تويت
السذاجة*
جمال يحيى
*وتعني في اللغة* سلامة النية وبساطة التفكير والافتقار إلى الذكاء والحكمة والحنكة
*وسذج الفتى :* أي كان غرا ذا غفلة ( قاموس المعاني )
*والسذاجة هي:* *فشل في الذكاء الاجتماعي حيث يتم خداع شخص ما بسهولة أو التلاعب به في سياق تصرف غير حكيم وترتبط ارتباطاً وثيقاً بسرعة التصديق التي تتمثل في الميل إلى تصديق الاقتراحات غير المحتملة التي لا تدعمها الأدلة وتشمل فئات الأشخاص المعرضين للاستغلال بشكل خاص فئات الأطفال وكبار السن والمعاقين في النمو .*
وتعد السذاجة تطبيقاً أحمق للثقة على الرغم من علامات التحذير التي تشير إلى الآخر غير جدير بالثقة.
*والسذاجة في رأيي* لا علاقة لها بما يحويه القلب من خير وشر أو بمعنى آخر بطبيعة النفس الشريرة أو الطيبة؛
فالشخص الساذج ليس شرطاً ان يكون طيباً وفطرته سليمة بقدر ما يوصف بأنه مغفل يسهل خداعه والوقيعة به كما لا يتسق وصف الأذكياء الماهرين اجتماعيا بأنهم ماكرون أو أشرار لأنهم يجيدون التعامل مع الناس ولا يسهل خداعهم وقديما قال عمر رضي الله عنه : *( لست بالخب ولا الخب يخدعني )* والمعنى لست ماكرا ولا يخدعني الماكرون .
*ومن مظاهر السذاجة وصورها المنتشرة بيننا* حكاية المرء للآخرين عن مشاريعه المستقبلية وأفكاره فيترصد لها الحاقدون الحاسدون أو يخطفها لصوص الأفكار وقد ذكر الكاتب المصري المعروف نجيب محفوظ انه كان يجلس بين اصدقائه فحكى لهم عن مشروع رواية ينوي كتابتها فما هي إلا أسبوعان وفوجيء بأحد الحضور قد اخذ الفكرة وكتب رواية فقال تعلمت منذ ذلك الحين ألا أبوح بأفكاري .
وقد ذكر لي أحد الأصدقاء وكان مديرا في شركة أنه أُهدي إليه هدية قيمة فلم يقبلها لنفسه وذهب بها إلى مالك الشركة ليعطيها له فأخذها منه المالك وساله عن مصدرها فأخبره أنها من أحد عملاء الشركة وبعدها بفترة وجيزة وجد نفسه خارج العمل والسبب الهدية التي لم يقبلها لنفسه وهو صادق لأني أعلم تدينه ولكن سذاجته أودت به .
*ومن صورها أيضا* الحديث عن راتبك أو دخلك الشهري أو ما تملك أو ما تحقق من نجاحات لكل أحد .
*ومن صورها* الحديث عن بيتك المستقر الهاديء وزوجتك البارة وأولادك المتميزين وأن تنشر ذلك على مواقع التواصل .
*ومن صورها كذلك* أن تذكرعلى مواقع التواصل كل تفاصيل يومياتك من سفر او عودة أو خطط أو أو مشاريع فكل هذه الأمور لا تخص الناس في شيء فدع انجازاتك تتحدث عنك ولا تنشر أخبارك للناس فهم لن يجنوا من نجاحاتك شيئاً وأنت لن تجني من معرفتهم بها إلا الأذى وقد قيل : *لا تتحدث عن مالك امام فقير ولا عن صحتك أمام مريض*
وخير ما قيل أيضا في هذا الصدد : *( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )* وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها وهذا من حسن القيادة ومن الحكمة .
*ومن صور السذاجة* الثقة التامة في الناس عموما بلا ضابط مما يترتب عليه ضياع الحقوق ومثال ذلك أن تنشئ شركة وتدفع أموالاً طائلة ولا تحمي ذلك بعقود موثقة وبنود واضحة وشهود ثقات فتفاجأ بعدها بما لا يحمد عقباه وتندم حيث لا ينفع الندم .
*ومن أضرار السذاجة* انها تجعل صاحبها فريسة سهلة للمخادعين والمتسلقين فقد يخسر الساذج وظيفته بسبب سذاجته وقد يخسر زوجته وقد يضيع حقه في ترقية أو ميراث او مكافأة .
وقد تسرق الأفكار والأموال والبيوت والعقارات وقد يترتب عليها أخطار كبيرة حالية أو مستقبلية والأمثلة على ذلك تفوق الحصر .
*ونصيحتي لك أيها الأخ الكريم أن تحفظ سرك وتمسك عليك لسانك وتستعين على أمورك بالكتمان وتتحكم في نفسك فألزمها الصمت إلا عن حق والتكلم إلا في باطل والصبر إلا على ضيم* .
