• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التغافل فن أخلاقى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التغافل فن أخلاقى

    التغافل فن أخلاقى

    التغافل فنٌّ خُلُقيٌّ لا يتقنه إلا العظماء، فغضُّ الطرف عن أخطاء الآخرين والتغاضي عنها هو الأسلوب البديل للمواجهة التي ربما ينتج عنها عراك وبغض وقطيعة. ولذا فالكريم دائمًا يترفَّع عن مجاراة مَن يُسيء إليه، خاصة ممَّن يرجو مودَّتهم، ويرجو لهم الخير، ويُحسن الظن بهم، وأُثِرَ عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه قال: «تسعة أعشار الخُلق في التغافل»، فالتغافل عن زلَّات الناس وأخطائهم وترك النظر والتدقيق في صغائر الأمور لازم من لوازم الحياة المستقرة.

    وقديمًا قال الشاعر:

    ليس الغبيُّ بسَيِّدٍ في قومه

    لكن سيِّدَ قومه المتغابي

    ومن واقع تجربتي أن التغاضي عن أخطاء الغير يُورِّث راحة البال وطمأنينة النفس، لا سيما إذا كان هذا التغاضي ليس ضعفًا ولا عجزًا، بل إنه قد يقلب الموازين، فيجعل ذلك المسيء صديقًا حميمًا.

    ومن أجمل ما قاله الشعراء في فن التغافل، والتسامح مع المسيء:

    إذا جرَحَت مساويهم فؤادي

    صبرتُ على الإساءةِ وانطويتُ

    ورحتُ عليهمُ طَلْقَ المحيّا

    كأني ما سمعتُ ولا رأيتُ

    تَجَنَّوا لي ذنوبًا ما جَنَتها

    يداي ولا أمَرتُ ولا نهيتُ

    ولا والله ما أضمرتُ غدرًا

    كما قد أظهروه ولا نويتُ

    ويومُ الحشر موعدُنا وتبدو

    صحيفةُ ما جَنَوه وما جَنَيْتُ
    التغافل أخلاقى التغافل أخلاقى
    فالكريم لا يكتفي بالصفح والعفو، ولكن يتجاوز ذلك إلى التعامل الحسن، كأنه لم يسمع ولم يرَ؛ ليقينه أن ما قيل فيه ليست إلا أقاويل لم تقع منه ولم يكن جانيًا لها، وحديث الناس في بعضهم لا يسلم منه أحد، ولو سلم أحد لسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد قيل عنه إنه ساحر ومجنون وشاعر، واتُّهِمَ - حاشاه الله - في عِرْضِهِ الطاهر أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بل الأمر جاوز ذلك إلى التعدِّي على الذات الإلهية، فلم يسلم من الناس ربّهم، فقد قالوا عنه فقير وله زوجة وولد، تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا.

    إن جوهر الحكمة أن يتسامح الإنسان عن أخطاء الآخرين، ويترفَّع عن صغائر الأمور وتوافهها كَرَمًا لا خوفًا، وعمدًا لا غباءً، وقصدًا لا نقصًا؛ ليقينه أن الحياة قصيرة، وأن ما يعمله الإنسان في الدنيا من خيرٍ أو شرٍّ سيجده في صحائفه يوم القيامة، ومن أعظم مواطن التغافل قول يوسف الصديق عليه السلام: {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي}، مع أن الشيطان نزغ إخوته فقط ولم ينزغه هو، لكنها مكارم الأخلاق.

  • #2
    تسلم لنا روعه طرحك نترقب المزيد
    من جديدك الرائع دمت
    ودام لنا عطائك

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        يعطيك العافية

        تعليق


        • #5
          مشكوووووور والله يعطيك العافيه




          تعليق


          • #6
            طرح قيم ومفيد اثابك الله

            تعليق


            • #7
              الله يعطيك العافية
              وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً}
              من يستطيع نسف الجبال في لحظه ، قادر أن يزيل همك وكل ما آلمك في لحظه،
              أبشر فأن الفارج الله


              تعليق

              يعمل...
              X