اللية العاشرة
الانسان ( المزاجي ) مشكلة كبيرة بشخصه ، على نفسه وعلى الاخرين ، وخاصة اللصيقين به ممن ليس لهم بدٌ من الحياة معه ـــــ وحتى لا نخلط الاوراق : فلابد أن نفرق بين الشخص المزاجي وبين ذلك الذي طبعه وجبلته غضوب او زعول أو حتى جاهل ، فالناس لايزالون مختلفين ــــ .. وكلنا نماس المزاجية بصورة او بأخرى ، ولكن ليــس على إطلاقها .
.. وإنمــا ما أعنيه هنا ــ هو من يرغب الى حد الإلزام بأن تمشي كل الامور على ( مزاجه ) زينه وإلا شينه ، المهم ارادته وهواه ،، ولابد أنه سيد المواقف وصاحب الامر والنهي في كل شاردة وواردة ، وقد يتغاضى ويتماهى بعضهم في مسايرته ‘ إما مرغمين مثل أهله وابناءه أو من تحت ادارته كأن يكون مديرا أو رئيسا ،، او مجاملين مثل أصحابه ورفاقه .!
وقــد يصبر الناس عليه بعض الوقت ، او في بعض المواقف ، ولكن ليس على طول الدرب أو في كل موقف .. ومن حق من حوله أياً كانت درجة القرابة معه أن يقول له أحدهم( كفى ــ الى هنا ) وعليك التوقف ... إن الاستمرار في مداراة صاحب المزاج مصيبة ، عليه أولاً ، وعلى من حوله ثانيا ، فأما مايخصه فالامر هين وسيقتصر الضرر عليه ، ولا ضير في أن ( يصافق برأسه ذات اليمن وذات الشمال حتى يصحصح أو يطحطح ).!
...... ولكن المصيبة هي الاضرار التي تلحق بالاخرين من جراء مزاجيته وبالذات اذا كان مزاجه ( عكر )... طيب ؟ ماذنب الناس أن يلحقهم الضرر بهذه التصرف ، وماذنب الابن والزوجة أو الاخ والاخت ، أو العمال والخدم .أو حتى من يمشون معه في الشارع من خلق الله !
أن بعض المزاجيين اتيحت لهم الفرصة تلو الفرصة إما خوفا منهم أو مجاملة لهم ، أو ربما عدم اكتراث لما يقومون به ، حتى أستمرأوا العبث بمشاعر الاخرين ، واستملحوا هذا الطبع ( النرجسي المعقد ) ...!
وبما أن للتنشأة دور كبير في مثل هذه الحالات ، فعلينا أن نخفف من جرعات الدلع والتدليل للأبناء والبنات منذ الصغر ، فالحياة صعبة جداً اذا انطلقوا فيها وتعافسوا معها مستقبلا بمفردهم ،، والخشية من أن ردات الفعل عند المجتمع لمثل هذا السلوك ، سوف تكون قاسية جدا الى حد الخيبـة ، ولات ساعة مندمِ .!.
.. هــذا ولا خيب الله لكم أملاً ، ولا كسر لأحبائكم خاطراً .... وغداً قـــد نلتقي ..
( اوران )
تعليق