بسم الله الرحمن الرحيم
(( خواطر عاشق ))
(( خواطر عاشق ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
• عند بحثي في موضوع أزموي من الأزمات التي مرت بالعالم خلال الحقبة المنصرمة. استوقفتني مقولة مأثورة للينين الامريكي في عهد الرئيس الامريكي(كينيدي) وذلك عندما وقعت أزمة الصواريخ الكوبية بين الاتحاد السوفيتي سابقاً "روسيا حالياً"، والولايات المتحدة الامريكية وذلك عام (1962م)والتي كادت أن تقع حرب بين الدولتين أو قيام حرب عالمية ثالثة ولكن تم استخدام الطرق الدبلوماسية لحل الأزمة، وقد شكل الرئيس الامريكي(كينيدي) فريق عمل رفيع المستوى لاحتوى تلك الازمة وإيجاد الحلول المناسبة لذلك. ومن ضمن وجهات النظر التي طرحت من قبل ذلك الفريق هذه المقولة للينين الذي يقول(إذا صادفت سكينك شيئاً( صلباً) فلتتراجع.. أما إذا أصابت (عصيدة) فلتتقدم). وقد انحاز الرئيس الأمريكي (كينيدي) الى هذا الرأي لمعرفة العواقب التي ستقع لو أستخدمت القوة في تلك الأزمة. وقد أستوقفتني كلمة(عصيدة) كثيراً لأنني كنت أتوقع أن هذه الكلمة هي كلمه عامية تتداول لدينا فقط. • وعندما تمعنت في ذلك وجدت أن الكلام صحيح, وهذا ينطبق على كثير من جوانب الحياةمثل:
• عندماتقع الأزمات بين الدول تٌدرس تلك الأزمات لتعرف عدوك هل هو صلب وإلاهو (عصيدة)حتى تستطيع مقابلته أم لا؟ أم إنك تقدم تنازلات في سبيل عدم المواجهة خشية العواقب، وتفاقم الأزمة أو حدوث مالاتحمد عقباه اذا وقعت تلك الازمة.
• عندما تقع الخلافات بين الأفراد كذلك تجد أن الشخص يتأكد من هو الشخص الذي أمامه هل هوصلب فيتراجع أم هو (عصيدة) فيلتهمه ويمثل به اشنع تمثيل.
• كذلك المجتمعات عندما تغزوها الأفكار الهدامة وتكون صلبة قوية متماسكة متعاونة تربطها أواصر الدين، والقيم، والأخلاق، والتعاون، والتكاتف، وحب الخير للغير، والايثار على النفس يكون من الصعوبة الوصول إليها،ولكن عندما تكون هشة متفرقة، ضعيفة، لينة مثل (العصيدة) يستطيع الأعداء والحاقدين والمرجفين أكلها، والتهامها، والعبث بهاوتشكيلها كما يريدون.
• كذلك الأسرة وهي الأساس في المجتمع اذا كانت صلبة متماسكة ذات دين، وقيم، واخلاق، ومعاني سامية فلن يستطيع أحد الوصول إليها وان كانت خاوية هزيلة ليس بينها أواصر قوية تربطها، وتحافظ عليها وصارت (كالعصيدة) فقد سهل أكلها وتشتيتها، وبهذا يتم هدم المجتمع الذي تنتمي الية تلك الأسرة.
• فحذاري ثم حذاري أيها الكرماء، الفضلاء، أبناء هذهالبلاد المباركة بأذن الله تعالى، أن نتخلى عن ديننا، وقيمنا، واخلاقنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، في زمن العولمة، وماأدراك ماالعولمة، وزمن التقنية، ووسائل التواصل الاجتماعي،والانفلات نحو المتغيرات المتسارعة التي لم يكن لها مثيل في تاريخ البشرية. فنصبح(عصيدة)يسهل أكلها والتهامها، ومن ثم لايفيد الندم والحسرة وكلمة ( ياليت) التي لاتنفع حين وقوع الشيء الغير مأمول وعلى كل الاصعدة وجوانب الحياة المختلفة.
• حفظ الله هذه البلاد المقدسة، واعزها بدينها، وولاة أمرها، ورجالها، وعلمائها، ومشايخها، وشبابها النجباء الذين هم عمادها وسؤددها، وتقدمها، ورفعتها بين الأمم. والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.
بقلم/شايح عبدالله محمد القرني
تعليق