تويت
((ماذا اصاب شبابنا وشاباتنا))
بقلم / العميد الركن المتقاعد / شائح عبدالله محمد القرني
طالب الدراسات العليا بجامعة نايف العربيه ، كلية العلوم الاستراتيجية قسم الدراسات الاستراتيجية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت مسافرا استوقفني موقف في أحد مطاراتنا الدولية إلى وجهة ( ما ) فقد رأيت من الفتيان
والفتيات السعوديين الذين يعملون في المطار وكذلك المسافرين مناظر تقشعر منها الجلود و تشمئز منها النفوس وخصوصا الفتيات ثم قلت في قرارة نفسي ، ((ماذا اصاب شبابنا وشاباتنا )) فأن قلت إن الدين والخوف من الله قد ضعف في القلوب عند هؤلاء الفتيان والفتيات ، فأين الحياء والحشمة ، وأين التربية ، والقيم ، والأخلاق التي تميز المواطن والمواطنة ، والشاب والشابة السعوديين عن غيرهم من شعوب العالم والتي ربانا عليها ديننا الحنيف ،
وآبائنا ، وأمهاتنا ومجتمعنا المحافظ الأبي الذي هو محط أنظار العالم قاطبة
ولفت انتباهي كذلك ان هناك شباب وشابات يلبسن ملابس غيرلائقة و قصات غريبة بل هناك شباب رجال يلبسون السلاسل
والاساور ، والخلاخل وأمام الآباء والأمهات ، والأصدقاء ، والأقارب وكأن الأمر عادي ولا ينكرعليهم أحد.
ومن هذا كله يتسأل الواحد منا أحياناً من (( المستهدف منا )) من قبل الأعداء الذين يكيدون لنا ويسعون في الانتقام منا ،
هل هم يريدوننا ((نحن)) ام انهم يريدون(( ديننا وعقيدتنا ))
قال تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )(120)البقرة
َ وهل هذا هو التطور والتقدم الذي نبحث عنه ونتطلع إلى تحقيقه مع الرؤية ( 2030 ) أم هو ما تريده الاعداء منا ،
أم هي وسائل التواصل اإلجتماعي التي غزتنا ، ودمرت الصغير ، والكبير ، والشباب ، والشابات ، ثم نلاحظ عدم الإنكار على هؤلاء وتصرفاتهم وعدم الأخذ على ايديهم وتوجيههم إلى الطريق و المسار الصحيح من الثقات ، والعقلاء من الذين يخافون عواقب الأمور والمعاصي التي تؤدي إلى هلاك الأمة ودمارها .
قال الله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) (110) سورة آل عمران .
نعم أنه توجيه الرب سبحانه وتعالى ، وهو واضح وجلي انالأعداء هدفهم هو( الدين والعقيدة) التي تحملها
أنت أيها المسلم وقد أعزنا الله بهذا الدين ، ونحن من تركه وتخاذلنا عنه ، فخذلنا الله وأذلنا من أعدائنا ، وحان الوقت لنا
ان نعود إلى الله تعالى ولا نترك مجال للأعداء ان يتربصوا بنا ، ولا نتوقع ان التقدم والتطور في ترك الدين ، بل التمسك به هو الرقي ، والإبداع ، والتميز ، والتقدم يقول الشاعر :
" إذا كان ترك الدين يعني تقدما
فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي "
فحري بنا مراجعة الذات ومعرفة أهداف أعداء الدين وماذا يريدون وما هو هدفهم الذي من أجله يجندون كل شيء
لكي يتحقق لهم ما يرنون إليه ويسعون لتحقيقه منا كمسلمين .
وختاما نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة وان يصلح شبابنا و شابتنا وان يرد كيد الاعداء في نحورهم وان يجعلنا
ممن يخاف الله في السر والعلن .
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
تعليق