لا يمكن ان تُطلق مفردة ( عودة أو عاد ) إلا لأمر كان موجوداً في السابق، ولكنه ذهب أو اختفى ، ثـــم عـــاد الى ما كان عليه سابقاً .!...
.. وفي عودتنا هذا اليوم الى ممارسة حياتنا ومعيشتنا التي أُجبرنا على مفارقتها منذ عدة أشهر بسبب وباء كورونا الذي هجر البشر وشتت الاسر وعطل عجلة التنمية وقلب العالم رأساً على عقب .... لم ولن تكن هذه العودة لتأخذنا الى الوضع الطبيعي أو المتعارف عليه في المجتمع .
إذن فلابد من طرح سؤال كبير وعميق ــ هل العود أحمد ؟ أو هل العودة ستكون على مايرام أو يرتجى .؟
حقيقة أنني مثل الكثير غيري نشك في ذلك ،، فكل الدلائل تشير الى أن العودة لن تكون حميدةً في بعض الامور إن لم تكن في غالبيتها ... فالوضع ( غيـر ) جدا جدا غير .
فمهما أتينا بشكل من اشكال الحياة قبل كورونا أو صورة من صورها ، واردنا أن نسقط واقعنا عليها من اليوم فصاعداً ، ولشهور قادمة أو لربما سنوات ، فلن يتقبل الوضع أو ( السستم ) الجديد أياً من تلك الاشكال او هذه الصور .
لذلك فإن ( العود الاحمد ، أو ، العودة الحميدة ) لن يكون وضعها على ما يرام ، فالاحوال سستتغير عليها ، والاوضاع سستتبدل في نظرها ، وهذا المثل لن يكون في محله ابدا وخاصة هذا اليوم بالذات .
... نعــم ،، فالعودة مختلفة جداً ، مبهمة المعالم ، متوجسة الحضور ، قلقلة الحال ، متقبلة المزاج ،،،، أمرها مطروح لـــ علم الغيب ، ثم لمدى قابلية البشر للتامل والتعايش من هذا الموت الذي يتمشى بين الاحياء ويتنزه في الحدائق ، ويأكل ويشرب على الموائد ، بل ويصف من امامنا ومن خلفنا في طوابير المولات والمطاعم ، وحتى وصل به الامر الى أن نحمله على هامتنا أما جهلا به أو رغما عنا .
ومـع أنه لا يختلف اثنان على أن الناس قد تشربوا الى حد التخمة ، بالمعلومات عن هذا البلاء وما يجب عليهم فعله أو تركه ، إلا أن الحقيقة تُظهر أن الصورة رمادية بالنسبة لكثير من الناس ، والاوضاع مشقلبة اذا تم قياسها على كثير من المعطيات .
لقد مررنا بدرسٍ قاس وغريب ، مفاجيء وعنيد ،، لم يحدث أن مر بنا على الاطلاق في حياة كل واحد منا وعلى مستوى العالم بأسره .. وقد نثر بين ايدينا للتـو أوراق الاجابة التي لابد أن نسطر فيها ما تعلمناه ، وأن نعمل بما علمناه ... والمصيبة أن الدرس لا يتعلق برسوب أو نجاح ،،، بل بــ حياة أو موت .
والان وقد علمنا كل ذلك وأكثر ، فهل ندرك مايتحتم علينا فعله ، والمعركة سوف تكون على مختلف الجبهات وكافة الاصعدة ، كما أن وسائل الدفاع في متناول الجميع ولله الحمد .؟ .
.... لقد آن الاون أكثر من أي وقت مضى، لكي نأتمر بأمر معلم البشرية صلى الله عليه وسلم ( إعقلها وتوكل ...) ، وأن لا يكون هذا الامر مجرد حديث يذكر أو موعظة تقال ....!
... أتمنى أن أكون مخطئاً في تقديري للأمور الذي يغلب عليه التشائم . وأن نرى ونلمس بالفعل ( عــوداً حميــداً )
أوران
تعليق