/ السِواكْ والشيخ دحيم /
ولكلٍ من هؤلاء الاماجد ، صفة يعرف بها ، ومنقبة يحمد عليها ــ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ــ تعاقبت عليهم الازمان ، وتقلبت أمامهم صروف الدهر وظروف المراحلة ، وتغيرت عليهم مذاهب الناس ، وتوالت من بين ايديهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحت ارجلهم ، نوائب الليل والنهار ، حتى رأوا مالم يكن يخطر على بال احدهم أن يروه ، وألفوا مالم يدر بخلدهم أن يألفوه .
... ومع كل هذا وذاك صبروا صبرا جلدا ، وعملوا عملا مخلدا ،، نعــم ،، فهم ليسوا رجال مرحلة اذا رحلت رحلوا معها ،، بل هم رجال كل المراحل وفرسان كل الميادين اذا افتقروا لم يبخلوا ، واذا استغنوا لم يبطروا ، واذا اعطوا لم يمنوا ، واذا اخذوا لم ينكروا . / ومن يقرأ سيرهم من المهد الى اللحد ، لا يمكن أن يخرج دون تعجب وإنبهار ، إلا اذا كان خامل الفكر وعديم التفكر /.!
... والشيخ الوقور دحيم بن حويس ، أحد هؤلاء الباذلين الكرام ممن نذروا أنفسهم لله قولا وعملا ، مالا وبدنا ـ نحسبه كذلك ، والله حسيبه وحسيب الناس جميعاً ..
ولستُ هنا في هذا المقام لسرد أو توضيح صفاته الشخصية أو اعماله الخيرية فهو في غنى عن ذلك .
.. ولكننا بصدد ( رمزية ) عطيته التي يقابل بها الناس صغيرا كان أو كبيرا ، والمتمثلة في اهداء ( السواك ) حيث لابد أن نقف عندها ملياً ، فهي وإن كانت أمرا عاديا في نظر البعض ، إلا انها ليست كذلك ..!
.. ان هذه العطية في نظري على قلة محتواها المادي وبخس ثمنها المالي ،، تمثل في جوهرها مادة معنوية وقيمة روحية ، لا يمكن أن تقاس بنفائيس الدنيا وأثمانها ، حيث لها البعد الديني ، والبعد الاجتماعي ، والاخلاقي ، والصحي ، وفيها معاني الكرم والمودة والاخوة وسماحة النفس ، كما تحتوي على رسائل عميقة لا يمكن أن تُقرأ في كتاب أو تذاع في إعلام ،
يعرفها جيداً من رزقه الله معرفة ما تتنافر منه الارواح وما تأتلف به .
//... ثم أن هذه الهدية من شيخنا الفاضل لها ميزة خاصة لما يتبعها من كلام جميل ومداعبة لطيفة ، فلا تدري أيُ الهديتين أشرح لصدرك ، وأجمل لثغرك .
اللهم اكرم شيخنا بكرمك وأسبغ عليه واسع افضالك في الدنيا والاخرة .
تعليق