اليوم الوطني (89) للمملكة العربية السعودية
السابع عشر من جمادى الأولى للعام 1351هـ، وقف التاريخ مذهولًا يسجل نقطة تحوّل غيرت مستقبل الشرق الأوسط وموازينه، وذلك بإعلان الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود اسم الدولة إلى المملكة العربية السعودية، وبالتالي بدأ عهد جديد لأهل جزيرة العرب تحت راية التوحيد، وأصبحت حقيقة بعد مسيرة كفاح ملك عادل راشد.
هذه المسيرة شهد لها القاصي والداني، والعدو قبل الصديق، عطاء وإيمان وسواعد بناءة، تشيّد بحكمة مليكها وبتوفيق من الله صروحًا وإنجازات، ليخلّدها التاريخ.
اختار الملك عبد العزيز منذ بدء إعلان الدولة يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام الوطن الغالي المملكة العربية السعودية
ومنذ ذلك الحين تحتفل المملكة بهذا اليوم من كلّ عام، وتشهد كافة مناطقها وقطاعاتها المختلفة مظاهر الاحتفالات المتنوعة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن أبناء الملك عبدالعزيز، سعود، فيصل، خالد، فهد، عبد الله، ملوك المملكة العربية السعودية رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء، وصولاً إلى العهد الزاهر الزاخر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، باتت تقارع بل وتفوق كل الأمم رفعةً وازدهارًا ، من خلال أطلق الأمير محمد بن سلمان مشروع رؤية المملكة 2030 وهي خطة اقتصادية اجتماعية ثقافية سياسية شاملة للمملكة العربية السعودية تؤسس لدخول المملكة إلى عصر جديد.
في هذا اليوم الذي يزهو به العالم أجمع وليست المملكة وحدها، يقف الفخر ليؤدي تحية إجلال وإكبار لهذا الوطن الشامخ بملوكه وأهله وصروحه وإنجازاته، إنها قلب العالم وأقدس بقاع الأرض.
هنا تتجه الأرواح وتعلو الحناجر والهامات ترمق الأخضر، "راية لا إله إلا الله محمد رسول الله"، تمجد خالق السماء وتحمده على نعمائه. وتردد:
مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ.
بعد 89 عامًا يحتفل كل سعودي بهذا اليوم، ليس كمناسبة عابرة أو تقليد موروث، إنه ارتباط بينهم وبين تلك اللحظة التي أصبح لهم كيان موحّد، لم يشهد له التاريخ الحديث والمعاصر مثيل، فهنيئا لك أيها الوطن وهنيئًا لأبنائك هذا اليوم المجيد.
د.سعد بن سعيد القرني
جامعة الإمام محمد بن سعود
تعليق