السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*عندما نتكلمُ عن الشباب فهم ثروةُ الأمة وعزُها وسوؤدها وبهم تتقدم وتزدهر وتستثمر امكاناتها وقدراتها، وتنافس مثيلاتها في عالم التحدي والتقدم الغير مسبوق خلال مرحلة التاريخ المعاصر.
وكمايقول الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
. وتصغر في عين العظيم العظائم
*والشباب هم بناةُ المستقبل ونواة المجتمع الأساسية وهم سبب قوة المجتمع ونهضته حيث يُعدّون عنصرًا أساسياً لتقدم الشعوب وتطورها فالمجتمعات التي تمتلك نسبةً كبيرةً من هذه الفئة تعد من المجتمعات القوية والسبب في ذلك يعود لحيوية الشباب وطاقتهم لذا تعد هذه الفئة ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمة، وأساس تقدمها وتطورها كما يعدون بناةُ المجد والحضارة. الشباب عماد المجتمع وسر نهضة الأمة، ولهم أدوار هامّة في المجتمع، كما يشاركون في قضايا المجتمع باكملها، . ويوجد لفئة الشَباب تحديات كثيرة تواجههم فتحبط من قدراتهم مثل وقت الفراغ الزائد، خاصةً بعد ظهور الثورة التكنولوجية في مجال التواصل والإتصال ومانشهده اليوم لهو الغزو الفكري الجامح لشباب أمتِنا.
* والتحدي الآخر الملل حيث أكد الباحثون في علم النفس أن نسبة الملل والإحباط في فئة الشَباب تعد النسبة الأعلى في المجتمعات، يجب على الشباب إستثمار جهودهم وطاقاتهم بما فيه خدمة للمجتمع في النواحي ، الإجتماعية ، والاقتصادية، والسياسية والثقافية وغيرها.
*والشباب يعني المستقبل، ومستقبل أي أمة بدونهم يعتبر منعدماً. وإذا كان نقل قيم الأمة الإنسانية إلى الأجيال القادمة عبئاً، فالحامل المكلف لهذا العبء هم الشباب.
*وعلى إثره يجب ضمان وجود شباب أقوياء من كل الجوانب. شباب ذوي أخلاق نبيلة، وقلوب شجاعة، وعقول واعية ومشرقة. يقول الراوي المعروف جورج دونالد: تنتهي وظيفتنا في الحياة عندما نتوقف عن فهم الشباب. أي أن الشباب هو المجهول الذي يجب معرفته، وكلمة السر لباب المستقبل التي يجب إيجادها.
*إن الأمة تبدأ بفقدان هويتها عندما ينحرف شبابها عن الأخلاق والسلوكيات الأصيلة، فتملؤهم الشهوات الهابطة، ظنا منهم أن هذه الشهوات تشبع ظمأهم فيكونون مثلهم كمثل العطشان في صحراء قاحلة يعرض عليه ماء البحر فيزيد عطشاً بدلاً من إروائه، فعلينا أن نبعد الشباب عن هذه الغرائز والمسكنات الدنيوية الفانية كما نبعد النار عن البارود، لأن تدهور أوضاع الشباب وانحطاط أخلاقهم لا يدمرهم وحدهم وحسب، بل يسبب انحطاط الأمة بأكملها.
*إن التربية والتعليم هما العنصران الأكثر أهمية في تنمية الشباب المثالي، وإذا لم تتبنى مؤسسات التعليم منهج الإرشاد إلى القيم الأخلاقية والشعور بالأمة الواحدة فسيكون الشباب الناشىء في هذه الصروح التعليمية في عداد المفقودين. فالذي يريد أن يفتح الدائرة الكهربائية لتنوير المجتمع، يجب عليه أن يأخذ مصابيح عقول الشباب ضمن أولوياته، حيث أن تطور المجتمع وازدهاره لا تتحققان إلا بتلك العقول والأفكار الشبابية التي تنتمي إلى ثقافة أمتها.
*وبناء عليه فإن الثقل الكبير يقع على عاتق المربين والمعلمين، والأسرة، إذ يجب عليهم أن يكونوا مثل الطير الذي أطلق جناحه لضم الشباب وتعزيزهم بالأمل والمثابرة، فلا يخفى علينا أن الشباب بحاجة إلى من يخاطب قلوبهم قبل عقولهم. إذن آمالنا التي نريد تحقيقها في المستقبل تعتمد اعتماداً كلياً على كيفية بنائنا للشباب، وتوجيه سلوكهم وطريقة تفكيرهم ، فالشمس لن تشرق على مستقبل أمة فقد شبابها الأمل، والعزم، والغيرة والهوية، إذن سيعم الضباب، ويعمي أفقهم، ويريهم المستقبل غامضاً ومظلماً.
*ومن ثم يكون كذلك الحمل على عاتق الشباب وعزمهم وتطلعاتهم وكمال يقول الشاعر:
إِذا لم تحاولْ في شبابكَ غايةً
فياليت شعري أيَّ وقت تحاولُ
وكم من شبابٍ ضاعَ في غيرِ طائلٍ
فشابَ شاربهُ وهو في الناسِ جاهلُ
*ونقول للشباب يتم تحديد ذروة إنجازاتكم من خلال عمق إيمانكم بانفسكم ،وقوة تصميمكم وكثافة جهودكم، وحرصكم على طلب المعالي والسمو، وترك سفاسف الأمور التي لاتغني ولاتسمن من جوع.
*ونحن نثقُ فيكم شبابنا الاشاوس أصحاب الهمم العالية ونقول لكم ان مايطفُ على السطح اليوم ماهو الإغُثاءً كاغُوثاء السيل والقادم أجمل بحول الله وقوته ،ونقول شباب واعد وعزم صاعد،فلكم منا الدعاء ومنكم الوفاء لولاة أمرنا، ووطننا، وشعبنا وامتُنا الخالدة بإذن الله تعالى.
*ونسأل الله أن يصلح احوالكم وان يحقق لكم أمالكم ،وطموحاتكم ،وان يحقق على اياديكم كل خير إنه القادر على ذلك وبالإجابة جدير.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل.
تعليق