• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير "وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير "وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ"

    تفسير "وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ"

    د. أورنك زيب الأعظمي[1]

    جاءت الصلة (إلى) على الفعل (أخْلَدَ) مرة واحدة في القرآن الكريم ولم أجد لها نظيرًا في كلام العرب فقال الله تعالى:
    ﴿ وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (سورة الأعراف).

    قال الإمام الطبري في شرحها:
    "وأصل الإخلاد في كلام العرب الإبطاء والإقامة، يقال منه: أخلد فلانٌ بالمكان: إذا أقام به، وأخلد نفسه إلى المكان: إذا أتاه من مكان آخر. ومنه قول زهير:
    لمن الديارُ غشيتَها بالفدفد
    كالوحي في حجر المسيل المُخلِد




    يعني المقيم.
    ومنه قولُ مالك بن نويرة:
    بأبناءِ حيّ من قبائلِ مالكٍ
    وعمرو بن يربوعٍ أقاموا فأخلدوا




    وكان بعضُ البصريين يقول: معنى قوله "أَخۡلَدَ": لزم وتقاعس وأبطأ، والمَخلِد أيضًا هو الذي يبطئ شيبُه من الرجال، وهو من الدواب الذي تبقى ثناياه حتى تخرج رباعيتاه".[2]

    وقال السمين الحلبي:
    "ومعنى (أَخۡلَدَ) أي ترامى بنفسه. قال أهل العربية: "وأصله من الإخلاد وهو الدوام واللزوم، فالمعنى: لزم الميلَ إلى الأرض، قال مالك بن نويرة:
    بأبناءِ حيّ من قبائلِ مالكٍ
    وعمرو بن يربوعٍ أقاموا فأخلدوا"[3]




    ومثله قال المفسّرون الآخرون. فكأنه تضمين عند المفسّرين. لنعد النظر إليها.

    فالفعل (أخْلَدَ يُخْلِدُ إخْلَادًا) يأتي لازمًا ومتعديًا بنفسه فللازم قول زهير السالف الذكر:
    لمن الديارُ، غشيتَها بالفدفد؟
    كالوحي، في حجَرِ المسيل، المُخلِدِ[4]




    وقول مالك بن نويرة:
    بأبناءِ حيّ من قبائلِ مالكٍ
    وعمرو بن يربوعٍ أقاموا فأخلدوا[5]




    وأما المتعدي فقال زهير بن أبي سلمى:
    فلو كان حمدٌ يخلد الناس لم يمت
    ولكنّ حمد الناس ليس بمُخلِد[6]




    وينسب إلى عمرو بن قميئة:
    لا تحسبنّ الدهرَ مُخلِدَكم
    أو دائمًا لكم، ولم يدم[7]




    وقال حسان بن ثابت الأنصاري:
    ولو أنّ مجدًا أخلد الدهرَ واحدًا
    من الناس أبقى مجدُه الدهرَ مطعما[8]




  • #2


    وقال الحطيئة:
    وهل يُخلدنّ ابني جلالة ما لهم
    وحرصُهم عند البياع على الشفّ[9]




    وأما الصلة (إلى) فهي عندي ليست مضمنة بل هي تعني الجهة والجانب أي أسقطه إلى جهة الأرض وخلد. وهذا لأنّ "أخْلَدَ" هنا ليس بلازم بل هو متعدٍّ ومفعوله محذوف أي أخلده ويدلّ عليه قوله تعالىï´؟ لَرَفَعغ،نَظ°هُ بِهَا ï´¾ وهو أيضًا متعدٍّ والرفع يكون إلى الجهة العالية كما يكون الإلقاء أو الإسقاط أو الجرّ إلى الأسفل كما قال تعالى بمثل هذه المناسبة: ï´؟ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ظ±للَّهِ وَلَا تُلغ،قُواْ بِأَيغ،دِيكُمغ، إِلَى ظ±لتَّهغ،لُكَةِ وَأَحغ،سِنُوظ“اْغ? إِنَّ ظ±للَّهَ يُحِبُّ ظ±لغ،مُحغ،سِنِينَ ï´¾ (سورة البقرة).

