• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البأساء والضراء في القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البأساء والضراء في القرآن الكريم

    البأساء والضراء في القرآن الكريم


    من ألطف الأمور وأعجبها على النفس في هذه الحياة أنَّ ما يضرُّها هو نفسُه ما يُصلِحُها؛ تأمَّل معي كم من مرضٍ قاد للهداية! وكم من مُصيبةٍ قادَتْ للعافية ومُراجعة النفس لتخطو إلى صوابها!

    أفضل ما تغنَّت شفتاي بتراتيل الحمد والثناء والإنابة عند حصول النقم، انسجام للرُّوح مع الفِكْر كأنه عِناق محمومٌ تستشعر أركانهما ووقوفهما بين يدي الله عز وجل في ابتهال وتمجيد عظيم للبارئ.

    ما أجمل تهذيب القرآن للنفوس العنيدة المكابرة عن الحق، فهو طبيبُها وبَلْسَمٌ لجراحاتها؛ ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [الأنعام: 42].

    قلتُ: تأمَّل معي قوله: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾، فهو سكون القلب، وخلو الروح من معتقدات الزمان، وتوحيد القبلة للواحد الدَّيَّان؛ مما يزيد العقل إقناعًا بمنهج الباساء والضَّراء في إصلاح الفرد والمجتمعات.

    ثم يأتي لك في ثنايا سورة البقرة التعريف والإفصاح عن منهج البأساء والضَّراء في القرآن بكل جلاء وعاقبة الصبر عليه، فلا لَبْس ولا غموض في التربية الذاتية والأسرة والمجتمع؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

    إنه منهج من مناهج التربية الإسلامية في القرآن الكريم يدفع الفرد إلى بلوغ ذروته في علاقته مع الله، ويدفع المجتمع إلى تحصين قوائمه من الشوائب والعاهات.

    وهنا أقول بقلب مكلوم: إننا لم نفهم هذه السُّنَّة الكونيَّة لإصلاح أنفسنا ومجتمعنا، ونحن في أشد الحاجة لمعرفتها وتطبيقها في زماننا هذا؛ حيث تبدَّلت أحوال المسلمين، وانحدرت القِيَم الإسلامية للقاع في مجتمع كالطفل الرضيع يحبو تارةً ويمشي تارةً، ثم يعود هكذا دواليك في روتينٍ مُمِلٍّ، فلم يتَّجِه القلب لإصلاح أنفسنا، ولم يرتقِ المجتمعُ لإصلاح أبنائنا وبناتنا.

    أصبحنا مع الأسف كفقراء اليهود لا دُنْيا ولا آخرة، مع أننا نرى بأُمِّ أعيُنِنا البأساء والضَّراء في جنبات نفوسنا وأركان مجتمعنا، فلم نتضرَّع له، ولم نَبْكِ شوقًا لعصر جديد مجيد ينتصر فيه الإسلام بقيمه وتعاليمه على المناهج الغربية والرأسمالية.

    لم يعد هناك مَن يبكي من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات على القدس الشريف الذي توغَّل في أدغال اليهود الغاصبين.

    مَرَّ قريبًا من القَرْن ولم تتحرَّك الحكوماتُ ولا الجامعاتُ ولا المربُّون لانتزاع حقٍّ من حقوق المسلمين وردِّه إلى موطنه الأساس الإسلام، ناهيك عن إسبانيا وغيرها المعروفة في إسلامنا بالأندلُس.

    نريد فعلًا أن نبكيَ ونتضرَّعَ إلى الله عز وجل، ونبتهل بين يديه بخشوع وسكينة، ونسأله بصِدْقٍ رجوعَ أقْصانا وأندلُسنا، وأن يُصلِحَ أحوال المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.

    إنَّ البأساء والضرَّاء منهجُ تربيةٍ وطريقٌ مُعبَّد بالجميل من الأقوال والأفعال والأحاسيس، فيلزم مِنَّا أن نُطبِّقَه ونستعين به في كشف مَلمَّاتِنا، فهو تفريجٌ لكرباتنا من الضعف والعجز، فما أجملَه من منهج نهرُه جارٍ، وسلوكُه منحةٌ من الباري.

    وفي الختام:
    أُشير على إخواني المربِّين بأن يدرسوا هذا المنهج باستيعاب كامل لمفهومه وطرقه وأهدافه ونتائجه وأوقات حدوثه.

    فما ذكرتُه لك هو زهرةٌ يانعةٌ رياضُها مِن بستانٍ كبيرٍ يكادُ يقطُرُ عذوبةً وعسلًا من منهج الإسلام لهذه الظاهرة.

    وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ترقَّبُوا كتابي الجديد "العبقرية في الإسلام"، طرح جديد، وتقسيم يافع لموضوعاته بأسلوب بسيط، ومشاركة في بيان منهج الإسلام العظيم لهذا الموضوع.


    الألوكة

  • #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير


      ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
      يجني ثمار السجده اللي سجدها

      انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
      وشر النفوس المبغضات وحسدها

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا




        تعليق


        • #5
          جزآآك الله خيرآ
          وجعله في موازين آحسناتك
          لاعدمنآك
          لك كل التقدير




          تعليق

          يعمل...
          X