تويت
مسقط ،، امرأة ثلاثينية
مسقط
كالمرأة !
هادئة .. وديعة .. حنونة .. مسالمة ..
فجأة ،
تكون .. ثائرة ، مدمرة ، عنيفة !
*
مدينة تشعر فيها بالسكون ، تحضنكـ وتلمّكـ ، تلفح مشاعركـ رطوبة المحيط ، وتتسرب إلى قلبكـ خلايا الطين ،
نائمة كالأنثى الثلاثينية في حضن المحيط ، تلمها جباله وأمواجه ، وكأنه يخشى أن تهرب منه إلى محيط آخر !
أمشي وصاحبي ( مصبّح ) على الرصيف الهاديء ،، الذي يُغرقني في سكون المكان..
فيقطع عليا سكوني وسرحاني ..
شفت هذا المكان : لما جا إعصار جونو التهمه .. حطّمه .. غطّاهـ ..
شوفت هذي البيوت كلها غطاها بالطين .. شوفت هذا المحل : تخيل صار والأرض واحد .. تدمّر ..
أنثى ..
أنثى يا مسقط !
أكلنا في محل سمك وسط البلد ، يذوب لحمه في فمك قبل أن تأكله .. حين التقيت و ( مصبّح ) أخبرته أنني أحب الأكلات البحرية ، فأصبح هذا الأمر شغله الشاغل السمك وإعصار جونو !
لما استوينا على طاولة المطعم الشعبي ، قال : تصدق : أنا ما آكل السمك أبداً !
رغم أني أسكن في بلدة على البحر ، وأبي وأعمامي بحّارة !
أصدق يا مصبّح .. ليش لا ، عالم المتناقضات ،
أكلت السمك ، وهو أكل اللحم والدجاج ..
كان يحدثني وكأنه يعرفني من سنوات ، بدون أي تحفّظ ، وأنا عادةً أضع ألف سور وباب وحصن بيني وبين الوجوه الجديدة ، شعرتُ أنه يعيش بشكل عفوي ، يعمل دوامين في الصباح ( ... ) وفي المساء ( تكسي ) يغيب عن أهله أسبوعاً ثم يأتيهم نهاية الأسبوع .. أبوه وأمه وزوجته – التي شرح بالتفصيل كيف تزوجها – وأولادهـ الأربعة .
أصحاب التكاسي أفضل من يعرّفك على البلد ، والمجتمع ، والسياسة ، والخير والشر ، والأبيض والرمادي ،،
أعادني إلى فندق "جراند حياة"
طبعا قبل أن أحجز بحثت في مواقع الفنادق عن أفضل موقع ، وعادة أبحث عن موقع وسط المعمعة ، وسط البشر يعني ، أحب حركة الناس وأصواتهم ..
الغريب أن الفندق في معزلٍ عن البشر ، وسط حي السفارات ، وعادة أحياء السفارات كئيبة .. تصيبني بمتلازمة الدبلوماسيين !
لكنه من أفضل الفنادق التي زرتها .. وهذه دعاية مجانية يستاهلون أهل الفندق ما قصروا ، خدمة راقية وموقع رومانسي ، منتجع بحري لمن يهمه البحر والرومانسية ، أو لمن تؤثر فيه الرومانسية !
زرتُ بر الجصّة وشنقريلا وشاطيء الغوص وقصر السلطان ، لما وقف مصبّح قال يلا تعال نشوف القصر !
قلت لا خلينا بعيدين ،،
وأصرّ !
وفعلا وصلنا إلى السور القريب جدا من القصر ،
في الحقيقة أعجبني أن السور حديدي مشغول بطريقة رائعة وتستطيع من خلاله رؤية كامل القصر ،
دلفنا سوق مطرح ..
تراثيات ، وأنا عشقي التراثيات ، لم تكن بالجودة والكثافة التي توقعتها ، فعمان بلد مشهور بالصناعات اليدوية ، لكنهم أشاروا إلى مدينة نزوى هي من يعتني بالتراث.
العمانيون نجحوا في توطين الوظائف والمهن والأعمال بشكل كبير ، فأنت تركب التكسي تجده عماني ، ويتحدى أخونا مصبح أن تجد تكسيا يقوده غير عماني في جميع أنحاء السلطنة ، عمال الفندق ، المحلات ... الخ
تشعر أن البلد لهم ، منهم وفيهم ..
شاهدنا المدرسة السعيدية .. ومستشفى السعادة ..
أقدم معلمين حضاريين لديهم ،
زرنا الكثير والكثير من المعالم التي تشبع نهمكـ التراثي والطبيعي
قلعة الجلالي والميراني
حصن السيف
شاطيء السيف
شاطيء قنتب
وعدد من المتاحف : المتحف الفرنسي ، المتحف العماني ، متحف العملات ، متحف بيت الزبير ..
وعدد من البيوت الأثرية ويسمونها الدور .. في الجصة والسيف والخيران ..
ثم ..
يتركني على الشاطيء المهيب
الغارق في سمت السكون .. خلفي مئات الفعاليات التراثية والتاريخية والدهاليز الناتئة من تحت الحصون .. وأمامي محيطٌ غامضٌ مُبهم ،
إمرأة .. ثلاثينية ..
إن أرادت إشباع حواسكـ أشبعتها بجدارة ،
وإن أرادت إغراقكـ في لمحة بصر أغرقتكـ ،،
ضعفٌ في قوة .. وقوة في ضعف ،
في لحظة غضب قد تطمركـ بالطين ،
وعند الرضا .. تأسركـ بتأريخها وحكاياتها ووشوشات الصدف ،
،،
الصندوق الأسود ،
،
كالمرأة !
