اللية الرابعة
طرد الافكار الشوارد كطرد الهواء في الجو ، والامساك بإحداهن كالامساك بالماء بين الاصابع ، واصعب من هذا وذاك حين تُمسك بالفكرة كيف تعالج الفكرة .!.وهذا هو حالي مع الفكرة :: فالأفكار كثيرة كُثر الدبا وهي منتشرة إنتشار الجراد ، وعند إنهمار سيل الكلمات تحسبه إنفجار بحـر .
ويبقى من يحاول أن يعالج فكرة مـا في حرب شعواء فخوض حرب الكلمات لايقل عن نزال حرب الافكار ، بل ان بعض الافكار أعتى ضراوة واشد فتكا .
فإذا اردنا تقريب صورة بعيدة المدى من خلال منضار ضيق وعبر نفق مظلم مسالكه شائكة ــ فلابد لنا إذاَ أن نتخيل / كثرة الافكار وسعة رقعة الانتشار، وصعوبة الامسكاك بواحدة ، ثــم وبعد الظفر بها هل كانت تستحق تلك المجازفة ، واذا كانت كذلك فكيف نقنع الاخرين بأن ماعرضناه من غنيمة حرب يرقى الى إرضاء ذي لب رشيد ، أو قبول صاحب قلب قاسي .
كل السلع تستطيع ان تأتي بها الى السوق ، ولكل سلعة زبون مهما قل ثمنها أو كثر ، ومهما طال مكوث السلعة على ارفف العرض فإن لها طالبٌ لابد أن يأتي ولو بعد حين ، حتى بعد انتهاء صلاحية السلعة تبقى صالحة للأستعمال والتدوير ، وتبقى الاستفادة منها واردة في وقت آخر ولغرض آخر .!
كل هذا جميل ويجعل كل التجار في حل من وزر وتبعات ( الربح والخسارة والتصريف والتعويض ) ولكن هناك تاجر مستثنى من تلك القاعدة وهناك سلعة مستثناة من هذا النظام ... ألا وهما تاجر الافكار وسلعة الفكرة ... فإما القبول التام أو الرفض التام .!
ولــهذا كانت الفكرة التي تحضى بـ 51 % صوتاً كأنها حصلت على 100 % من الاصوات ، والفكرة التي تحصل على 49 % كأنها حصلت على ( صفر ) مع ان الفرق بينهما شعره أو ( فركة كعب ) ..!..
وهذا يعطينا قاعدة صريحة أن تسويق الافكار فيه مخاطرة ومغامرة ومجازفة ، وأحياناَ قص رقبة.
... وأخيرا وفي هذا اليوم ( الفضيل الحزين ) أوصي نفسي وإياكم بالاكثار من الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والاكثار من الدعاء بأن يكشف الله البلاء عنا وعن الناس أجمعين .
( اوران )
تعليق