    وقال الفرزدق:
    وقال لهم: حلّوا الرحال، فإنكم
    هرَبتم، فألقُوها إلى غير مهرب[10]




    ومنه الإلقاء تفويض شيء إلى أحد كما قال الكميت الأسدي:
    وألقيتم إليّ دلاءَ قومٍ
    بما رفعتْ دلاؤكم عمينا[11]




    وقال الحطيئة:
    أنت الأمين الذي من بعد صاحبه
    ألقت إليك مقاليدَ النهى البشرُ[12]




    وقال ذو الرمة:
    إلى أنْ بلغتَ الأربعين فألقيتْ
    إليك جماهيرُ الأمور الكبائرُ
    فأحكمتَها لا أنتَ في الحكم عاجزٌ
    ولا أنت فيها عن هدى الحقّ جائرُ[13]


    وقد جاء في جمهرة خطب العرب: "---- وسقط الحسن إلى الأرض بعد أن ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده واعتنقه فخرّا جميعًا إلى الأرض".[14]

    وقال زُمَيل بن أمِّ دينار:
    أغرّ هِجانًا خرّ من بطنِ حُرّةٍ
    إلى كفِّ أخرى حرّةٍ بهبير [15]




    فمعنى الآية أنّ الله يحبّ أن يرفعه إلى العلى ولكن لا يحاول الارتفاع بل يسقط نفسه إلى الدناءة ويدوم. ونرى أنّ الكلب دائمًا يبدي عن دناءته باللهث إما أن نضربه أو نتركه، نشبعه أو نجوّعه ونردفه إلينا أو نجرّه.

    المصادر والمراجع:
    1- القرآن الكريم.

    2- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة، ط1، 2001م.

    3- جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة لأحمد زكي صفوت، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط1، 1933م.

    4- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تحقيق: الدكتور أحمد محمّد الخرّاط، دار القلم، دمشق، د.ت.

    5- ديوان الحطيئة، دراسة وتبويب: د. مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1993م.

    6- ديوان الفرزدق، شرح الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1987م.

    7- ديوان الكميت بن زيد الأسدي، جمع وشرح وتحقيق: د. محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 2000م.

    8- ديوان حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، شرح: ضابط بالحربية، مطبعة السعادة، مصر، د.ت.

    9- ديوان ذي الرمة، تقديم وشرح: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995م.

    10- ديوان زهير بن أبي سلمى، شرح وتقديم: الأستاذ علي حسن فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1988م.

    11- ديوان عمرو بن قَمِيْئَة، تحقيق وشرح وتعليق: حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، جامعة الدول العربية، 1965م.

    12- كتاب الوحشيات لأبي تمام الطائي، تحقيق: عبد العزيز الميمني الراجكوتي، وزيادة: محمود محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، مصر، ط3، 1968م.

    [1] مدير تحرير "مجلة الهند" وأستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي..

    [2] تفسير الطبري، 10 /585.

    [3] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، 5 /516.

    [4] ديوانه، ص 45.

    [5] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، 5 /516.

    [6] ديوانه، ص 41.

    [7] ديوانه، ص 190.

    [8] شرح ديوانه، ص 327.

    [9] ديوانه، ص 134، الشف: الفضل والربح.

    [10] ديوانه، ص 21.

    [11] ديوانه، ص 462.

    [12] ديوانه، ص 108.

    [13] ديوانه، ص 119.

    [14] 2 /5.

    [15] كتاب الوحشيات، ص 248.






    الألوكة


    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          شكرا لك على هذه التواجد الفعال
          والمشاركات النافعه والمفيده
          فبارك الله فيك وجزاك الله خير

          تعليق


          • #6

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأثابكم الله الجنة

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك
                  وبورك في جهودك الطيب
                  ووفقك الرحمن لكل خير
                  ولا حرمك الله الاجر والثواب




                  تعليق


                  • #10
                    يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                    تعليق

                    يعمل...
                    X