• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سور (الشمس والليل والضحى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير سور (الشمس والليل والضحى)

    سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]

    تفسير سورة الشمس



    من الآية 1 إلى الآية 10: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿ يُقسِم اللهُ تعالى بالشمس وإشراقها في وقت الضحى﴾، ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿ يعني: ويُقسِم سبحانه بالقمر إذا تَلا الشمس في الطلوع﴿ أي طلع بعد غروبها﴾، ﴿ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا يعني: وبالنهار إذا جَلَّى الشمس ﴿ يعني أظهَرَها وكَشَفَها للناظرين﴾، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا يعني: وبالليل عندما يَغشى الشمس ﴿ أي يُغَطّيها بظُلمته حتى يُغَطّي ضوءَها﴾، ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿ يعني: ويُقسِم سبحانه بالسماء وبنائها المُحكَم﴾، ﴿ هذا باعتبار أنّ ﴿ ما﴾ المذكورة في الآية هي: ما المصدرية﴾، أمّا إذا كانت ﴿ ما بمعنى ﴿ الذي، فحينئذٍ يُقسِم سبحانه بالسماء والذي بَناها، وهو اللهُ تعالى.

    ﴿ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿ يعني: ويُقسِم سبحانه بالأرض وبَسْطها﴾،أو لَعَلّ المقصود أنه سبحانه يُقسِم بالأرض والذي بَسَطها ومَدَّها، وهو اللهُ تعالى،﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿ يعني: ويُقسِم سبحانه بكل نفس،وبإكمال خَلْقها لأداء مُهِمَتها﴾، أو لَعَلّ المقصود أنه سبحانه يُقسِم بكل نفسٍ،والذي سَوَّاها وأحكَمَ خَلْقها، وهو اللهُ تعالى،﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا يعني: فوَضَّحَ لها طريق الشر وطريق الخير.

    ثم أخبَرَ سبحانه عن الشيء الذي يُقسِم عليه، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا أي: قد فازَ بالجنة مَن طَهَّرَ نفسه من الذنوب والعقائد الفاسدة والأخلاق السيئة ﴿ فتابَ توبةً صادقة، وتَعَلَّم العلم الشرعي، وتَحَلَّى بالصبر في جميع أموره، وفَعَلَ ما يُرضي ربه﴾، ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا أي خسر مَن أخفى نفسه ﴿ يعني غَطّاها بالشرك والمعاصي والأخلاق الدنيئة والأهواء الفاسدة، ومَنَعَها عن فِعل الخير﴾.

    من الآية 11 إلى الآية 15: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ أي كذَّبت نبيَّها "صالحاً" ﴿ بِطَغْوَاهَا أي بسبب طُغيانها في الشرك والعِصيان، وذلك﴿ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا أي حينَ انطلق أشقى رجل في القبيلة ليذبح الناقة،﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - وهو صالح عليه السلام -: ﴿ نَاقَةَ اللَّهِ أي احذروا أن تمَسُّوا الناقةبسوء فتهلكوا؛ فإنها آيةٌ أرسَلَها اللهُ إليكم، تدل على صِدق نبيِّكم، ﴿ وَسُقْيَاهَا أي: واحذروا أن تعتدواعلى سَقْيها، فإنّ ماء بئركم مَقسومٌ بينكم وبين الناقة: ﴿ يومٌ لكم ويومٌ لها﴾، ﴿ فَكَذَّبُوهُ فيما توَعَّدهم به ﴿ فَعَقَرُوهَا : أيذبحوا الناقة، ﴿ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ أي: فأطبق عليهم ربُّهم العذابَ فأهلكهم﴿ بِذَنْبِهِمْ أي بسبب إجرامهم، ﴿ فَسَوَّاهَا أي فجعل العقوبة عليهمعلى السواء، فلم يُفْلِت منهم أحد ﴿ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا يعني:ولا يخاف سبحانه عاقبة ما أنزلَ عليهم منالعقاب الشديد ﴿ إذ ليس سبحانه كما يخاف الإنسان عاقبة فِعله - إذا هو قتل أحداً أو عَذَّبه -، بل هو سبحانه رب كل شيء، وهو القاهر فوق عباده، وهو العزيز الحكيم﴾.


