بسم الله الرحمن الرحيم
((لكل مقام مقال ولكل حدث حديث))
بقلم/العميد الركن المتقاعد/شائح عبدالله آل شائح القرني
طالب الدراسات العليا بكلية العلوم الاستراتيجية / قسم الدراسات الاستراتيجية، بجامعة نايف العربية،
والمستشار للمجلس التنسيقي لحجاج الداخل بوزارة الحج والعمرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,,
نعم أيها الأحباب الكرام في مشارق الأرض، ومغاربها، إنه حدث غَيّر في موازين القوى في العالم قاطبة، كيف لا ونحن نشاهد ما يحدث في هذا العالم المترامي الأطراف وما وصل إليه من تقدم وحضارة، وصناعة، وتكنولوجيا، وصعود للقمر، والصواريخ العابرة للقارات، والطائرات العملاقة الحربية منها والمدنية، والجبروت، والطغيان، والتنافس المحموم في جميع مجالات الحياة، والفساد والمنكرات ومحاربة الله ورسوله والإسلام في كل زمان و مكان.
قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون}[الروم:41]
نعم إنه كلام الله عز وجل والله جل في علاه له حكمة بالغة في كل شيء فهو يُمهل ولا يُهمل ويرى ما لا نرى وهو الحكيم العليم. جلت قدرته وجبروته.
وقال الله تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُون}[النحل:53]
نعم أن كل تلك النعم هي من الله ولكن البشر أستخدموا تلك النعم في غير طاعة الله تعالى، وهنا أقول ((إن لكل مقام مقال))، والمقال هنا لا يعني أن العالم والبشرية لم يَمّسها ضَرّ قبل مرض كورونا أو مايسمى ((بفايروس كوفد19 - COVID-19)) بل مَرّ على البشرية، ويلات وويلات وحروب وأمراض، وفياضانات، وصراعات، تجرعتها وتنفست أجوائها، ومرت وكأنها لم تمر بتلك الأزمة ثم نسيت وتناست حتى أتى أمر الله عز وجل، ومن تلك الأزمات والويلات الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، وغيرها من النكبات التي مرت بالعالم أجمع وبعدها تغيرت موازين القوى في العالم منذوا نهاية الحرب العالمية الثانية عام((1945)) ، وبالمناسبة وكما تطرقت في عنوان هذا المقال ((لكل حدث حديث)) كنت أنا وأحد الأبناء قبل فترة قصيرة من الزمن نتجاذب أطراف الحديث ونتحدث عما يحصل بالعالم بشكلٍ عام وما يحدث في العالم العربي والإسلامي بشكلٍ خاص وما وصلت إليه الأمور من تجاوزات وحروب وصراعات، وانتهاك لحرمات الله عز وجل، والخروج عن الطريق، وتجاوز الخطوط الحمراء التي أمرنا بها الله عز وجل ونبيه الكريم في القرآن والسنة المطهرة، فكنت أقول سترى يا بني سنة الله في خلقه، والله هو من يرث الأرض ومن عليها وسينصر الإسلام والمسلمين ويذل الله الشرك والمشركين، وهذا إيمان ويقين بأن الله هو من وعد بذلك، فلماذا الخوف والهلع ألسنا بمؤمنين بأن الله هو منجي المؤمنين.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين}[الروم:47]
نعم أن الله نصر المؤمنين، بجند من جنوده، لايرى بالعين المجردة، فعطل به الجبابرة والمُلحدين، والطغاة، والمفسدين، فها نحن اليوم لا نرى منهم أحداً، بل ظهر أهل العلم والعلماء والمشايخ والفقهاء والمربين والمثقفين الأتقياء الفضلاء النبلاء الكرماء، الذين وهبوا أنفسهم فداءً لهذا الدين، والملك، والوطن.
والذين كانوا يحتقرون في أوقات مضت مع المغنيين والمطربين والمشاهير وأصحاب الملايين والفُكاهات والنكات، والمرجفين في الأرض من التافهين، والتافهات.
فالحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وله الحمد في الأولى وعند المعاد
ونسأل الله أن يرفع هذا البلاء عن البلاد والعباد وأن ينصر الإسلام والمسلمين في أرجأ المعمورة
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
تعليق