هادئة .. وديعة .. حنونة .. مسالمة ..
فجأة ،
تكون .. ثائرة ، مدمرة ، عنيفة !
*
مدينة تشعر فيها بالسكون ، تحضنكـ وتلمّكـ ، تلفح مشاعركـ رطوبة المحيط ، وتتسرب إلى قلبكـ خلايا الطين ،
نائمة كالأنثى الثلاثينية في حضن المحيط ، تلمها جباله وأمواجه ، وكأنه يخشى أن تهرب منه إلى محيط آخر !
أمشي وصاحبي ( مصبّح ) على الرصيف الهاديء ،، الذي يُغرقني في سكون المكان..
فيقطع عليا سكوني وسرحاني ..
شفت هذا المكان : لما جا إعصار جونو التهمه .. حطّمه .. غطّاهـ ..
شوفت هذي البيوت كلها غطاها بالطين .. شوفت هذا المحل : تخيل صار والأرض واحد .. تدمّر ..
أنثى ..
أنثى يا مسقط !
أكلنا في محل سمك وسط البلد ، يذوب لحمه في فمك قبل أن تأكله .. حين التقيت و ( مصبّح ) أخبرته أنني أحب الأكلات البحرية ، فأصبح هذا الأمر شغله الشاغل السمك وإعصار جونو !
لما استوينا على طاولة المطعم الشعبي ، قال : تصدق : أنا ما آكل السمك أبداً !
رغم أني أسكن في بلدة على البحر ، وأبي وأعمامي بحّارة !
أصدق يا مصبّح .. ليش لا ، عالم المتناقضات ،
أكلت السمك ، وهو أكل اللحم والدجاج ..
كان يحدثني وكأنه يعرفني من سنوات ، بدون أي تحفّظ ، وأنا عادةً أضع ألف سور وباب وحصن بيني وبين الوجوه الجديدة ، شعرتُ أنه يعيش بشكل عفوي ، يعمل دوامين في الصباح ( ... ) وفي المساء ( تكسي ) يغيب عن أهله أسبوعاً ثم يأتيهم نهاية الأسبوع .. أبوه وأمه وزوجته – التي شرح بالتفصيل كيف تزوجها – وأولادهـ الأربعة .
أصحاب التكاسي أفضل من يعرّفك على البلد ، والمجتمع ، والسياسة ، والخير والشر ، والأبيض والرمادي ،،
أعادني إلى فندق "جراند حياة"
طبعا قبل أن أحجز بحثت في مواقع الفنادق عن أفضل موقع ، وعادة أبحث عن موقع وسط المعمعة ، وسط البشر يعني ، أحب حركة الناس وأصواتهم ..
الغريب أن الفندق في معزلٍ عن البشر ، وسط حي السفارات ، وعادة أحياء السفارات كئيبة .. تصيبني بمتلازمة الدبلوماسيين !
لكنه من أفضل الفنادق التي زرتها .. وهذه دعاية مجانية يستاهلون أهل الفندق ما قصروا ، خدمة راقية وموقع رومانسي ، منتجع بحري لمن يهمه البحر والرومانسية ، أو لمن تؤثر فيه الرومانسية !
زرتُ بر الجصّة وشنقريلا وشاطيء الغوص وقصر السلطان ، لما وقف مصبّح قال يلا تعال نشوف القصر !
قلت لا خلينا بعيدين ،،
وأصرّ !
وفعلا وصلنا إلى السور القريب جدا من القصر ،
في الحقيقة أعجبني أن السور حديدي مشغول بطريقة رائعة وتستطيع من خلاله رؤية كامل القصر ،
دلفنا سوق مطرح ..
تراثيات ، وأنا عشقي التراثيات ، لم تكن بالجودة والكثافة التي توقعتها ، فعمان بلد مشهور بالصناعات اليدوية ، لكنهم أشاروا إلى مدينة نزوى هي من يعتني بالتراث.
العمانيون نجحوا في توطين الوظائف والمهن والأعمال بشكل كبير ، فأنت تركب التكسي تجده عماني ، ويتحدى أخونا مصبح أن تجد تكسيا يقوده غير عماني في جميع أنحاء السلطنة ، عمال الفندق ، المحلات ... الخ
تشعر أن البلد لهم ، منهم وفيهم ..
شاهدنا المدرسة السعيدية .. ومستشفى السعادة ..
أقدم معلمين حضاريين لديهم ،
زرنا الكثير والكثير من المعالم التي تشبع نهمكـ التراثي والطبيعي
قلعة الجلالي والميراني
حصن السيف
شاطيء السيف
شاطيء قنتب
وعدد من المتاحف : المتحف الفرنسي ، المتحف العماني ، متحف العملات ، متحف بيت الزبير ..
وعدد من البيوت الأثرية ويسمونها الدور .. في الجصة والسيف والخيران ..
ثم ..
يتركني على الشاطيء المهيب
الغارق في سمت السكون .. خلفي مئات الفعاليات التراثية والتاريخية والدهاليز الناتئة من تحت الحصون .. وأمامي محيطٌ غامضٌ مُبهم ،
إمرأة .. ثلاثينية ..
إن أرادت إشباع حواسكـ أشبعتها بجدارة ،
وإن أرادت إغراقكـ في لمحة بصر أغرقتكـ ،،
ضعفٌ في قوة .. وقوة في ضعف ،
في لحظة غضب قد تطمركـ بالطين ،
وعند الرضا .. تأسركـ بتأريخها وحكاياتها ووشوشات الصدف ،
،،
الصندوق الأسود ،
،
تعليق