حكم من ظن أن الشمس غربت وهي لم تغرب
من يظن أن الشمس قد غربت وهي لم تغرب فصومه صحيح لأنه معذور، ويمسك عن الأكل حتى تغرب لأنه كمن أكل ناسياً، والناسي والمخطئ حكمهما واحد قال تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا فإذا كان الناسي لا قضاء عليه، فالمخطئ كذلك، وقد ورد عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ï·؛ يَوْمَ غَيْمٍ ثُمَّ طَلَعَتْ الشَّمْسُ.. " رواه البخاري (1959)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا يدل على شيئين: الأول، أنه لا يستحب مع الغيم التأخير إلى أن يتيقن الغروب، فإنهم لم يفعلوا ذلك ولم يأمرهم به النبي ï·؛، والصحابة مع نبيهم أعلم وأطوع لله ولرسوله ممن جاء بعدهم.
والثاني: لا يجب القضاء، فإن النبي ï·؛ لو أمرهم بالقضاء لشاع ذلك ولنقل ذلك كما نقل فطرهم فلما لم ينقل ذلك دل على أنه لم يأمر به. فإن قيل: فقد قيل لهشام بن عروة: أمروا بالقضاء؟ قال: أوَبدُّ من القضاء؟
قيل: هشام قال ذلك برأيه لم يرو ذلك في الحديث، ويدل على أنه لم يكن عنده بذلك علم أن معمراً روى عنه قال: سمعت هشاماً قال: لا أدري أقضوا أم لا؟
ذكر هذا وهذا عنه البخاري، والحديث رواه عن أمه فاطمة بنت المنذر عن أسماء، وقد نقل هشام عن أبيه عروة أنهم لم يؤمروا بالقضاء، وعروة أعلم من ابنه...." والله أعلم.
المرجع
أحاديث الصيام للفوزان، ص 89.
تعليق