أتى إليّ في مكتب والدي شخص في الأربعين من عمره ...
لا أعرفه ويبدو قادماً من خارج المنطقة وربما من إحدى القرى المجاورة،،،
ما أحلى سن الأربعين إن لم تكن أجمل مراحل العمر على الإطلاق!
فهنيئاً لمن هم في هذا السن الجميل!!!
كان الغضب بادياً على وجهه وهو يردد الديرة ملل ولا تُطاق و« وزفت" مع الإعتذار لذكر هذه الكلمة السوقية ولكن هكذا هم البشر!!
عندما يغضب الشخص يخرج منه ما لا يليق!!
وربما أن التراكمات
قد تجعل الشخص يقسوا رغم لين قلبه أو يكابر رغم
شدة حبه…!!
مع عدم إيماني بمقولة" صف لي أرض قوما أصف لكم طباعهم"
فقلت له لماذا؟
فقال: الديرة لاتساعدك على صلة الرحم ،،،
الديرة لا تعينك على أداء العبادات،،،
الديرة كلها مشاكل….
عباراته كانت سيئة ولكنه كان يُظهر الوجه الحسن في كل مرة …ولكن على مين..ا!!؟
رددت عليه بأن الديره جميلة ونحن من يقرر…
فشكرا للديرة وأهلها فهم من يقوم بكل واجب عنا في غيابنا من حضور مناسبات ،وإقامة عزاء وتحمل صعوبة العيش فيها أحيانا وكثيرامنهم ضحى بعمره وصحته وربما مستقبله ليخدم أهله وأخوانه وجماعته فهنيئا لنا بهم
سأعود للماضي قليلاً بهذا المشهد فقد نجعل من تذكر الماضي سبيلا لنا للنجاح في المستقبل
وقد نجعله حسرة وتحسرا على الحاضر..
ونحن كذلك من نقرر
وقفت أمام القرية القديمة يوم الجمعة الماضي...
لا يوجد إلا الأطلال وكأنها تقول ذهب أقوام وأتى أقوام وسياتي أقوام أخرين،،
ولسان حالها يقول:
ومن يعش منكم سيرى إختلافاً كثيراً ..
وستذكرون ما أقول لكم!!
وماشدني هو تركيبة القرية القديمة ولا أظن أن هناك إختلافً في تصاميم القرى في سائر قرى الجنوب،،
سبحان الله
المدخل واحد ،،
والسطح واحد،،
*والجرين واحد ،،
وعرفت أن سر حبهم لبعضهم هو تقاربهم رغم أنهم أربعة لحام "عوائل"
كان ضيفهم واحد،،
وعزيمتهم واحدة ،،
وميتهم واحد،،
وكأن أجسادهم وبيوتهم المتقاربة كانت كفيلة بان تجعل قلوبهم متقاربة
واليوم وللأسف تباعدنا بإرادتنا فتباعدت القلوب وضاقت الأنفس ولا حول ولا قوة إلا بالله...
أصبح البعض يبحث عن أبعد مكان ويعلنها صراحة بعيداً عن آل فلان أو عن الجماعة !!!
مالنا لم نعد نحتمل بعضنا !!!!
هل نعود فقراء لتصّلح قلوبنا..؟
نتحدث بما لا يليق عن جيراننا وأنسابنا وجماعتنا أمام ابنائنا !!!
ثم نطالبهم بإحترام الكبير ونحن من نُسيء إلى أقرب الناس لنا !!
وأختتم بهذاالموقف الحزين مع أحد الأشخاص
وأعرف أن بينه وبين أخيه خلاف فقلت له مهما كان يبقى"فلاناً" أخوك
فقال:
هذه الجملة البسيطة واللتي تقشعر لها الأبدان
"اليوم أخوي جيبي"
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فوالله ما الفقر أخشى عليكم!!!!
ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم،
فتنافسوا فيها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم
رحم الله جيل الأجداد والأباء تعبوا
من أجل أنفسهم في الماضي
ومن أجلنا في الحاضر
ولا يزالون،،
رسائل مهمة يجب أن نتداركها حتى يعييها جيل اليوم،،،
رسائل جديرة بالمناقشة والحوار لتعم الفائدة،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعد بن حمود القرني
خميس مشيط 1444/1/18
*جرين لغة عربية فصحى
1 - وهو موضع يداس فيه الطعام أو تجفف فيه الثمار ، جمع : أجرنة وجرن
لا أعرفه ويبدو قادماً من خارج المنطقة وربما من إحدى القرى المجاورة،،،
ما أحلى سن الأربعين إن لم تكن أجمل مراحل العمر على الإطلاق!
