• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ

    ﴿ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ

    قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ * بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ * إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 35 - 39].

    أولًا: سبب النزول:
    قال القرطبي: ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب عند موته واجتماع قريش: قولوا لا إله إلا الله، تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم، أبوا وأنفوا من ذلك؛ وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: أنزل الله تعالى في كتابه، فذكر قومًا استكبروا، فقال: إنهم كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله، يستكبرون، وقال تعالى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ﴾ [الفتح: 26]، وهي (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، استكبر عنها المشركون يوم الحديبية يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية المدة.

    وذكر المفسرون: أن موقف المشركين ممن يدعوهم إلى الإيمان أنهم كانوا يقولون، كما في الآية: ﴿ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾؛ أي: ويقولون باستهزاء وغرور لمن دعاهم إلى الإيمان، وإلى قول: لا إله إلا الله، يقولون له: أتدعونا إلى أن نترك ما عليه آباؤنا وأجدادنا من عقائد وأفعال، وإلى أن نتبع ما جاءنا به هذا الشاعر المجنون، ويعنون به - وحاشاه - رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله تعالى لهدايتهم.

    ثانيًا: تضمَّن سبب النزول ذكر جريمتين عظيمتين وقع فيها المشركون في حق الله تعالى، وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى لهدايتهم، ونصَّ الله تعالى فيها كتابه عظة لغيرهم، وردًّا على باطلهم:
    الأولى: أنهم كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله، يستكبرون، ولم يذكر من هو القائل لهم الناصح المشفق عليهم؛ أي: إنهم يردون بهذا الرد المليء بالكبر والاستعلاء على مَن دعاهم إلى التوحيد، حتى ولو كان القائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    الثانية: أنهم كان قد وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بصفتين لا تليقان به، وهم يعلمون أنهم يكذبون في وصفهم إياه بذلك، فكانوا يَقُولُونَ لمن نصحهم: ﴿ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ [الصافات: 36].

    ثالثًا: جاء الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والرد على المشركين حول ذينك الوصفين المفترَين، وتوعدهم وبيان مآلهم في الآخرة، وهو العذاب الأليم، إن لم يتوبوا عن غيهم وضلالهم.

    والآن سنذكر ما تحتويه الآية المعاني المحكمة التي تدل على عناية الله بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم:
    1- قوله تعالى: ﴿ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴾؛ أي: ليس الرسول صلى الله عليه وسلم شاعرًا أو مجنونًا، كما زعمتم - أيها الجاهلون - بل هو رسول صادق فيما يبلغه عن ربه، وقد جاءكم بالحق، وهو دين التوحيد الذي دعا إليه جميع الرسل، فكان مصدقًا لهم في الدعوة إليه، فكيف تزعمون أنه شاعر مجنون؟

    قال ابن عاشور: قوله تعالى: ﴿ بل جاءَ بالحقِّ ﴾، مثبتًا لكون الرسول على غير ما وصفوه إثباتًا بالبينة، وأتبع ذلك بتذكيرهم بأنه ما جاء إلا بمثل ما جاءت به الرسل من قَبله، فكان الإِنصاف أن يلحقوه بالفريق الذي شابههم دون فريق الشعراء أو المجانين،وتصديق المرسلين يجمع ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إجمالًا وتفصيلًا.

    وقال السعدي: ﴿ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴾؛ أي: ومجيئه صدق المرسلين، فلولا مجيئه وإرساله لم يكن الرسل صادقين، فهو آية ومعجزة لكل رسول قبله؛ لأنهم أخبروا به وبشروا، وأخذ الله عليهم العهد والميثاق، لئن جاءهم، ليؤمنن به ولينصرنه، وأخذوا ذلك على أُممهم، فلما جاء ظهر صدق الرسل الذين قبله، وتبيَّن كذب مَن خالفهم، فلو قدر عدم مجيئه، وهم قد أخبروا به، لكان ذلك قادحًا في صدقهم، وصدق أيضًا المرسلين بأن جاء بما جاؤوا به، ودعا إلى ما دعوا إليه، وآمَن بهم، وأخبر بصحة رسالتهم ونبوتهم وشرعهم.

    2- قوله تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ﴾؛ قال الطبري رحمه الله تعالى: "يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين من أهل مكة، القائلين لمحمد: شاعر مجنون، (إنَّكُمْ) أيها المشركون (لَذَائِقُو الْعَذَابِ الألِيم) الموجع في الآخرة".

    3- قوله تعالى: ﴿ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: ولَما وصف عذابهم بأنه أليم، عُطف عليه إخبارهم بأن ذلك المقدار لا حيف عليهم فيه؛ لأنه على وفاق أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا من آثار الشرك، والحَظ الأكبر من ذلك الجزاءِ هو حظ الشرك، ولكن كُني عن الشرك بأعمالهم، وأما هو فهو أمر اعتقادي، وفي هذا دليل على أن الكفار مجازَوْن على أعمالهم السيئة من الأقوال والأعمال كتمجيد آلهتهم والدعاءِ لها، وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وأذاه وأذى المؤمنين، وقولِهم في أصنامهم: إنهم شفعاء عند الله، وفي الملائكة إنهم بنات الله، ومن قتل الأنفس والغارة على الأموال، ووأد البنات والزنا، فإن ذلك كله مما يزيدهم عذابًا.




    الألوكة

  • #2
    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
    احترامي وتقديري

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم ونفع بكم

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك
            وبورك في جهودك الطيب
            ووفقك الرحمن لكل خير
            ولا حرمك الله الاجر والثواب





            تعليق


            • #7
              بارك الله في الجهود



              عشت ياموقع بلقرن

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيرا

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
                  احترامي وتقديري

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ً
                    وجعله فى ميزان حسناتك

                    تعليق


                    • #11
                      في ميزان اعمالك
                      بارك الله فييك

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيكم
                        على جميل طرحكم واختياركم لنا هذا الموضوع
                        نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم



                        مركز الخليج

                        تعليق

                        يعمل...
                        X