    الألوكة

  • #2
    تفسير سورة الليل
    - من الآية 1 إلى الآية 11:ï´؟ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ï´¾ ï´؟ يُقسِم اللهُ تعالى بالليل عندما يُغَطّي بظلامه الأرضَ وما عليهاï´¾، ï´؟ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ï´¾ ï´؟ يعني: ويُقسِم سبحانه بالنهار إذا كَشَفَ ظلام الليل بضيائهï´¾،ï´؟ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ï´¾ ï´؟ يعني ويُقسم سبحانه بخَلْق النوعين: الذَكَر والأنثىï´¾، ï´؟ هذا باعتبار أنّ ï´؟ ماï´¾ المذكورة في الآية هي: ما المصدريةï´¾، أمّا إذا كانت ï´؟ ما ï´¾ بمعنى ï´؟ الذيï´¾، فحينئذٍ يُقسِم سبحانه بالذي خَلَقَ النوعين: ï´؟ الذَكَر والأنثىï´¾، وهو اللهُ تعالى.

    ♦ ثم أخبَرَ سبحانه عن الشيء الذي يُقسِم عليه، فقال:ï´؟ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ï´¾ يعني إنّ عملكم أيها الناس لَمُختلف بين عاملٍ للدنيا وعاملٍ للآخرة،ï´؟ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى ï´¾ مِن ماله ï´؟ طلباً لرضا الله وجنّتهï´¾ ï´؟ وَاتَّقَى ï´¾ عذاب ربه ï´؟ بترك الشرك والمعاصيï´¾ ï´؟ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ï´¾ أي صدَّق بـ"لا إله إلا الله"، وبما ترتب عليها من الجزاء في الآخرة، وعمل بما تدعو إليه ï´؟ وهو الانقياد لأوامر الله وحدهï´¾:ï´؟ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ï´¾ أي: فسوف نُيَسّر له أسباب الخير والصلاح، ونُرشده ونوفقه إليها،ï´؟ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ï´¾ بماله ï´؟ فلم يؤدِّ حق الله فيهï´¾ ï´؟ وَاسْتَغْنَى ï´¾ عن ثواب ربه ودعائهï´؟ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ï´¾ يعني: وكذَّب بـ"لا إله إلا الله"، وبما ترتب عليها من الجزاء في الآخرة، وتكَبّر عن الانقياد لأوامر الله وحده:ï´؟ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ï´¾ أي: فسوف نُيَسِّر له أسباب الشقاء،ï´؟ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ ï´¾ يعني: ولن يَنفعه ماله الذي بخل به ï´؟ إِذَا تَرَدَّى ï´¾ يعني إذا سقط في النار.

    - من الآية 12 إلى الآية 21:ï´؟ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ï´¾ يعني: إنّ علينا أن نُوَضِّح طريق الهدى المُوَصّل إلى الجنة، ï´؟ وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى ï´¾ يعني: وإنّ لنا مُلك ما في الدنيا والآخرة، نُعطي ونَمنع مَن نشاء، لا مالكَ غيرنا،ï´؟ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ï´¾: يعني فحَذَّرتكم أيها الناس نارًا تتوهج بشدة ï´؟ وهي نار جهنمï´¾، التيï´؟ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ï´¾: أي لا يدخلها إلا مَن كان شديد الشقاء، وهوï´؟ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ï´¾: أي كذَّب النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأعرض عن طاعةالله تعالى، ï´؟ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ï´¾ يعني وسوف يُزحزَح عن النار: شديد التقوى، وهوï´؟ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ï´¾: أي الذي يُنفِق ماله ليكون سبباً في تطهير نفسه من الذنوب والأخلاق السيئة والأهواء الفاسدة، ï´؟ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ï´¾ أي ليس لأحدٍ من الناس عليه نعمة معينة، فهو لأجْلها يُكافئه بهذا المال ï´؟ أو بعبارةٍ أخرى: ليس إنفاقه ذلك مكافأةً لمن صَنَعَ له معروفاًï´¾، ï´؟ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ï´¾ يعني لكنه يطلب بذلك الإنفاق: رضا اللهِ تعالى وَجَنَّتِه والنظر إلى وجهه الكريم، ï´؟ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ï´¾ يعني: ولَسَوف يُعطيه ربه في الجنة ما يَرضى به ويفرح.

