• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله

    الكلام على قوله تعالى:

    ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ



    معنى قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132]: قال ابن كثير في "تفسيره" (1 /446): أي: وصى بهذه الملة، وهي الإسلام لله ـ أو يعود الضمير على الكلمة ـ وهي قوله: ﴿ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؛ لحرصهم عليها ومحبتهم لها، حافظوا عليها إلى حين الوفاة، ووصوا أبناءهم بها من بعدهم؛ كقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ [الزخرف:28].

    وقد قرأ بعض السلف ﴿ ويعقوبَ ـ بالنصب ـ عطفًا على بنيه، كأن إبراهيم وصى بنيه، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق، وكان حاضرًا ذلك.


    هل ولد نبي الله يعقوب في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام أم بعد موته؟
    قال ابن كثير ـ عقب كلامه السابق ـ: قد ادعى القشيري فيما حكاه القرطبي عنه أن يعقوب إنما وُلد بعد وفاة إبراهيم، ويحتاج مثل هذا إلى دليل صحيح.


    والظاهر والله أعلم أن إسحاق وُلد له يعقوب في حياة الخليل وسارة؛ لأن البشارة وقعت بهما في قوله: ﴿ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود: 71]، وقد قرئ بنصب ﴿ يعقوبَ ها هنا على نزع الخافض، فلو لم يوجد يعقوب في حياتهما، لَمَا كان لذكره من بين ذرية إسحاق كبيرُ فائدة.


    وأيضًا فقد قال الله تعالى في سورة العنكبوت: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [الآية: 27 ].


    وقال في الآية الأخرى: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً [الأنبياء: 72]، وهذا يقتضي أنه وجد في حياته.


    وأيضًا فإنه باني بيت المقدس، كما نطقت بذلك الكتب المتقدمة.


    وفي البخاري (3366)، مسلم (520) من حديث أبي ذر قلت يا رسول الله: أي مسجد وُضع أول؟ قال: «المسجد الحرام»، قلت: ثم أي؟ قال: «بيت المقدس»، قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة...الحديث».


    فزعم ابن حبان أن بين سليمان الذي اعتقد أنه باني بيت المقدس، وإنما كان جدَّده بعد خرابه وزخْرَفه، وبين إبراهيم أربعين سنة، وهذا مما أنكر على ابن حبان، فإن المدة بينهما تزيد على ألوف سنين، والله أعلم.


    وأيضًا فإن ذكر وصية يعقوب لبنيه سيأتي ذكرها قريبًا، وهذا يدل على أنه ها هنا من جملة الموصين.


    وقوله: ﴿ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أي: أحسنوا في حال الحياة، والزَموا هذا؛ ليرزقَكم الله الوفاة عليه، فإن المرء يموت غالبًا على ما كان عليه، ويبعث على ما مات عليه.


    وقد أجرى الله الكريم عادته بأن من قصد الخير وُفِّق له ويُسِّر عليه، ومن نوى صالحًا ثبت عليه.


    وهذا لا يعارض ما جاء، في الحديث الصحيح: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا بَاعٌ أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»؛ لأنه قد جاء في بعض روايات هذا الحديث: «فيعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس».


    وقد قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5 ـ 10]؛ اهـ.


    بعض ما فيقوله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ... ﴾ من الفوائد:
    الأولى: أهمية تعليم الأولاد توحيد الله تعالى، وعلى هذا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه.


    الثانية: شرعية الوصية بهذا الأمر، وأهمية ذلك، ويوضح ذلك:


    الثالثة: وهي فضيلة هذا الدين وتوارثه، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:28].


    قال الإمام السعدي في "تفسيره" (ص764): ﴿ وَجَعَلَهَا أي: هذه الخصلة الحميدة التي هي أم الخصال وأساسها، وهي إخلاص العبادة لله وحده، والتبرِّي من عبادة ما سواه.


    ﴿ كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ أي: ذريته؛ ﴿ لَعَلَّهُمْ إليها ﴿ يَرْجِعُونَ؛ لشهرتها عنه، وتوصيته لذريته، وتوصية بعض بنيه كإسحاق ويعقوب لبعض؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ إلى آخر الآيات [البقرة:130- 133].


    فلم تزل هذه الكلمة موجودة في ذريته؛ حتى دخلهم الترف والطغيان؛ اهـ.





    الألوكة



  • #2
    جزاك الله خيرا.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك
      وبورك في جهودك الطيب




      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        تعليق

        يعمل...
        X