• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً...

    تفسير قوله تعالى:

    ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً...


    قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 55، 56].

    في هاتين الآيتين يُذكِّر الله بني إسرائيل بشدة تعنُّتِهم، وجرأتهم على الله عز وجل، وعلى رسوله موسى عليه السلام بقولهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، وعقوبتهم بأخذ الصاعقة لهم وهم ينظُرون، ثم بعث الله لهم بعد موتهم؛ لعلهم يشكرون نعمة الله عليهم.

    قوله: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾؛ أي: واذكروا حين قلتم: يا موسى ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ؛ أي: لن نصدِّقك، ولن ننقاد لما جئت به، والخطاب لبني إسرائيل في عهده صلى الله عليه وسلم، والمراد أسلافهم.

    ﴿ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾"حتى" للغاية؛ أي: إلى غاية أن نرى الله جهرة.

    و﴿ جَهْرَةً ﴾ مفعول مطلق؛ أي: إلى غاية أن نبصر الله جهرة؛ أي: جهارًا وعلانية، وعيانًا بأعيننا.

    وهذا منهم غاية الجرأة على الله تعالى، وعلى رسوله موسى عليه السلام، يدل على شدة عنادهم وشكِّهم وارتيابهم، قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ﴾ [النساء: 153].

    وفرق بين هذا وبين قول موسى عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 143]، فإنه إنما قاله عليه السلام شوقًا إلى الله عز وجل، وليتلذذ بالنظر إلى ربِّه، كما جاء في الحديث: ((وأسألك النظرَ إلى وجهك، والشوقَ إلى لقائك))[1].

    ﴿ فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ؛ أي: بالموت الذي صعقتم به، كما قال تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 68]؛ أي: فمات من في السماوات ومن في الأرض.

    أو بأخذكم وإماتتكم بالصاعقة، وهي النار التي تنزل من السحاب، أو الصوت الشديد الذي صُعقوا به، أو الرجفة أو غير ذلك.

    وقد أُهلكت عاد بالريح، وثمود بالصيحة، وسمى القرآن الكريم ذلك صاعقةً كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾ [فصلت: 13].

    وإنما عوقبوا بأخذ الصاعقة لهم بسبب تعنُّتهم وجرأتهم وسؤالهم ما لا يمكن؛ لأن رؤية الله - في الدنيا - ليست ممكنة؛ ولهذا لما قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربَّك؟ قال: ((نور أنى أراه؟))، وفي رواية: ((رأيت نورًا))[2].

    ﴿ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ: الجملة حالية؛ أي: حال كونكم تنظرون إليها، وإلى العذاب، وينظر بعضكم إلى بعض وأنتم تتساقطون وتُصعَقون؛ وذلك ليكون ألم العقوبة ووقعها عليهم أشدَّ وأنكى، وفي ذلك إشارة إلى معاجلتهم بالعقوبة في حين إساءتهم وجرأتهم على الله تعالى بهذا القول.

    وذلك أنه لما رجع موسى من ميقات ربِّه، بعد ما أنزل الله عليه التوراة، وجاءهم بها، قالوا: ليست من الله ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾، فأخذتهم الصاعقة.

    وقيل: إن موسى لما اختار من قومه سبعين رجلًا لميقات ربه، وذهب بهم، وجعل يكلم الله ويكلمه الله، قالوا: ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾، فأخذتهم الصاعقة، قال تعالى: ﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا [الأعراف: 155]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 155].

    ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ؛ أي: ثم أحييناكم من بعد موتكم، وفي هذا دلالةٌ على عظم قدرة الله عز وجل في إحياء الموتى، ومعجزة لموسى عليه السلام، ونعمة كبيرة من الله عز وجل على بني إسرائيل فيها إعطاؤهم فرصة؛ ليرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم ويشكروا؛ ولهذا قال:

    ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ؛ أي: لأجْل أن تشكروا الله على نعمه عليكم، فتؤمنوا بالله وبما جاءتكم به الرسل بقلوبكم وألسنتكم، وتنقادوا لذلك بجوارحكم.

    وفي الآية إثبات الحكمة لله عز وجل، فيما خلَق وقدَّر وشرع، والتأكيد على وجوب شكر نِعَمِ الله عز وجل.

    [1] أخرجه النسائي في السهو (1305) من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه.

    [2] أخرجه مسلم في الإيمان (178)، والترمذي في التفسير (3282) - من حديث أبي ذر رضي الله عنه.


    الألوكة


  • #2
    جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأثابكم الله الجنة

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            يسعدني ويشرفني مروركم العطر

            تعليق

            يعمل...
            X