    ♦ واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - في فضل الصدقة -: "صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العُمر، وفِعل المعروف يَقي مَصارع السُوء" ï´؟ انظر حديث رقم: 3760 في صحيح الجامعï´¾.
    ♦ ♦ ♦ ♦ ♦


    الألوكة

    تعليق


    • #3
      تفسير سورة الضحى
      من الآية 1 إلى الآية 11: ï´؟ وَالضُّحَى ï´¾ ï´؟ يُقسِم اللهُ تعالى بوقت الضحى، والمقصود به هنا: النهار كلهï´¾، ï´؟ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ï´¾ ï´؟ يعني: ويُقسِم سبحانه بالليل إذا غَطَّى الأرض بظلامهï´¾، ثم أخبَرَ سبحانه عن الشيء الذي يُقسِم عليه، فقال:ï´؟ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ï´¾ أي: ما تركك ربك أيها النبي ولا تخلَّى عنك ï´؟ وَمَا قَلَى ï´¾ يعني: وما كَرِهك ï´؟ بسبب إبطاء الوحي عنكï´¾، وقد نزلت هذه الآيات عندما تأخر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففرح المُشرِكون بذلك وعَيّروه، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللهُ سورة الضحى مُواساةً له.

      ï´؟ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ï´¾ يعني: ولَلدَّار الآخرة خيرٌ لك أيها النبي من دار الدنيا،ï´؟ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ ï´¾ مِن أنواع النعيم في الآخرة ï´؟ فَتَرْضَى ï´¾ بذلك العطاء وتفرح،ï´؟ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ï´¾؟ يعني ألم يعلم أنك كنتَ يتيماً، فآواك إلى بيت عمك "أبي طالب" ورعاك؟،ï´؟ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ï´¾؟ يعني: وعَلِمَ أنك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلَّمك ما لم تكن تعلم، ووَفّقك لأحسن الأعمال؟،ï´؟ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ï´¾؟ يعني: وعَلِمَ أنك فقير، فأغنى نفسك بالقناعة والصبر، وبما يَسَّرَ لك مِن مال خديجة وأبي بكر الصِدِّيق ï´؟ رضي الله عنهماï´¾؟ï´؟ فَأَمَّا الْيَتِيمَ ï´¾ - الذي مات أبوه وهو صغير لم يَبلغ بعد - ï´؟ فَلَا تَقْهَرْ ï´¾ أي فلا تُسِئْ معاملته ولا تُذِلّه ولا تأخذ ماله ï´؟ شُكراً لله تعالى على رعايتك وأنت يتيمï´¾،ï´؟ وَأَمَّا السَّائِلَ ï´¾ ï´؟ وهو الذي يسأل الناس لشدة فقره، وكذلك الذي يسأل في أمور الدين حتى يتعلمï´¾ ï´؟ فَلَا تَنْهَرْ ï´¾ أي لا تَنهره، بل أطعمه، واقضِ حاجته، أو قل له قولاً معروفاً ï´؟ شُكراً لله تعالى أن أغناك بعد فقركï´¾، وأجِب سؤال طالب العلم ï´؟ شُكراً لله تعالى أن هداك للعلم النافع، وعلَّمك ما لم تكن تعلمï´¾، ï´؟ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ï´¾ أي تحدث أمام الناس بنعم ربهم عليهم لتُذَكِّرهم بها فيُوَحِّدوه ويطيعوه.

      ♦ ولَعَلّ الجمع بين قوله تعالى: ï´؟ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ï´¾، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإنّ كل ذي نعمةٍ محسود)، أنّ التحدث بالنعمة يكون بعد انتهاء الحاجة أو المَصلحة، ويكون أيضاً أمام مَن تعلم أنه ليس عنده مرض الحسد، بل يقول دائماً إذا رأى أو سمع ما يعجبه: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله، اللهم بارِك).

      ♦ واعلم أنه من الأشياء التي يُبتَلى بها العبد: أن يَعتاد النعمة فلا يؤدي شُكرها، ولا يخافُ أن تُسلَب منه بسبب ذنوبه أو تقصيره في شُكر ربه، ورَحِم اللهُ مَن قال: (إذا كنتَ في نعمةٍ فارعَها، فإنّ الذنوب تُزِيل النعم)، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه - كما في صحيح مسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحَوُّل عافيتك وفُجاءَة نِقمتك وجميع سَخَطك).

      [1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن ( كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.
      واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.


      الألوكة

      تعليق


      • #4
        سلمت أناملك على جمال طرحك
        الله يعطيك العاافيه

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ً
          وجعله فى ميزان حسناتك

          تعليق


          • #6
            يسعدني ويشرفني مروركم العطر

            تعليق

            يعمل...
            X