تأملات في بعض آيات
إن العبد السعيد الموفق هو من يقبل على كتاب ربِّه قراءةً وسماعًا وحفظًا وتدبرًا وعملًا، والعبد التعيس البائس هو من خلَّف الكتاب وراء ظهره، لا يأتمر بأوامره، ولا ينتهي عن نواهيه، ثم جعل إله هواه، هذا وقد ندبنا الله في أكثر من آية إلى تدبُّر كتابه، فقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]،﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 68]، ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].
وها هي بعض التأمُّلات لي في بعض آيات استوقفتني:
الآية الأولى:
فرغم وجازة ألفاظها فدروسها وفوائدها كثيرةٌ، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ [سبأ: 14].
١- الموت قضاء من الله على العباد لن يفلت منه أحد حتى الأنبياء والملائكة.
٢- تحريم أجساد الأنبياء على الأرض أن تأكلها، فقد قيل: إنه ظلَّ سنةً ميتًا وهو متكئ على المنسأة وهي العصا.
٣- قدرة الله تعالى حيث أمسك سليمان عن السقوط رغم مفارقته للحياة على خلاف عادة من يموت.
٤- ملك سليمان عليه السلام الكبير وتسخير الجن له.
٥- الدنيا مهما عظمت فهي حقيرة، فقد مات الملك وترك ملكه وذهب إلى مولاه ليحاسبه.
٦- الحشرات والدوابُّ وإن صغرت من جنود الله تعالى سخرها لإظهار حكمته.
٧- لا يعلم الجن الغيب؛ فمفاتح الغيب لا يعلمها إلا الله، ففي الآية إبطال لاعتقاد البعض بأن الجن يعلم الغيب.
٨- إثبات حكمة الله ولطفه سبحانه.
فسبحان من أودع كتابه العبر والعظات رغم وجازة العبارات.
الآية الثانية:
تأمَّل دعاء سليمان عليه السلام وتدبره: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].
من درر الآية:
١- المسلم ديدنُه شكرُ ربِّه، فهذا سليمان لما رأى نِعَم الله تنزل عليه فزع إلى الشكر.
٢- لن تستطيع شكر ربِّك إلا بتوفيقه وإلهامه لك ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾، والتوفيق للشكر يحتاج إلى شكر آخر، فستظل دائمًا يلهج لسانُك وقلبُك بقول: ((أبوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ لكَ بذَنْبي))، وبقول: ((لا أُحصي ثناءً عليكَ أنت كما أثنيتَ على نفسِكَ)).
٣- ﴿ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾: لم ينس والديه، فهما سبب وجوده، ولهما فضل عليه ما يسرهما يسرُّه، وما يحزنهما يقلقه، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، قدَّم والديه على سائر المؤمنين؛ لمكانتهما وفضلهما وكذا فعل نوح فقال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28].
٤- ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾؛ المهم هو تعليق قلبك برضا الله، هل سيرضى بعد العمل فضلًا منه ورحمة أم سيردُّ العمل عدلًا منه وحكمةً.
٥- صلاح العمل يقتضي أمرين: الإخلاص، والاتِّباع، وبعد ذلك سَلْ ربَّك القَبول والرِّضا.
٦- أعمالك الصالحة كلها بتوفيق الله وإلهامه لك، فلمَ تعجب بها وأنت لا حول ولا قوة لك إلا بالله، فلولاه ما فعلت شيئًا؟!
٧- ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ ﴾: علم عليه السلام أنه لا دخول للجنة بعمله رغم كونه نبيًّا صالحًا؛ وإنما برحمة الله ابتداءً، وهذا يُذكِّرك بسيِّد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((لن يُنجِّيَ أحدًا منكم عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ برحمةٍ، سدِّدوا وقارِبوا، واغْدُوا ورُوحوا، وشيءٌ من الدُّلجةِ، والقصدَ القصدَ تبلُغوا))؛ رواه البخاري ومسلم، هذا حال الأنبياء، فما حالنا نحن مع الله.