#جمال_ يحي
جمال يحيى
*وتعني في اللغة* سلامة النية وبساطة التفكير والافتقار إلى الذكاء والحكمة والحنكة
*وسذج الفتى :* أي كان غرا ذا غفلة ( قاموس المعاني )
*والسذاجة هي:* *فشل في الذكاء الاجتماعي حيث يتم خداع شخص ما بسهولة أو التلاعب به في سياق تصرف غير حكيم وترتبط ارتباطاً وثيقاً بسرعة التصديق التي تتمثل في الميل إلى تصديق الاقتراحات غير المحتملة التي لا تدعمها الأدلة وتشمل فئات الأشخاص المعرضين للاستغلال بشكل خاص فئات الأطفال وكبار السن والمعاقين في النمو .*
وتعد السذاجة تطبيقاً أحمق للثقة على الرغم من علامات التحذير التي تشير إلى الآخر غير جدير بالثقة.
*والسذاجة في رأيي* لا علاقة لها بما يحويه القلب من خير وشر أو بمعنى آخر بطبيعة النفس الشريرة أو الطيبة؛
فالشخص الساذج ليس شرطاً ان يكون طيباً وفطرته سليمة بقدر ما يوصف بأنه مغفل يسهل خداعه والوقيعة به كما لا يتسق وصف الأذكياء الماهرين اجتماعيا بأنهم ماكرون أو أشرار لأنهم يجيدون التعامل مع الناس ولا يسهل خداعهم وقديما قال عمر رضي الله عنه : *( لست بالخب ولا الخب يخدعني )* والمعنى لست ماكرا ولا يخدعني الماكرون .
*ومن مظاهر السذاجة وصورها المنتشرة بيننا* حكاية المرء للآخرين عن مشاريعه المستقبلية وأفكاره فيترصد لها الحاقدون الحاسدون أو يخطفها لصوص الأفكار وقد ذكر الكاتب المصري المعروف نجيب محفوظ انه كان يجلس بين اصدقائه فحكى لهم عن مشروع رواية ينوي كتابتها فما هي إلا أسبوعان وفوجيء بأحد الحضور قد اخذ الفكرة وكتب رواية فقال تعلمت منذ ذلك الحين ألا أبوح بأفكاري .
وقد ذكر لي أحد الأصدقاء وكان مديرا في شركة أنه أُهدي إليه هدية قيمة فلم يقبلها لنفسه وذهب بها إلى مالك الشركة ليعطيها له فأخذها منه المالك وساله عن مصدرها فأخبره أنها من أحد عملاء الشركة وبعدها بفترة وجيزة وجد نفسه خارج العمل والسبب الهدية التي لم يقبلها لنفسه وهو صادق لأني أعلم تدينه ولكن سذاجته أودت به .
*ومن صورها أيضا* الحديث عن راتبك أو دخلك الشهري أو ما تملك أو ما تحقق من نجاحات لكل أحد .
*ومن صورها* الحديث عن بيتك المستقر الهاديء وزوجتك البارة وأولادك المتميزين وأن تنشر ذلك على مواقع التواصل .
*ومن صورها كذلك* أن تذكرعلى مواقع التواصل كل تفاصيل يومياتك من سفر او عودة أو خطط أو أو مشاريع فكل هذه الأمور لا تخص الناس في شيء فدع انجازاتك تتحدث عنك ولا تنشر أخبارك للناس فهم لن يجنوا من نجاحاتك شيئاً وأنت لن تجني من معرفتهم بها إلا الأذى وقد قيل : *لا تتحدث عن مالك امام فقير ولا عن صحتك أمام مريض*
وخير ما قيل أيضا في هذا الصدد : *( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )* وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها وهذا من حسن القيادة ومن الحكمة .
*ومن صور السذاجة* الثقة التامة في الناس عموما بلا ضابط مما يترتب عليه ضياع الحقوق ومثال ذلك أن تنشئ شركة وتدفع أموالاً طائلة ولا تحمي ذلك بعقود موثقة وبنود واضحة وشهود ثقات فتفاجأ بعدها بما لا يحمد عقباه وتندم حيث لا ينفع الندم .
*ومن أضرار السذاجة* انها تجعل صاحبها فريسة سهلة للمخادعين والمتسلقين فقد يخسر الساذج وظيفته بسبب سذاجته وقد يخسر زوجته وقد يضيع حقه في ترقية أو ميراث او مكافأة .
وقد تسرق الأفكار والأموال والبيوت والعقارات وقد يترتب عليها أخطار كبيرة حالية أو مستقبلية والأمثلة على ذلك تفوق الحصر .
*ونصيحتي لك أيها الأخ الكريم أن تحفظ سرك وتمسك عليك لسانك وتستعين على أمورك بالكتمان وتتحكم في نفسك فألزمها الصمت إلا عن حق والتكلم إلا في باطل والصبر إلا على ضيم* .
#جمال_ يحي
تعليق