تويت
الليلة العشرون
في هذا الحظر الذي نعيش فيه داخل المنازل طواعية ، هرباً من مجهول يتربص بنا في الخارج ، عرفنا عن قرب / ما كنا نعرفه سابقاً ونتجاهله ، وما كنا نخاف منه ولا نتقيه ، وقدرنا الان الثمن الحقيقي للحرية وقد كان اغلبنا يعبث بأدوات استبقائها ، في خروجه عن الجادة متى ما سنحت له الفرصة أو سولت له النفس وكثراً ما تفعل .وهذا الحظر له نوافــذ عدة / نطل منها على الكثير من الاشياء التي كنا وسطها من قبل ، ولكننا لم نشاهدها أو نحس بها :
ــ واهم منظر أستوقفني كثيرا عبر نافذة الحظر : هو منظر العمال ، الذين وفدوا إلينا طلباً للرزق ولقمة العيش ، ثم اطلقت العنان للخيال الى أن جال بديار هؤلاء الناس على بعد آلاف الاميال ، ووقفت به على أحوال اهلهم واطفالهم ، ومنظر بيوتهم إن كان لهم من بيوت يأوون اليها عند اشتداد الحر أو انهمار الصقيع ، وتمعنت في كيفية حياتهم ومستوى معيشتهم .
وفي الحقيقة ان هؤلاء الاقوام مكبلون بقيود الحياة ومحظور عليهم وعلى اهلهم الكثير من الاشياء التي يعتبرها البعض من كماليات الحياة او توافه المقتنيات .. وقلت كما يقول غيري ــ لابـد لكل واحد منا أن يفعل شيئا لهؤلاء الاخوة ولو كان يسيراً .. خاصة ممن كانوا يعملون بالاجر اليومي فقد توقف العمل ، وانقطع الاجر ، وحتى من لهم رواتب شهرية فالكثير منهم قد يلحقهم الضرر ، بصرف النظر عن الجنسية أو الديانة .
ففي هذه المحنة التي يمر بها كل الناس لابد من التكافل والتعاطف مع الجميع ، ولو من خلال وجبة في اليوم ، ضيافة لهم وصدقة لنا ، ولا نغفل الكلمة الطيبة والمواساة الوجدانية ... ولننحي السلبيات جانباً أو كل أمر قد يعوق هذه المباديء الاخلاقية ، فالوقت غير والحال غير ، والناس بالناس والكل بالله سبحانه ..
فالدين الاسلامي ومكارم الاخلاق العربية والاخوة الانسانية تحث على ذلك ، وخير من تمثل هذه الخصال الحميدة هو الملك حفظه الله عندما تكفل بعلاج من يحتاج منهم بدون النظر في وضعه المادي او القانوي في البلد .
إن الاحوال تتبدل ، والدنيا تتقلب ، ولا مأمن من غوائل الدهر أو فواجع الدنيا ، إلا بما تقدم ايدينا من معروف أو تسدي من جميل .. فإن \ صنائع المعروف تقي مصارع السوء \ ..!
..... هذا والسلام ، والى اللقاء غــدا ان شاء الله .
( اوران )
تعليق