٨- ﴿ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾، فالشرف كل الشرف أن تعيش وتموت وتُحشَر عبدًا لله صالحًا مع عباده الصالحين تأنس بهم، ويأنسون بك.
9- أهمية الثناء على الله بين يدي الدعاء، ومَن تأمَّل الفاتحة وكذا أدعية النبي يفهم ذلك جيدًا، فانظر إلى ثناء سليمان بين يدي دعائه هنا، وكذا دعاء الرجل الصالح في الآية الأخرى.
10- قال تعالى في آية أخرى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].
فبضم هذه الآية إلى تلك إذا ما قدمت هذا الثناء الذي نقله لنا الله في كتابه من أجل أن يُقال ثم تذكر هذه الأدعية الدعاء بالدخول برحمة الله في الصالحين وصلاح الذرية بعد تقديم التوبة والاستسلام.
الآية الثالثة:
بينما أنا أقرأ في وردي استوقفتني هذه الآية وكررتها من حلاوتها وما انقدح في ذهني من معانٍ ﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].
1- الله بعظمته وجلاله كاد لعبد من عباده.
2- أثبت مشيئته سبحانه لشيئين:
أ- بقاء بنيامين مع أخيه يوسف.
ب- ورفع أناس درجات، فلولا مشيئته لما تمَّ الأمرانِ.
3- ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾: فيها إشارة إلى أن العلم من أسباب رفعة الدرجات، وهذا قد قرَّره الله في قوله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].
4- لا بد للمرء من زيادة علمه وفقهه في الدين بإخلاص ليكتسب:
أ. رفعة درجته في الجنة.
ب. معرفة أن الله أراد به خيرًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِد اللهُ بهِ خَيْرًا يفقهه في الدِّين)).
الخلاصة: أرِ الله من نفسِك خيرًا وفقهًا وعلمًا لتستشعر إرادته الخير بك، وليرفع درجتك في الجنة.
إن العبد السعيد الموفق هو من يقبل على كتاب ربِّه قراءةً وسماعًا وحفظًا وتدبرًا وعملًا، والعبد التعيس البائس هو من خلَّف الكتاب وراء ظهره، لا يأتمر بأوامره، ولا ينتهي عن نواهيه، ثم جعل إله هواه، هذا وقد ندبنا الله في أكثر من آية إلى تدبُّر كتابه، فقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]،﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 68]، ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].
وها هي بعض التأمُّلات لي في بعض آيات استوقفتني:
الآية الأولى:
فرغم وجازة ألفاظها فدروسها وفوائدها كثيرةٌ، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ [سبأ: 14].
١- الموت قضاء من الله على العباد لن يفلت منه أحد حتى الأنبياء والملائكة.
٢- تحريم أجساد الأنبياء على الأرض أن تأكلها، فقد قيل: إنه ظلَّ سنةً ميتًا وهو متكئ على المنسأة وهي العصا.
٣- قدرة الله تعالى حيث أمسك سليمان عن السقوط رغم مفارقته للحياة على خلاف عادة من يموت.
٤- ملك سليمان عليه السلام الكبير وتسخير الجن له.
٥- الدنيا مهما عظمت فهي حقيرة، فقد مات الملك وترك ملكه وذهب إلى مولاه ليحاسبه.
٦- الحشرات والدوابُّ وإن صغرت من جنود الله تعالى سخرها لإظهار حكمته.
٧- لا يعلم الجن الغيب؛ فمفاتح الغيب لا يعلمها إلا الله، ففي الآية إبطال لاعتقاد البعض بأن الجن يعلم الغيب.
٨- إثبات حكمة الله ولطفه سبحانه.
فسبحان من أودع كتابه العبر والعظات رغم وجازة العبارات.
الآية الثانية:
تأمَّل دعاء سليمان عليه السلام وتدبره: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].