فهنيئاً لمن هم في هذا السن الجميل!!!
كان الغضب بادياً على وجهه وهو يردد الديرة ملل ولا تُطاق و« وزفت" مع الإعتذار لذكر هذه الكلمة السوقية ولكن هكذا هم البشر!!
عندما يغضب الشخص يخرج منه ما لا يليق!!
وربما أن التراكمات
قد تجعل الشخص يقسوا رغم لين قلبه أو يكابر رغم
شدة حبه…!!
مع عدم إيماني بمقولة" صف لي أرض قوما أصف لكم طباعهم"
فقلت له لماذا؟
فقال: الديرة لاتساعدك على صلة الرحم ،،،
الديرة لا تعينك على أداء العبادات،،،
الديرة كلها مشاكل….
عباراته كانت سيئة ولكنه كان يُظهر الوجه الحسن في كل مرة …ولكن على مين..ا!!؟
رددت عليه بأن الديره جميلة ونحن من يقرر…
فشكرا للديرة وأهلها فهم من يقوم بكل واجب عنا في غيابنا من حضور مناسبات ،وإقامة عزاء وتحمل صعوبة العيش فيها أحيانا وكثيرامنهم ضحى بعمره وصحته وربما مستقبله ليخدم أهله وأخوانه وجماعته فهنيئا لنا بهم
سأعود للماضي قليلاً بهذا المشهد فقد نجعل من تذكر الماضي سبيلا لنا للنجاح في المستقبل
وقد نجعله حسرة وتحسرا على الحاضر..
ونحن كذلك من نقرر
وقفت أمام القرية القديمة يوم الجمعة الماضي...
لا يوجد إلا الأطلال وكأنها تقول ذهب أقوام وأتى أقوام وسياتي أقوام أخرين،،
ولسان حالها يقول:
ومن يعش منكم سيرى إختلافاً كثيراً ..
وستذكرون ما أقول لكم!!
وماشدني هو تركيبة القرية القديمة ولا أظن أن هناك إختلافً في تصاميم القرى في سائر قرى الجنوب،،
سبحان الله
المدخل واحد ،،
والسطح واحد،،
*والجرين واحد ،،
وعرفت أن سر حبهم لبعضهم هو تقاربهم رغم أنهم أربعة لحام "عوائل"
كان ضيفهم واحد،،
وعزيمتهم واحدة ،،
وميتهم واحد،،
وكأن أجسادهم وبيوتهم المتقاربة كانت كفيلة بان تجعل قلوبهم متقاربة
واليوم وللأسف تباعدنا بإرادتنا فتباعدت القلوب وضاقت الأنفس ولا حول ولا قوة إلا بالله...
أصبح البعض يبحث عن أبعد مكان ويعلنها صراحة بعيداً عن آل فلان أو عن الجماعة !!!
مالنا لم نعد نحتمل بعضنا !!!!
هل نعود فقراء لتصّلح قلوبنا..؟
نتحدث بما لا يليق عن جيراننا وأنسابنا وجماعتنا أمام ابنائنا !!!
ثم نطالبهم بإحترام الكبير ونحن من نُسيء إلى أقرب الناس لنا !!
وأختتم بهذاالموقف الحزين مع أحد الأشخاص
وأعرف أن بينه وبين أخيه خلاف فقلت له مهما كان يبقى"فلاناً" أخوك
فقال:
هذه الجملة البسيطة واللتي تقشعر لها الأبدان
"اليوم أخوي جيبي"
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فوالله ما الفقر أخشى عليكم!!!!
ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم،
فتنافسوا فيها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم
رحم الله جيل الأجداد والأباء تعبوا
من أجل أنفسهم في الماضي
ومن أجلنا في الحاضر
ولا يزالون،،
رسائل مهمة يجب أن نتداركها حتى يعييها جيل اليوم،،،
رسائل جديرة بالمناقشة والحوار لتعم الفائدة،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعد بن حمود القرني
خميس مشيط 1444/1/18
*جرين لغة عربية فصحى
1 - وهو موضع يداس فيه الطعام أو تجفف فيه الثمار ، جمع : أجرنة وجرن
تعليق