الليلة الثامنة عشرة
في باب النقد والانتقاد ،، نحن العرب اسياد هذا المنهج بلا منازع ، جُبلنا على الجلد حتى صار طبعا فينا ، نجلد الاهل والاقارب والاغراب والمعارف ، ونجلد المسؤل والمواطن والمشفى والطبيب والمدرسة والمعلم والمركب والطريق .. المسلم والكافر في الجلد لدينا سواء ، جلدنا حتى الهواء في جو السماء حتى كاد أن يعز علينا بالهواء النقي ، لافرق لدينا بين الحسن والسيء وبين الخطأ والتعمد ، ولا حتى بين من يخطيء مره واحدة وبين من يخطيء ألف مـرة .وأصبحت كلمات النقد وعباراته سهلة جداً وهي في متناول الجميع صغيرا وكبيرا ، عالما أوجاهلا ، ولكثرة ترديدها تعودنا عليها وكأنها منهج حياة ولغة تعبير ، وطبعاً لا يصح التعميم في هذا القضية او اي قضية اخرى ، فهناك استثناء محل التقدير والاقتداء ، ولكن لكثرة ما نقول ويقال لنا ، نعتقد بأن هذا هو السائد بين العرب من المحيط الى الخليج .
الكثير منا اذا اراد ان يعبر عن شعوره تجاه شيء ما ، لا يستطيع إلا من خلال لغة النقد ، فيأتي بكل معاني السيء والاسوأ والقبيح والاقبح والرديء والاردى .. ومع خطورة هذه الاساليب إلا أننا نعتبرها أمور عادية لا يمكن أن تؤثر في علاقاتنا مع انفسنا ومع الاخرين .
في حين ان هناك من الطرق الكثيرة والاساليب المتعددة ما يمكن ان ننتهجها في تعاملنا من الاشياء من حولنا حياً او جمادا ... ثم أن هناك بعض الاشياء التي يكون الانتقاد لها بالصورة السلبية المعتادة يأتي بنتائج عكسية وفي بعض الاحيان عنيفة جدا جدا .
ومن هذه السلبيات توجيه الانتقاد واللوم والعقاب ، ويكون ذلك ــ بالكلمات الجارحة ــ وبالاستهزاء ــ والضرب والتعنيف ، و و و .. ــ ومن يقل أنه لم يمارس هذه الاشياء ضد أحد ، أو أنها لم تُمارس ضده في مرحلة من مراحل حياته ، فهو ليس عربي قح ، أو انه يعيش في كوكب آخر ويزورنا فقط في الاحلام .
... أما من يتسائل متى تختفي هذه السلوكيات وتزول هذه الطبايع من بيننا ، ومتى نرتقي في تعاملاتنا مع بعضنا البعض ،، فالجواب / لا أدري .....!
هذا والسلام ،، وغدا قــد نلتقي ..... وصلوا على النبي ..
( أوران )
تعليق