من درر الآية:
١- المسلم ديدنُه شكرُ ربِّه، فهذا سليمان لما رأى نِعَم الله تنزل عليه فزع إلى الشكر.
٢- لن تستطيع شكر ربِّك إلا بتوفيقه وإلهامه لك ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾، والتوفيق للشكر يحتاج إلى شكر آخر، فستظل دائمًا يلهج لسانُك وقلبُك بقول: ((أبوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ لكَ بذَنْبي))، وبقول: ((لا أُحصي ثناءً عليكَ أنت كما أثنيتَ على نفسِكَ)).
٣- ﴿ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾: لم ينس والديه، فهما سبب وجوده، ولهما فضل عليه ما يسرهما يسرُّه، وما يحزنهما يقلقه، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، قدَّم والديه على سائر المؤمنين؛ لمكانتهما وفضلهما وكذا فعل نوح فقال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28].
٤- ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾؛ المهم هو تعليق قلبك برضا الله، هل سيرضى بعد العمل فضلًا منه ورحمة أم سيردُّ العمل عدلًا منه وحكمةً.
٥- صلاح العمل يقتضي أمرين: الإخلاص، والاتِّباع، وبعد ذلك سَلْ ربَّك القَبول والرِّضا.
٦- أعمالك الصالحة كلها بتوفيق الله وإلهامه لك، فلمَ تعجب بها وأنت لا حول ولا قوة لك إلا بالله، فلولاه ما فعلت شيئًا؟!
٧- ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ ﴾: علم عليه السلام أنه لا دخول للجنة بعمله رغم كونه نبيًّا صالحًا؛ وإنما برحمة الله ابتداءً، وهذا يُذكِّرك بسيِّد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((لن يُنجِّيَ أحدًا منكم عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ برحمةٍ، سدِّدوا وقارِبوا، واغْدُوا ورُوحوا، وشيءٌ من الدُّلجةِ، والقصدَ القصدَ تبلُغوا))؛ رواه البخاري ومسلم، هذا حال الأنبياء، فما حالنا نحن مع الله.
٨- ﴿ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾، فالشرف كل الشرف أن تعيش وتموت وتُحشَر عبدًا لله صالحًا مع عباده الصالحين تأنس بهم، ويأنسون بك.
9- أهمية الثناء على الله بين يدي الدعاء، ومَن تأمَّل الفاتحة وكذا أدعية النبي يفهم ذلك جيدًا، فانظر إلى ثناء سليمان بين يدي دعائه هنا، وكذا دعاء الرجل الصالح في الآية الأخرى.
10- قال تعالى في آية أخرى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].
فبضم هذه الآية إلى تلك إذا ما قدمت هذا الثناء الذي نقله لنا الله في كتابه من أجل أن يُقال ثم تذكر هذه الأدعية الدعاء بالدخول برحمة الله في الصالحين وصلاح الذرية بعد تقديم التوبة والاستسلام.
الآية الثالثة:
بينما أنا أقرأ في وردي استوقفتني هذه الآية وكررتها من حلاوتها وما انقدح في ذهني من معانٍ ﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].
1- الله بعظمته وجلاله كاد لعبد من عباده.
2- أثبت مشيئته سبحانه لشيئين:
أ- بقاء بنيامين مع أخيه يوسف.
ب- ورفع أناس درجات، فلولا مشيئته لما تمَّ الأمرانِ.
3- ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾: فيها إشارة إلى أن العلم من أسباب رفعة الدرجات، وهذا قد قرَّره الله في قوله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].
4- لا بد للمرء من زيادة علمه وفقهه في الدين بإخلاص ليكتسب:
أ. رفعة درجته في الجنة.
ب. معرفة أن الله أراد به خيرًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِد اللهُ بهِ خَيْرًا يفقهه في الدِّين)).
الخلاصة: أرِ الله من نفسِك خيرًا وفقهًا وعلمًا لتستشعر إرادته الخير بك، وليرفع درجتك في الجنة.
تعليق