رواية التأسيس أجمل رواية عند السعوديين؛ لأنها مهد انطلاقتهم الكبرى إلى الوحدة والتآلف والتآخي وجمع الشمل بعد الفرقة والشتات والاقتتال القبلي والتعصب الجاهلي والعنصرية المقيتة، التأسيس أجمل خبر عند السعوديين؛ لأنه يذكّرهم بالمسيرة الخالدة للقادة التاريخيين من بيت (آل سعود)، حيث انطلق البناء والتعمير، والعطاء والإنجاز، كُنّا قبل التأسيس في جزيرة العرب؛ قبائل متناحرة متقاتلة على موارد الماء ومراعي المواشي، القبيلة تغزو القبيلة الأخرى، بسفك الدماء وسلب الأموال وانتهاك الاعراض، وكل قبيلة عند نفسها أنها مجاهدة محتسبة، ماجدة منتصرة، كانت هذه القبائل تربي أطفالها على النعرة الجاهلية، وعلى العصبية القبلية، وعلى التعلّق بصنم القبيلة مع المبالغة في مفاخر مزعومة ليس لها أساس من الصحة، مع التقليل من شأن القبيلة الأخرى والتحجيم من مكانتها؛ فنشأت صراعات داخلية محتدمة، وقامت حروب أشبه بحروب الوثنية؛ تخالف منهج الله، وتستبيح دماء وأعراض وأموال عباد الله، حتى أراد الله سبحانه وتعالى بفجر جديد، ووحدة متكاملة لجزيرة مترامية الأطراف، والتي تقارب مساحتها مساحة (أوروبا) الغربية، فيها عشرات القبائل، مختلفة اللهجات والعادات والثقافات، فقامت كلمة الله (لا إله إلا الله) يقودها الحماة والزعماء الأماجد من (آل سعود)، فجمعوا الشمل، ووحدوا الكلمة، وألّفوا بين القلوب، فانطلقت الأجيال تبني وتعمر، فبُنيت صروح العلم، وشُيّدت منارات المعرفة، وازدهر سوق العمل، ونمت التجارة وانتشر التعليم، وتوفرت الصحة للناس، وسُهّلت سُبُل العيش الكريم، وعمّ الأمن أرجاء الوطن، وانتشر العدل على منهج الدّين الحنيف، وحصل الاتصال مع الأمم على ميزان التعايش السلمي، وتم الالتقاء بالشعوب في سلام عالمي وتبادل للمعرفة والخبرات، إلى أن وصلنا اليوم إلى (السعودية العظمى)ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½، السعودية التي يحسب لها العالم ألف حساب، فأصبحت شامة في جبين الدهر وتاجاً على هامة الأيام:
قصةُ (التأسيسِ) مجدُ العربيّ
الـــسّـعــوديـــةُ أُمّــيْ وأبــيْ
في بِلادِي هبطَ الوحيُ ولمْ
يهبطِ الوحي بربعٍ أجنبيْ
وبِها مهبطُ وحيِّ اللهِ بلْ
أرسلَ اللهُ بِها خيرَ نبيْ
قُل هوَ الرحمانُ آمنا بهِ
واتّبعنا هَادياً مِن يثربِ
بلقم الدكتور / عايض القرني
تعليق