الليلة الحادية عشرة
هكذا هي الدنيا وهذه هي الحياة ، فالأزمات التي يمــر بها العالم بين الحين والاخر ، سواء على المستوى الفردي او الجماعي ، إنما هي محطات في المسيرة الدنيوية ، وهي ضربات قاسية كانت أو لينة ، موجعة أو خفيفة .. وهذه الازمات تعتبر إما منبهات من غفلة أو تحذيرات من خطر ، او حتى اشارة الى وجوب أعادة التفكير والتموضع في مسيرة البشر افرادا وجماعات .
وما دام أن مداهمات الازمات ورغم ما يواكبها من الهلع والذعر والالم والبؤس ، لكنه لم يصل الى حد الهلكة الكلية التي لا تكون إلا بالنفخة في الصور ،، إذاً / فليس هناك ما يدعو الى الجزع فالحياة باقية .! أكنت انا وأنت ممن يدب على أديم الارض أو كان سوانا ممن هم أكبر أو اصغر منا .
... إن اول أزمة أذهلت عقول الكثير منا منذ عقودٍ خلت كانت أزمة الغزو العراقي للكويت ، فلم تكن تخطر على بال أهل الدراية والمعرفة ، فضلا عن عامة الناس ، وعاش الناس خلالها متسائلين ومترقبين لما قد تنتهي عليه ، والى ما تؤول الامور ، فالقضية كانت قضية نكون او لا نكون ....... وبصراحة فإنني لم أحرص على الحياة كحرصي تلك الفترة ،، وكنت اتمنى أن لا اموت حتى اعرف ماذا ستنتهي اليه تلك الازمة ... ولكنها عدت بحرب أعاد الحق لأصحابه ثم أعقبه سلام .
والعديد من الازمات سواء على المستوى الدولى او المحلي أو حتى مستوى الفرد والجماعة ، فأول ما تقدح شرارة الحدث يختلف الناس في استقباله او النظر اليه، فمنهم من يرى الازمات كالليل البهيم حالك السواد ، ومنهم من يراها كالبحر الهائج ، وآخرون يرونها كسحائب الصيف ، وقس على هذه الرؤى كيفية التعامل معها والتعايش مع معطياتها ، من حيث الاهتمام والمجابهة ، أو اللامبالاة والاستسلام ، الى أن ينجلى الغمام وتتبدد الاوهام .
وما أزمة كورونا إلا كسابقاتها من الازمات ، تصول وتجول وفي النهاية تزول ، ولو ان زوالها يكون بزوال أنفس وتغير مفاهيم وتبدل قناعات ، المهم أن الحياة مستمرة بشكل أو بآخر ، وعلى العالم أذا خرج من نفق أن لا يطفيء الانوار استعدادا لدخول نفق آخر ،، ومن يرسو مركبه على الشاطيء فلا يخلع ألواحه مباشرة ، فلربما يعود الى مركبه قبل أن تستقر كلتا قدميه على اليابسة ..
ثـم إن ما يجري على الدول والشعوب مجتمعة ، يجري أيضاَ على الانسان منفرداً ، علم بحاله وأزمـاتـه من علم وجهل من جهل .
.... هذا ، ولنكثر جميعاُ في هذا اليوم المبارك من الصلاة على الشافع المشفع صلى الله عليه وسلم ..
...... وغداُ قــد نلتفي ..
اوران .......
تعليق