الليلة الخامسة عشرة
( ... اللي تجرد فواده من ثياب القنوع
......... لو يارد على المحيط الاطلسي ما روا ... )
( ... اللي تجرد فواده من ثياب القنوع
......... لو يارد على المحيط الاطلسي ما روا ... )
نعم والله ، هذا البيت يغني عن كثير من المواعظ ، أختصر الشاعر مايمكن ان يكون في خطبة بليغة أو موعظة طويلة ، فكان أبلغ في التأثير على النفوس ، وأسرع في الصول الى القلوب .!
فإذا خلع الانسان ثوب القناعة من على عاتقه ، ونزع من قلبه ثمرة الرضا ، وابدلها بحب الاستحواذ على كل ما تتوق له النفس وتطمع فيه ... فلا غرابة أن يبقى في سعي دائماً ( مابين طارد ومطرود ) وياليته يعود ببعض مسرة او شيء من مغنم .. ولكنه في الغالب لا يعود إلا بخفي حنين .
... مهما تذوقت من انواع الشهد ، وشربت من ماء الزلال ، وتنعمت بمختلف النعم ، وتقلبت على فرش من ديباج وأغطية من حرير .. ومهما كثرت عندك وحولك وسائل الرفاهية ولوازم العيش الرغيد .... فإن كل ذلــك لايجدي نفعاً ،، ولا يسمن أو يغني من جوع مادام أن فؤادك مسلوب القناعة ، ونفسك عديمة الرضا .
هذا ـــ عن هذا البيت الشعري الشعبي (الديوان )... فما ذا عن القائل ـــ إنه الاديب الاريب والشاعر المقتدر ، والخطيب المفوه ، صاحب الصوت الرخيم والحرف المجلجل . الاستاذ القدير/ علي ال غرم القرني .
هذا الرجل لم يقتصر علمه وعمله على الشعر بشقيه الفصيح والنبطي .. وان كان شرق وغرب في فنونه حتى بلغ الافاق ، فحصد الجوائز ونال الرتب ، وخطف الابصار حتى اصبح ذا قدم ثابت في صف المميزين من ابناء الوطن ، ومثل ما له في الانتاج الفكري ، فإن له في العمل النفعي للمجتمع مالا يعرفه الكثير من جمهوره العريض .
وفي الحقيقة أنني لن آتي على كل مناقب هذا الرجل أو غيره من الافياء وأهل العطاء في مجتمعنا . ولذلك أتخوف من الاخفاق في الاحاطة بكل جميل لديهم أو حتى ببعض الجميل ، فآثر الاحجام عن القول فيهم ، فقط / نفخر بهم ونكتفي بالدعاء لهم .
... هـذا وغــدا قـــد نلتقي ...
( اوران )
تعليق