الليلة التاسعة عشرة
الوقت أو هذا الزمن المتعاقب لحظة بلحظة ، والذي يظل يسير ويسر ويتعاقب آنا الليل وأطراف النهار ، وصل معه علماء الفيزياء وأهل تعداد الزمن الى تسجيل مالا يمكن تخيله من اجزاء الثانية .. ولكــن / يبقى أن ادنى من ذل وأقل محسوب ومسجل في علم علام الغيوب، وستقوم الساعة حين تقوم ولما لم يصل احد من خلق إلله الـى ( الكنه ) الحقيقي لتقنية سيرورة الزمن في هذه الدنيا .!ولقـــد رأيت وعلمت وتعلمت ، مثلما كل الناس .. بأن هذه الوقت هو ( الحكم الصارم) في عملية إعادة الامور الى نصابها ، وهو ( الكفيل الغارم ) في رد الحقوق الى اصحابها .
ولذلك كثيراً مانسمع أو نقول ( المسألة مسألة وقت ) تعبيراً عن تسليمنا ويقيننا بأن الوقت كفيل في ترتيب ما بعثرته عجلة الحياة ، او نثرته ايادي العبث ، أو اكلته بطون الجشع .
الوقت يقصر المسافات ، ويتطاول على النايفات ، يقزم الكبار ويحطم الفجار ، ويهتك الاستار ويكشف الاسرار ... الوقت كفيل ضامن بأن يمحي الآلام وأن ينسي الاحزان ، وهو الحكم بين الناس فيما شجر بينهم من خصومات ، أو حدث من خلافات .
كل شيء يمكن أن نقاومه أو نتمرد عليه أو نختفي عنه ، أو حتى نماشيه ونسايره ... إلا هذا الوقـــت وذلكم الزمن .. فإن له نظام صارم وحكم عادل ، لا يهاب صاحب السلطان ولا يتملق أو يتزلف أهل المال أو الجاه .
... في بعض الاحيان وفي تعمد منا أو نسيان / نعاند ونكابر الى حد الفجور ، ونتعاظم ونتعالى الى حد الغرور ، ونظن أن بأيدينا أزمة الامور ... ثم لا نلبث إلا ونحن في غرفة ( الافاقـة ) وامامنا ساعة الحائط ، تحكي لنا تفاصيل الوقت ، وترسم امامنا دولاب الزمن .
... حينها فقط نعلم يقيناً بأن الوقت قد (حان ) لهذا الامر أو ذاك ، بصرف النظر عما كننا ننتظره أو نسعى اليه ، المهم أن الاوان قد آن الآن ــ لشيء ما كان الانسان يستعجله ، أو لشيء ما كان الانسان يستبطيه ــ.
فمنا من يؤوب لرشيده ، ومنا من يظل في غيه ، ولكل في مسايره الوقت مذهب ، وفي معايشة الزمن مطلب ،،،، وغالبنا يقاتل من أجل أن يطوع الوقت ، ولا ريب أن الوقت مطوعه ثم صارعه ... وهنيئاً لكل من يضع رجل على رجل وينتظر ، في غير خيلاء ولا وجــل .!
...... هذا والسلام ، ولننتظر الى غدٍ فنرى ، هل سنلتقي أم لا .
( اوران )
تعليق