الليلة الثالثة عشرة
مهما حصل بين أعضاء الاسرة من شقاق أو نزاع أو هجر وتدابر ، إلا أنها تبقى جزء متين لا يمكن أن تفككه أي قوة خارجية ، وإن بدت في بعض المواقف الاستثنائية وكأنها متصادمة بفعل تغليب المصالح الشخصية التي يغلب عليها طابع ( الأنـا ) فهي في الحقيقة متحدة بالمشاعر الوجدانية ، والتجاذبات الروحية ..!.. والأخت ــ مهما كان مستواها أو عمرها أو بعدها عن الاسرة ، تبقى هي العضو الاقوى روحياً في تشكيلة الاسرة ،، ويندر أن تجد الاخت تكون في موقع العقوق داخل الاسرة بأي شكل من الاشكال ، مثلما قد يحصل من أي عضو آخر من اعضاء الاسرة مهما كانت درجته أو مدى تأثيرة ... وإن حدث أن خالفت الاخت هذا النمط ( الاخوي الانثوي ) فهذا يكون في حالات نادرة ، وربما تكون قد وصلت الى درجة شديدة من التعرض للظلم والقهر ولم تستطع معه الاستمرار في التحمل والتجمل .
إن الاخت هي همزة الوصل والاتصال بين اجزاء الاسرة ، بل هي ( دينمو ) التشغيل والايقاف في عملية محركات الاسرة ،، الاخت تكون أماً حيناً وأباً حيناً وأخا حيناً وصديقاً ، وهي الخادمة والطباخة ، وهي (عريف الفصيل وضابط الخفر في آن واحد ) هي المستشارة الثقة والناصحة الامينة ـــ وهي أيضاً من ينشر غسيل أي عضو في الاسرة اذا طقت في رأسها ..!
... ومن اجل أن تمارس الاخت أخوتها على ارض الواقع فإنها تتحكم في الاب والام والاخوة والاخوات ، بل ويتعدى نفوذها الى أن يصل الى الجد والجدة والعم والخال ، وربما الى ابعد من ذلك بكثير .
بإختصار الاخت في الاسرة هي ( كل الاسرة ) .. ومهما تفرعن أي عضو داخل هذا الكيان المعقد ، فإنه امام الاخت يتضائل حتى يصبح كالحمل الوديع ،، لأنه يعرف جيداُ بأن زمام الامور في يدها ، وليس من احد من الاعضاء قلوا او كثروا علوا او نزلوا إلا وخطام خشمه بيدها.
ومن أكبر الدلائل على هذه الحقيقة أن الاخت اذا ارادت أن يعاقب أحد اعضاء الاسرة ولو من غير ذنب ، فإنه يعاقب دون أدنى شك ، واذا ارادت ان تغطي على تجاوزاته فإنها تستطيع ذلك بكل بساطه .!
.... الاخت شيء عظيم في عالم الاخوة وشيء أعظم في محيط الاسرة ، وهي في هذه المملكة الصغيرة إما أن تكون ملكة أو أميرة ... وفي كلا الحالين فما للجميع بدٌ من من اشهار تعظيم السلام في كل وقت وعلى أي حال ، أجلالا لمقام الاخت وخضوعاً لهيمنتها على البلاط الاسري ... ولم تحظى الاخت بهذه المنزلة ، إلا عن جدارة واستحقاق ، بعملها أولاً وبصدق اخوتها ومشاعرها ثانيا.!
فلله در الاخت ولتعش الاخت ولتحيا الاخت ، وليسقط كل من يعادي الاخت أو يتجرأ على مس شعره من شعر رأسها ، أو ينوي أن يدوس على طرف ظلها ..!
.... اللهم ارحم من مات من اخواتنا واحفظ اللهم وأسعد من منهن على قيد الحياه ... هـذا وغــدا قـــد نلتقي .
( اوران )
تعليق