• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُه

    تفسير قوله تعالى:

    ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ


    قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157]

    بشَّر عز وجل في الآيات السابقة الصابرين وذكر صفتهم، ثم فصل في هذه الآية شيئاً مما بشرهم به وأعطاهم فقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

    قوله: ﴿ أُولَئِكَ ﴾ الإشارة للصابرين المسترجعين عند المصيبة، وأشار إليهم بإشارة البعيد ﴿ أُولَئِكَ ﴾ تنويهاً برفعة منزلتهم، وعلو مقامهم.

    ﴿ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾: خبر المبتدأ ﴿ أُولَئِكَ ﴾، والمراد بالصلوات: الثناء عليهم من ربهم عز وجل بأنواع الثناء، وذكرهم في الملأ الأعلى، كما قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152].

    وقال عز وجل في الحديث القدسي: "فإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"[1].

    وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللهم صل على آل فلان" فأتاه أبي بصدقته، فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى"[2].

    وفي مجيء الجملة اسمية دلالة على الاستمرار والدوام، وفي جمع ﴿ صَلَوَاتٌ ﴾ دلالة على كثرة ثنائه عز وجل عليهم بأنواع الثناء، وفي قوله: ﴿ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ تعظيم لهذه الصلوات، وتأكيد عناية ربهم بهم.

    ﴿ وَرَحْمَةٌ ﴾ معطوف على ﴿ صَلَوَاتٌ ﴾ أي: ورحمة من ربهم، وهو من عطف العام على الخاص؛ لأن صلوات ربهم عليهم هي من رحمته لهم، والمراد بالرحمة هنا الرحمة الخاصة بالمؤمنين.

    ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ الإشارة للمشار إليهم في الإشارة السابقة، وكررها لإظهار كمال العناية بهم، وأكد هدايتهم، بل وحصر الهداية فيهم بكون الجملة اسمية معرفة الطرفين وبضمير الفصل "هم".

    أي: وأولئك الصابرون القائلون لهذه المقالة عند المصيبة هم المهتدون إلى طريق الحق دون غيرهم، ولذلك استرجعوا واستسلموا لقضاء الله تعالى عند المصيبة.

    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "نعم العِدلان، ونعمة العلاوة"[3].

    قال ابن كثير[4] بعد أن ذكر قول عمر هذا: "﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ فهذان العِدلان ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحمل، وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضاً".

    وقال ابن القيم[5]: "وقد وعد الله الصابرين بثلاثة أشياء، وكل واحد خير من الدنيا وما عليها، وهي: صلوات الله عليهم، ورحمته لهم وتخصيصهم بالهداية، فبالهدى خلصوا من الضلال، وبالرحمة نجوا من الشقاء والعذاب، وبالصلاة عليهم نالوا منزلة القرب والكرامة".

    وإنما أمر الله عز وجل بالبشارة المطلقة للصابرين، وأثنى عليهم هذا الثناء العظيم، لمنزلة الصبر من الإيمان، فهو شطر الإيمان وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ إذ لا يستطيع الإنسان القيام بما أوجب الله عليه والكف عما حرم الله عليه، وتحمل ما يصيبه من الابتلاء إلا بالصبر، ولهذا أوجبه الله تعالى وامتدح أهله وأجزل ثوابهم.

    فإن اجتمع مع الصبر الرضا فذلك أكمل، والفرق بين الصبر والرضا أن الصابر يتجرع مرارة الصبر ويشق عليه ما وقع ولكنه يحبس نفسه عن السخط، وأما الراضي فإن المصيبة تكون باردة على قلبه ولا يتجرع مرارتها، بل تنسيه حلاوة الرضا مرارتها، وأكمل حالاً منهما الشاكر على المصيبة احتساباً للأجر عليها.

    وكان بعض السلف يقول: إني أفرح بالمصيبة تصيبني؛ لأن الله عجلها إليَّ في الدنيا، ولم يجعلها في الآخرة، وأن الله لم يجعلها أشد مما كان، وأن الله احتسب لي الأجر إذا صبرت عليها، وأن الله لم يجعلها في ديني، فكل مصيبة دون الدين تهون، وفي الله خلف عن كل مصيبة إلا المصيبة في الدين، وقد أحسن القائل:
    وكل كسر فإن الله جابره
    وما لكسر قناة الدين جبران[6]



    وقال الآخر:
    لكل شيء إذا ضيعته عوض
    وما من الله إن ضيعت من عوض[7]


    المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»

    [1] سبق تخريجه.

    [2] أخرجه البخاري في الزكاة (149)، ومسلم في الزكاة (1078)، وأبو داود في الزكاة (1590)، والنسائي في الزكاة (2449)، وابن ماجه في الزكاة (1796).

    [3] العدلان: مثنى "عدل" بكسر العين، وهو نصف الحمل يوضع على جنب العبير، ويعادله النصف الأخر على الجنب الآخر، ويسمى هذا حملاً، والعلاوة: زيادة على الحمل توضع بين العدلين.

    [4] في "تفسيره" (1/285).

    [5] انظر "بدائع التفسير" (1/370).

    [6] البيت لأبي الفتح البستي. انظر: "ديوانه" ص80 .

    [7] انظر: "الجواب الكافي" ص47.


    الألوكة


  • #2
    جزاك الله خيرا.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا


      ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
      يجني ثمار السجده اللي سجدها

      انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
      وشر النفوس المبغضات وحسدها

      تعليق


      • #4
        جزآآك الله خيرآ
        وجعله في موازين آعمالك
        لاعدمنآك
        لك كل الود والتقدير





        تعليق

        يعمل...
        X