلت: ما الله عطاني

    حب السوالف في خيال النشيدة
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

    ولكل سالفة مناسبة لعرضها ووقت وحضور لإيرادها، فبحسب المناسبة والحضور وكذلك الوقت والهدف منها أيضاً، ففي الأمثال الشعبية «الخبل ما ينسى سالفته» ذم لمن يبقى متمسكاً بالسالفة التي أورد طرفاً منها ثم قطعت، وهنا تكون السالفة أو الحكاية يراد لها إما أن تنتهي أو تختصر، وذلك لأسباب كثيرة أهمها مضمون السالفة وقيمة ذلك المضمون، فقد يكون المتكلم تطرق إلى أمور لا يراد أن تعرض على الحضور، فيقتضي تغيير مسار الحديث، أو أن السالفة ضعيفة مملة أو طويلة والقائل لها لم يجد الطرح، لهذا يفضل الانتقال لموضوع آخر ولكن الخبل «ناقص الفطنة» أو ناقص المعرفة يتمسك بسالفته ويعود لها غير فطن لما يراد منه، والأدب هنا يقتضي التلميح له لا التصريح، والحر بالإشارة يفهم.ولقد أخذ مصطلح «السالفة» بعداً ومعانيَ أخرى في الاستخدام، ولم يعد المقصود به القصة والحكاية أو الرواية التي يستعرض فيها فعل مضى ومواقف حصلت في السابق، بل أصبح يستخدم المصطلح ليدل على الاستفهام عن أي أمر وعن تقصي الخبر وإزالة دهشة وتعجب، فمتى ما رأى أحدهم موقفاً ولم يستطع تحليله أو تعليله وفهمه استفسر قائلاً: «وش السالفة؟»، وعندما يقوم بعض الأفراد بعمل دون خطة ودون دراية يقولون في وصفه «ما عنده سالفة»، والمقصود ليس لديه اتجاه وهدف وليس لديه معرفة بالشيء الذي يقوم بعمله، وقد يقال للشخص: اترك هالسوالف، والمقصود تجنب بعض الطباع التي لا فائدة منها ولا تعود على من يعملها بنبل ورفعة، وهنا يكون المقصود النصح والتوجيه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    يقول الشاعر محمد الشراري:

    اسمع كلامي يافتـى و احفظـه زيـن

    بعض السوالف تضحكـك ما تونسـك

    أحذر خوي له مـع النـاس وجهيـن

    يرميك با اقـرب مشكلـة ما يحسسـك

    وأحذر من اللي خوته بـس يوميـن

    كانه قضى مـن حاجتـه ما يجالسـك

    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق
يعمل...
X